الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حلول التكنولوجيا.. سوق بمئات ملايين الدولارات

حلول التكنولوجيا.. سوق بمئات ملايين الدولارات
15 نوفمبر 2018 00:24

يوسف البستنجي (أبوظبي)

كشفت شركات عالمية مشاركة في معرض أبوظبي الدولي للبترول «أديبك 2018» عن حجم الأهمية المتزايدة لقطاع البرمجيات وتقنية المعلومات في صناعة النفط والغاز، مقدرة حجم سوق هذا القطاع بمئات الملايين من الدولارات.
وقال مختصون وخبراء برمجيات مشاركون في «أديبك 2018»، إن برمجيات الكمبيوتر وتقنية المعلومات وشبكة الإنترنت تعتبر اليوم وسائل وأدوات لا يمكن الاستغناء عنها، بل إنها مكنت الشركات الكبرى من خفض تكاليف عملياتها وساهمت في تسريع وصولها للحلول والاحتياجات الضرورية لزيادة إنتاجيتها وفعالية استثماراتها في هذا القطاع الحيوي.
ويتضح من جولة لـ«الاتحاد» على عدد من شركات تقنيات المعلومات والبرمجة أن الاستثمار في هذا القطاع لا يحتاج إلى رساميل كبيرة، في الكثير من الأحيان، بل يحتاج إلى فكرة مبتكرة وإبداع في منهجية التعامل مع التحديات التي تواجه الشركات العاملة بالقطاع، اعتماداً على واقع وظروف عمل هذا القطاع.
يقول فينست لاتيك، المدير التقني في شركة فينيوس اوبتكس الفرنسية، إن شركته تقدم برنامجاً تقنياً للرقابة على خطوط النفط والغاز، وتحديد الأماكن المعرضة للمخاطر، من خلال الاهتزازات والأصوات وقياس مستويات الضغط، وغيرها من العوامل والمعطيات التي يتم ربطها بواسطة مجسات مثبتة على أنابيب نقل النفط والغاز، وذلك لمسافات هائلة، يصل طولها إلى مئات الكيلومترات.
وأضاف لاتيك: إن هذا البرنامج يمكنه مراقبة شبكة معقدة وكبيرة جداً من خطوط الأنابيب المستخدمة لضخ النفط والغاز، وحتى كوابل الكهرباء والاتصالات إذا كانت تحت الأرض. وأوضح أن هذا البرنامج يوفر الوقت، ويمكن الشركة من اتخاذ خطوات وإجراءات مسبقة لتقليل المخاطر أو تجاوزها.
وقال: يحتاج البرنامج بعد تركيبه إلى شخص واحد في مكاتب إدارة الشركة المسؤولة، لمراقبة كافة أجزاء شبكة الأنابيب، من خلال جهاز يقوم بتنبيه الشخص المعني عند حصول أية مخاطر، أو تغييرات ويرسل البيانات اللازمة حول مكان وطبيعة المخاطر التي تواجه شبكة الأنابيب.
وفي منتج آخر لافت للانتباه من نفس القطاع يقول دومينيغو لاتانزي مطور أعمال في شركة فوكسايا الفرنسية أيضاً، إن شركته تعرض برنامجاً يتم تشغيله من خلال الكمبيوتر، ويستخدم الأشعة لفحص عينات الصخر التي يتم استخراجها من قبل الشركات التي تنقب عن النفط والغاز والمعادن في باطن الأرض.
وأوضح لاتانزي أن فحص عينات الصخور مسألة ليست جديدة، ولكن الجديد أن البرنامج المصمم لهذا الفحص الذي تعرضه الشركة في «أديبك 2018» هو أن هذا البرنامج وجهاز الفحص، يستطيع تقديم نتيجة تفصيلية كاملة عن المكونات ومستوى المواد وطبيعتها وتركيبها خلال دقيقة واحدة فقط. وأضاف: إن هذا البرنامج والجهاز الخاص به يستطيع تقديم نتائج دقيقة جداً في زمن قياسي، مهما كانت طبيعة العينة التي تم تسلمها، حيث لا يشترط أن تتوافر في العينة المرسلة للفحص مواصفات معينة أو محددة.
وبين لاتنزي أن حجم سوق فحص العينات للشركات العاملة في قطاع النفط والغاز في منطقة الخليج فقط، يقدر بنحو 10 ملايين دولار سنوياً.
وأوضح أن أهمية هذا البرنامج أنه يقدم نتائج دقيقة جداً كاملة عند التركيبة الجيولوجية التي تخص المنطقة التي أخذت منها العينة، في زمن قياسي، الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت والتكاليف لشركات الاستكشاف والتنقيب في قطاع النفط.
وأما شركة «أو إس في فايندر» العالمية، فقد اختارت أن تقدم خدماتها الرقمية على شكل برنامج يوفر سوقاً متخصصة لشركات النفط والغاز والشركات مقدمة الخدمات لهذا القطاع العملاق والحيوي.
ويقول ريمي أوست، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، إن ما يقدمه هو عبارة عن منصة على الإنترنت تشترك فيها أكثر من 85 شركة عالمية تعمل في قطاع النفط والغاز، في حين هناك نحو 151 شركة مزودة لشركات النفط والغاز بالخدمات وقطع الغيار والاحتياجات الضرورية، مثل عمليات السحب والشحن والنقل وغيرها.
وبين أوست أن المنصة التي تقدمها شركته تظهر مواقع الشركات العاملة في البحر التي تطلب الخدمات، وتظهر أيضاً على الخريطة مواقع الزوارق أو القوارب البحرية التابعة لشركات الخدمات، ما يسمح لها بالاتصال مباشرة من خلال المنصة مع أقرب الزوارق، أو السفن التابعة لشركات الخدمات وطلب الخدمة التي تحتاجها.
وبين أن هذه الخدمة تعتمد على اشتراك الشركات التي تبحث عن الخدمات في المنصة الرقمية لشركته، لافتاً إلى أنه لا توجد أية عمولات، أو أجر للخدمات التي تقدمها شركته، وأنه يعتمد على اشتراك الشركات النفطية في المنصة، في حين أن شركات الخدمات لا تدفع أي اشتراك أو عمولة، أو ثمن لقاء هذه الخدمة.
وقال أوست إن شركته تتطور بسرعة كبيرة جداً، وتسجل معدلات نمو عالية في ظل طبيعة الخدمة التي تقدمها، وهي خدمة توفر الوقت والمال، إذ إن الشركات النفطية كانت تدفع الكثير من الأموال للوسطاء من أجل الحصول على خدمة معينة، تحتاجها في منصات الإنتاج البحرية أو لسفنها العاملة بالبحر. وأضاف أن المنصة التي توفرها شركته هي عبارة عن برنامج تقني معلوماتي، يتعامل مع تحدٍّ محدد لشركات النفط والغاز، ويضع الحل الأقل تكلفة والأكثر فاعلية من حيث المال والوقت.
خلاصة القول..
فكرة حقيقية مبتكرة تعادل ملايين الدولارات، ولا تحتاج إلى الكثير من المال لتنفيذها، بل تحتاج إلى مبادرين وأصحاب الطموح، ومعرض «أديبك 2018» يقدم آلاف الأفكار للباحثين عن التميز، ولأولئك الذين يريدون بناء الذات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©