خرجوا فأراحوا وارتاحوا

كل الدول الآسيوية التي شاركت مؤخراً في كأس الأمم بالدوحة وخرجت آن لها أن ترتاح بعد جولة شاقة من الإعداد والعمل طوال سنوات مرت، فمنتخب الهند مثلًا وهو الأكثر حداثة بمثل هذه البطولة يعتبر أنه قدم وفق إمكاناته ما لديه وكذا منتخبات أخرى. إننا في الوسط الرياضي السعودي نعتبر نهاية مشوارنا في البطولة والصدمة بمثابة ميلاد يوم جديد، ومبعث انطلاقة مختلفة، بل نعتبر أن العمل الحقيقي يجب أن ينطلق من الآن فلسنا على استعداد لمزيد من الوقت المهدر. العمل السعودي يوحي بأن نهضة كروية ستشهدها البلاد وأن الراحة التي كتبت لغيرنا من المنتخبات بعد جهد كبير ليست لنا، فنحن بدأنا مرحلة أخرى مع نهاية مرحلة كانت بكل مافيها تجربة صعبة ولكنها ناجحة. ورغم مرارتها وقسوتها لكن يكفي أنها علمتنا الموقع الحقيقي على الخريطة الآسيوية الكروية أو العالمية أيضاً، وأين نحن منها بل إنها أثبتت أن نجاحنا من أنفسنا وفشلنا منها أيضاً وبالتالي فإن أصعب الحالات وأكثرها تعقيداً هي تلك الحالة التي تشمل الداء والدواء في جناح واحد. ومنذ القرار الملكي بتعيين الأمير نواف بن فيصل رئيساً عاماً لرعاية الشباب تابعت أكثر الرؤى والأفكار المعنية بالرياضة والشباب وهي تتحدث عن مجرد ردود أفعال او محاولة استنساخ ما يحدث في دول العالم لنسعى نحو تطبيقه، كما أنه لا يخفى على أحد محاولة ممارسة الأستاذية التي يقوم بها البعض من خلال ظهور فضائي او كتابات يومية عبر تقاطعات المصالح بل يصنع البعض نظريته على هوى شخصنة الأحداث. في حين أن العمل الشبابي يعتبر مشروعاً وطنياً كبيراً يقوم على صناعة الفرد أكثر من تدشين المدن الرياضية وقد علقت على هذا الجانب ها هنا من قبل وبالتالي فإن المسألة ليست مجرد اقتراح أو فكرة عابرة بل هي مسألة أكبر من ذلك بكثير وتقوم من خلال تواصل عدد من الجهات المعنية لقيام مثل هذا المشروع. طبعاً مقالي هذا يأتي في إطار التحول الفجائي للمنتخبات المشاركة آسيوياً وبالتالي لن أجد نفسي غداً مبحراً صوب رياضة الوطن بقدر ما سأكون إلى جوار قطر والعراق والأردن فلعل بعض هذه المنتخبات العربية تحيي فينا انفتاحاً نحو كأس آسيا بعد أن سدت انفسنا فجيعتنا في الأخضر بل وسأعلق على الخروج الإماراتي وأسبابه خاصة وإننا كنا في انتظار إشراقة بيضاء له في هذه البطولة. fawfaz@hotmail.com