دبي - محمود الحضري:
'' لقد كان محمد عليه الصلاة والسلام رجل دولة من الطراز الأول، وهو صاحب أول وأكبرمشروع للتغيير الحضاري في حياة البشرية''·
بهذه الكلمات بدأ واختتم الداعية الشيخ محمد الدويش محاضرته في الملتقى الرمضاني الخامس لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، واستشهد لتأصيل هذه المقولة من خلال رصد تاريخي لمساهمات النبي صلى الله عليه وسلم في تغيير صورة العالم و البشرية ، وبما قاله عنه علماء الغرب أنفسهم·
قال الدويش: لقد أخرج الرسول الأمة الى مرحلة جديدة، وقاد أكبر وأول عملية تغيير في العالم اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وتعليميا، فقبل الاسلام كانت المرأة محتقرة، ومن يرزق بنت اسود وجهه ويدفنها حية، الا أنه ومع وصول الاسلام، ومجئ نبي الله ورسوله محمد عليه الصلاة والسلام، تغيرت الصورة تماما فقد أعلى من صورة المرأة ومكانتها في المجتمع حتى أنها تجبر على الناس، بل كان يستشير زوجاته في الكثير من الأمور مستشهدا بمشورة (أم سلمة) في حادثة الحديبية·
وقال: أما على مستوى التغيير السياسي فقد كان العرب أمة لا قائد لها، الا أن الرسول استطاع أن يجمع هذه الأمة على كلمة واحدة وتحت لواء واحد وكلمة واحدة، وفي سنوات محدودة جدا أصبح العرب تحت زعامة رسول الانسانية أمة لها مكانتها السياسية، من خلال ترسيخ القيم السياسية الاسلامية، كما أن التغيير الذي قاده النبي صلى الله عليه وسلم امتد الى مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والحضارية والعلمية، ما أهم تغيير في النسان نفسه،حيث عمل على بناء الانسان نفسه·
واضاف: كان للتعليم دور مهم في حياة الرسول فهو أعظم معلم وفقا للأصول التربوية التي بين أيدينا الآن، ولرغم أنه أمي الا أنه صلى الله عليه وسلم استطاع ان يبني جيلا وعقولا ناضحة قادت الأمة الاسلامية في كل مكان·
ورصد الدويش في محاضرته تحت عنوان( اعظم انسان) مجموعة من اعترافات وشواهد غير المسلمين عن الرسول منها ماقاله (مايكل هارت) بأن محمد (صلى الله عليه وسلم) كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح في الجمع بين الدين والدنيا في مشروع حضاري، وفي اتحاد فريد ليحدث أعظم تأثير بشري·
وقال (رود دي ياري) العرب كانوا يعيشون في الجزيرة العربية متناثيرين، وجاء محمد عليه الصلاة والسلام، ودعاهم الى كيان واحد فكان ما دعا اليه، ويقول (فرانس زال) إن ما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، أكبر تغيير في البشرية، بينما قال (جورج سارتن) أنه صلى الله عليه وسلم أفضل مما سبقه كما أنه رجل عملي وعلمي·
وتتواصل اعترافات الغربيين حيث يقول (نصري سلها) لم يكن محمد رسولا وحسب بل زعيما وقائد شعب، ويقول فيليب حتى) ان محمد رجل دولة من الطراز الأول ورجل جماهيري بما تحمله من معاني، وذكر (ريل دورانت) محمد كان أعظم عظماء التاريخ· وتحدث الدويش عن الرسول قائلا أنه الكريم دون ضعف والرحيم دون ضعف وبلغ القمة في محاسن الاخلاق، ورفض الهلاك لأهل الطائف عندما آذوه· وتحدث الدكتور محمد الدويّش عن جانب آخر من جوانب شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الجانب الأخلاقي فقال : كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا بصفة عامة ، اجتمعت فيه كل الشمائل والخصال الحسنة جمع في شخصيته كل مكارم الأخلاق فكان أشجع الناس وأصبر الناس وأكرم الناس ·
وتناول الدويش جوانب من الرحمة في حياة الرسول، وعن زهده قال إن الله سبحانه وتعالى خيره بين أن يكون عبدا نبيا أو ملكا نبيا فاختار الأولى ومات ودرعه مرهون عند يهودي·
عدد اليوم
