مصطفى الديب (أبوظبي)
يوم للتاريخ وملعب للذكرى، سيظلان خالدين في ذاكرة كرة الإمارات، ليلة الحلم الذي تجسد حقيقة بسواعد الرجال، يوم التاريخ الذي سُطر بروح الأبطال، مباراة الأساطير، رجال الجزيرة الذين صنعوا التاريخ عندما صعدوا إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية، لمواجهة ريال مدريد «الملكي العنيد»، يوم الأبعاء المقبل، وذلك بعد أن حقق «فخر أبوظبي» فوزاً تاريخياً على أوراوا الياباني بطل آسيا بهدف مساء أمس في الدور ربع النهائي.
وواصل علي مبخوت فارس «كتاب ألف ليلة وليلة» الذي سطره الجزيرة، مساء أمس، هواية الصعود إلى المجد، عندما سجل هدف الفوز على الفريق الياباني في الدقيقة 52، بعد تمريرة بينية نموذجية من البرازيلي رومارينيو، لينطلق الفارس على صهوة جواده، باتجاه مرمى أوراوا الياباني، ليتفحص زوايا الحارس ثم يودعها مثل السهم من بين أقدامه، معلناً الفرحة التاريخية لجماهير «فخر أبوظبي».
ونجح الجزيرة في تحويل الحلم إلى حقيقة، من خلال خطة تكتيكية محكمة قادها المخضرم تين كات من خارج الخطوط.
وفي الوقت الذي أعتقد فيه الكثيرون أن الجزيرة سيكون صيداً سهلاً لبطل آسيا، جاء أداء الجزيرة بـ «نكهة» عالمية، اختلط فيها الفكر بالأداء، فتحول إلى ملحمة تاريخية بأقدام إماراتية.
ونجح تين كات في السيطرة على خطورة هجوم أوراوا، من خلال دفاع محكم، وسيطرة على منطقة المناورات، ليترك لاعبي أوراوا يتحركون من دون فائدة، في ظل صلابة الخط الخلفي بقيادة الثنائي المخضرم فارس جمعة ومحمد عايض، ومن أمامهما الثنائي الرائع في وسط الملعب محمد العطاس ويعقوب الحوسني اللذان أفسدا كل المحاولات اليابانية للسيطرة على منطقة المناورات، مفتاح اللعب دائماً.
وظل الأداء متوازناً في الشوط الأول الذي انتهى سلبياً بين الفريقين، وفي الشوط الثاني لعب الجزيرة على لـ «دغة العقرب»، من خلال الاعتماد على الهجوم المرتد، واستغلال سرعة الثنائي العالمي رومارينيو وعلي مبخوت، وبالفعل وقع اليابانيون في المصيدة، ونجح الثنائي في اصطياد المرمى من خلال هجمة مرتدة نموذجية، كانت الضربة التي فتحت باب التاريخ أمام ممثل كرة الإمارات.
وبغض النظر عن نتيجة اللقاء المقبل للجزيرة أمام ريال مدريد، أصبح «فخر أبوظبي» صانع المجد الإماراتي الجديد، وأول فريق يصعد إلى «مربع الذهب»، وأول فريق إماراتي يواجه ريال مدريد ملك أندية العالم صاحب التاريخ العريق على الصعيد العالمي والأوروبي والإسباني.
واستحق لاعبو الجزيرة، ومن خلفهم الجهاز الفني بقيادة تين كات، أن ترفع لهم القبعة، لأن الفريق ثأر للكرة العربية بشكل عام والهلال السعودي خصوصاً، بعدما حقق الفوز على بطل آسيا الذي حرم «الزعيم» السعودي من اللقب قبل أسابيع قليلة، ليؤكد أن أبناء الإمارات قادرون على قهر المستحيل دائماً بعزيمة الأبطال وروح الوطن.
عدد اليوم
