الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهداء تموز.. المبدعون

شهداء تموز.. المبدعون
10 أغسطس 2011 22:34
ما أحوجنا إلى كنفاني المبدع والفنان يصرخ في وجوه الكتبة وشعراء البلاط “أقلامكم ليست لكم ولكنها لقضية الشعب والوطن، فلا تساوموا على ضمائركم بحفنة من دنانير أو امتيازات”. بهذه العبارة بدأ الناقد الأردني نزيه أبو نضال شهادته بعنوان “غسان كنفاني روائياً.. الموت الفلسطيني أقصر الطرق نحو الحياة”، أمام نخبة مميزة من المثقفين جمعهم “بيت بلدنا” بقيادة الفنان كمال خليل ضمن أسبوعه الثقافي “مبدعون في تموز” الذي يعيد استحضار مثقفين بعينهم، نقشوا مواقفهم وتطلعاتهم في وجداننا وذاكرتنا الوطنية في مرحلة مضطربة غاب عنها فرسان المواقف. الجلسة تحلت بالمكاشفة والجرأة في كشف الحقائق ربما لأنها ليست مفتوحة، ومن هنا باح الناقد نزيه أبو نضال والباحث عبدالله حموده بما لديهما من معلومات ورؤى بحرية مطلقة بعيدا عن أية حسابات أو مجاملات. وقال أبو نضال: إنه القائد المناضل رفع يده احتجاجاً على المساومين والمتراجعين “لا تبيعوا دم الشهداء بحساباتكم الصغيرة وليكن ميزانكم الوحيد هو فلسطين.. ملك الأجيال الفلسطينية والعربية”. ومضى يقول: لروح كنفاني وقلبه وقلمه ننحني خشوعاً وإجلالاً، لكي نستطيع أن نشمخ برؤوسنا عالياً ونقول: لا لزمن الرداءة والتراجع والمساومة. وتساءل أبو نضال: ما الذي يجعل مبدعين أو قادة دون غيرهم يحتلون في قلوب شعبهم مكاناً لا ينازع؟ وقال: إنه ينتمي لكوكبة من الشهداء والمبدعين والقادة تميزوا بصفات خاصة تحولوا بسببها إلى رموز دائمة التوهج في تاريخ وطنهم وشعبهم. وبحسب أبو نضال، فإن ما يتسم به أصحاب هذه الرموز إخلاصهم اللامحدود لقضية الوطن وتفانيهم لأجله إلى درجة الاستشهاد ثم عبقريتهم المبدعة سواء في مجال الكتابة أو القيادة، وإصرارهم وتمسكهم بالأسس والقيم والمبادئ الوطنية والإنسانية وإرادتهم الحازمة التي لا تقبل التراجع أو المساومة عما هو حق وعدل وكبرياء. وقال: إن نجم غسان كنفاني يضيء ويطل علينا هذه الأيام بوجهه النبيل.. ففي الثامن من تموز عام 1972 اغتالته متفجرة صهيونية في حازمية بيروت وهذا قدر الشموع التي تضيء كثيرا تحترق سريعا. وقال: إن استشهاد كنفاني وتحول جسده إلى شظايا كان بعض حلمه الكبير فقد كان يريد أن يكون أكثر من شخص واحد.. وأكثر من حياة واحدة ليقدمها على مذبح الوطن ولذلك حققت متفجرة الحازمية حلمه فتحول إلى متعدد ومتجدد بلا حدود.. يمتد في سواعد المقاتلين وعقولهم وأقلام المبدعين والكتاب وفكرهم. ووفق أبو نضال، فإن روايات كنفاني تعكس سيرة ومسيرة الشعب الفلسطيني خلال سنوات اللجوء والمعاناة الطويلة وصولاً إلى مرحلة الثورة والمقاومة. بدوره كشف الباحث عبدالله حموده عن أن شاعرا فلسطينيا كبيرا راحلا، ورئيس تحرير مجلة سياسية تابعة لفصيل فلسطيني مازال على قيد الحياة، وجها تهديدا لرسام الكاريكاتير ناجي العلي بقولهما له “أنت مش قدنا” وأنه أي العلي خاطب الشاعر المعني بقوله “عندما أرى شاعرا يحبه الناس ويصنعون منه نجما، فيركب الناس أحزن وأكتئب”. وقال حموده في مداخلته “الفن والحياة.. ناجي العلي نموذجا” إنه حاول الاستنجاد بالمقاومة لحمايته ولم ينجده أحد، بل تكثفت التهديدات لكنه واصل نهجه في توجيه النقد ومحاولة تصحيح المسيرة الفلسطينية غير مكترث بالتهديدات. وبحسب حموده، فإن قاتل ناجي العلي عميل مزدوج لمنظمة التحرير والموساد وقريبه هو الذي سلم المطران كبوتشي لإسرائيل. وحول معنى عبارته التي كان يكتبها على إهداءاته “إلى أخوي.. الهدية لم تصل بعد”، أوضح حموده أنها تعني كما أوضحها العلي نفسه عندما سأله “إن فلسطين لم تتحرر بعد” وأن حنظلة رمز لطفولة ناجي العلي، لأنه ترك فلسطين في سن هذا الطفل الذي اخترعه وسيظل حنظلة بعدي. وقال إن بعض رسوماته حملت نبوءات قبل خمسة وعشرين عاما فبعد كامب ديفيد صور الزعماء العرب وعلى رأسهم السادات واقفين على برميل بترول، ويقدمون “الطوب” لبناء جدار الفصل العنصري حول القدس.. واستشهد حموده بما قاله الشهيد ناجي العلي للناقدة المصرية رضوى عاشور عقيلة الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي: “صارت المنطقة العربية بحيرة أميركية عمليا.. أنا منحاز للفقراء ولا أغالط روحي ولا أتملق أحدا.. الفقراء هم الذين يموتون ويسجنون ويعانون.. هناك من تاجر بقضايا الفقراء ومن يمر بمرحلة النضال مرور ترانزيت”. وكانت المناضلة ليلى خالد تحدثت عن دور غسان كنفاني على مستوى العالم، وقالت إنه من الذين كتبوا عن ثورة 1936 وكان في رواياته يؤكد على الكفاح المسلح، كما جاء في روايته “رجال في الشمس” وبسبب حضوره وتأثيره اغتالته إسرائيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©