الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المهاجرون في «كاليه» عالقون بين الرافضين والمتعاطفين

المهاجرون في «كاليه» عالقون بين الرافضين والمتعاطفين
6 أغسطس 2015 23:40
بلومبيرج (باريس) وصل محمد حبيب، الذي غادر بلده دارفور قبل ثلاثة أعوام، إلى مدينة «كاليه» في فرنسا بداية يونيو الماضي، ويطالب بحق اللجوء السياسي، ويؤكد الشاب البالغ من العمر 28 عاماً أنه ليست لديه رغبة في الذهاب إلى بريطانيا. وهذه هي حال نحو مائتي مهاجر آخرين من عشر دول، احتلوا في نهاية يوليو مبنى مدرسة ثانوية شاغر شمال شرق باريس، ونحو 300 آخرين كانوا يعيشون طوال العام الماضي تحت جسر بالقرب من محطة قطارات في العاصمة الفرنسية. وأكد «فاليري أوسوف»، مخرج الأفلام الوثائقية، الذي يشارك مع مجموعة آخرين في مساعدة المهاجرين القاطنين في مدرسة «جين كوير»، أنه ليس حقيقياً أن جميع المهاجرين يحلمون بالوصول إلى إنجلترا. وأضاف «أوسوف»: «إنهم جميعاً يقيمون حيث يمكنهم أن يجدوا سقفاً، أو فرصة للعمل، أو أشخاصاً يرغبون في مساعدتهم». وعلى رغم أن صوراً ليلية لآلاف المهاجرين في كاليه يحاولون شق طريقهم عبر القطارات والشاحنات إلى إنجلترا هيمنت على شاشات التلفاز ووسائل الإعلام خلال الصيف الجاري، فإن ذلك لا يمثل سوى جزء صغير من صورة أكبر. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، تقدم نحو 185 ألف شخص بطلبات لجوء سياسي في الاتحاد الأوروبي المكون من 28 عضواً، ولم يتقدم سوى 4 في المئة من هؤلاء للجوء إلى بريطانيا، بينما هيمنت ألمانيا والسويد وإيطاليا والمجر وفرنسا على نحو 80 في المئة. وحال النازحين أكثر مأساوية في دول أخرى، فتركيا تستضيف 1.7 مليون لاجئ من سوريا، مع وجود 2.2 مليون شخص آخر في لبنان والأردن والعراق ومصر، بحسب الأمم المتحدة. وفي الاتحاد الأوروبي، لا تزال الحكومات مختلفة بشأن ما ينبغي أن تفعله مع اللاجئين الذين يصلون إلى الشواطئ الأوروبية، بينما تعارw ض معظم الدول النسب المقترحة لإيوائهم، وتدرس حالات اللجوء السياسي لديها. وأفاد نائب عمدة باريس «برونو جوليارد»، في مؤتمر صحافي يوم الأحد، بأن «أوروبا تواجه أزمة هجرة غير مسبوقة». وفي حين عززت فرنسا وجودها الشرطي في كاليه لتفكيك مخيمات المهاجرين الموجودة بالقرب من نفق المانش، تحاول التعامل مع مأساة المهاجرين في العاصمة. وشدد «جوليارد» على ضرورة أن تقدم باريس الحماية للمهاجرين الفارين من أعمال العنف والحروب. وتقول الجمعيات الخيرية: «إن باريس لا تبذل جهوداً كافية لاستضافة المهاجرين الذين يجوبون العاصمة الفرنسية»، بينما يؤكد «جوليارد» أن نحو 10 آلاف سرير للطوارئ تديرها المدينة كاملة، ويجري العمل على اختيار مبانٍ شاغرة يمكن تحويلها إلى ملاجئ مؤقتة. ويمكن أن تصبح مدرسة «جين كوير» في حي المهاجرين السابق واحدة من هذه المباني، بعد إجراء بعض أعمال الصيانة، وتوقفت المدرسة التي أطلق عليها اسم أحد أعضاء المقاومة المحلية الذين أعدمهم النظام النازي، عن العمل كمدرسة ثانوية قبل أربعة أعوام. ويؤكد علي حسين، وهو مواطن أفغاني، أنه أودع طلب اللجوء السياسي في سبتمبر عام 2013، ولم يحصل على أي رد بعد، بينما يشير المتطوعون إلى أن مهاجرين آخرين في المدرسة قدموا من إريتريا واليمن وليبيا ومصر والجزائر وتونس ومالي وغينيا. وأكد «جوليارد» أنه لا بد من إخلاء المدرسة لكي يتم عمل الإصلاحات، لكنه وعد بأن الشرطة لن تجبر المهاجرين على مغادرتها. وفي بداية يونيو الماضي، طردت الشرطة نحو 470 مهاجراً من أسفل جسر «جار دو نورد»، حيث توجد محطة قطار «إيروستار» فائق السرعة إلى لندن. ودفع ذلك السكان المحليين إلى إنشاء منظمة خيرية ساعدت المهاجرين على الاستحواذ على المدرسة، وقدموا لهم الغذاء وتذاكر المترو، وتم جمع نحو سبعة آلاف يورو بجهود جماعية وتم إنفاقها تقريباً، ويتم جمع أموال أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©