الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"إمبراطورية ريبولوفليف".. 6 سنوات بين البناء والفناء

"إمبراطورية ريبولوفليف".. 6 سنوات بين البناء والفناء
15 نوفمبر 2018 00:00

علي الزعابي (أبوظبي)

بعد وصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2004، وخسارته أمام بورتو البرتغالي، تراجعت نتائج موناكو الفرنسي بشكل كبير، بعد رحيل النجوم وتخفيض الإنفاق، وانعكست هذه الظروف على الفريق العريق بنتائجه، ليخفت نجمه ويتداعى في مراكز الوسط، ويتدرج حتى أصبح أحد الأندية المهددة بالهبوط لتكون المصيبة في موسم 2010-2011، موناكو يهبط إلى دوري الدرجة الثانية، بسبب المشاكل المالية، وعدم القدرة علي إدارة الفريق. موناكو العريق هبط إلى الدرجة الثانية، وفي سجله 7 بطولات للدوري الفرنسي، و5 لكأس فرنسا وبطولة لكأس الرابطة و3 للسوبر الفرنسي، وكان يعتبر أحد الأندية القوية والكبيرة في كرة القدم الفرنسية، قبل أن يهبط ويزال كل ما يمثله من قوة في ظرف سنوات قليلة من التراجع والتخطيط غير السليم حتى جاءت الصدمة في 2011.
في ذلك الصيف، قرر الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف شراء 66% من أسهم النادي الفرنسي، ليصبح رئيساً للنادي مع الإبقاء على 33% من الأسهم للأسرة المالكة في موناكو، ووعد رجل الأعمال الروسي بأن يعيد موناكو إلى الواجهة من جديد في غضون سنوات قليلة، بإنفاق أكثر من 100 مليون يورو على 4 سنوات لإنعاش الفريق، لكن موناكو استمر لموسمين في الدرجة الثانية قبل أن يعود في موسم 2013-2014 بصورة مغايرة لما كان عليه في الدرجة الأولى، في الموسم الذي أنفق به موناكو أكثر من 160 مليون يورو لشراء اللاعبين المميزين، بهدف منافسة باريس سان جيرمان وليون ومارسيليا، ونجح في أول مواسمه للوصول إلى المركز الثاني، ليصبح المنافس الأول لسان جيرمان في ظل القوة المالية الكبيرة التي يتمتع بها نادي حديقة الأمراء، إلا أن موناكو كان نداً عنيداً له، ونجح في غضون سنوات قليلة من الوصول إلى لقب الدوري الفرنسي، بعد أن كسر سلسلة الاحتكار لباريس في موسم 2016-2017 ويعود مرة أخرى إلى القمة.
لم يقدم ريبولوفليف عملاً في كيفية إدارة ناد لكرة القدم فحسب، بل أعطى دروساً في كيفية الاستثمار الرياضي، مستفيداً من الخبرة الطويلة التي يتمتع بها كرجل أعمال ثري نجح في جمع ثروة ضخمة قدرت بـ 7.3 مليار يورو، ليستثمرها في كيفية إعادة بناء موناكو من جديد وفي وقت قصير، ضخ أموالاً كثيرة في عملية الشراء، لكنه في الوقت ذاته لم يقم بشراء اللاعبين الجاهزين والنجوم فقط، بل اتجه في الاستثمار باللاعبين، وشراء المواهب الصغيرة بهدف بيعها في المستقبل، ونجح في هذا الأمر بشكل كبير، عندما تمكن من شراء جيمس رودريجيز الكولومبي بمبلغ 45 مليون يورو وبيعه بعد ذلك بمبلغ 80 مليون يورو لريال مدريد، إضافة لشراء المهاجم الفرنسي مارسيال بمبلغ 5 ملايين يورو وبيعه بـ 80 مليون يورو لمانشستر يونايتد، والأمثلة تطال لومار الفرنسي وفابينهو البرازيلي، وبيرناردو سيلفا البرتغالي، بالإضافة إلى الفرنسي إمبابي الذي بيع بمبلغ 188 مليون يورو، ومنذ موسم 2013-2014 انفق موناكو 602 مليون يورو، لكنه تحصل على عائدات بلغت 857 مليون يورو، ليحقق الملياردير الروسي النجاح على الجانبين، الفني في صناعة فريق قوي ومنافس، إضافة إلى القوة الاقتصادية لديه.

تيري هنري
في آخر موسمين اتجه النادي إلى الاستثمار باللاعبين الشبان بصورة أكبر مقارنة مع الرغبة في المنافسة برحيل النجوم، وعدم بقائهم لفترة طويلة، وأصبح فريق الإمارة مقصداً للاعبين الشبان، وبوابة الانطلاق إلى كبرى الأندية الأوروبية، وهذه السياسة الربحية كلفت الفريق مشاكل كثيرة لم يكن يتوقعها أحد، حيث يتعرض موناكو لظروف صعبة على مستوى النتائج في الدوري الفرنسي، ليتواجد في المركز قبل الأخير، بعد تحقيقه فوزاً وحيداً، و4 تعادلات وتعرضه لـ 8 هزائم في 13 مباراة، ورغم محاولة الإنقاذ التي قامت بها الإدارة باستقدام المدرب الفرنسي تيري هنري، إلا أن النتائج لم تتغير، وأصبح مهدداً بالهبوط للدرجة الثانية مرة أخرى، بعد سنوات ذهبية عاشها النادي تحت قيادة ريبولوفليف، والذي نجح في بناء إمبراطورية أصبحت معرضة للفناء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©