الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ماي تشيد باتفاق "بريكست" الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي

ماي تشيد باتفاق "بريكست" الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي
14 نوفمبر 2018 20:58

أشادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الأربعاء، بمشروع الاتفاق الذي توصل إليه المفاوضون البريطانيون والأوروبيون.
وفي أحد أهم الأيام في مسيرتها السياسية وفيما مصير حكومتها على المحك، قالت ماي بحزم، أمام جلسة عاصفة للبرلمان، إنها ضمنت أفضل اتفاق ممكن لبريطانيا.
وفي أول تصريحات علنية منذ توصل المفاوضين البريطانيين والأوروبيين إلى مشروع اتفاق، أمس الثلاثاء، قالت ماي إن "ما تفاوضنا بشأنه هو اتفاق يحترم تصويت الشعب البريطاني".
وأضافت أن الاتفاق "يحمي الوظائف ويحمي سلامة المملكة المتحدة ويحمي أمن الشعب في هذا البلد"، على وقع صيحات استهجان.
ويطوي اتفاق الإطار هذا صفحة مفاوضات معقدة ومريرة استمرت عاماً ونصف عام بهدف إنهاء عضوية استمرت نحو 46 عاماً لبريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
ووسط غموض اقتصادي في أعقاب الأزمة المالية العالمية إضافة إلى مخاوف من تدفق للمهاجرين، صوت البريطانيون بنسبة 52 مقابل 48 بالمئة في استفتاء في يونيو 2016 على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي حال نجت ماي في جلسة حكومية بدأت اليوم الأربعاء ويتوقع فيها أن يقوم الوزراء إما بتأييد إطار الاتفاق وإما الاستقالة، تعقد بريطانيا والاتحاد قمة حول بريكست في 25 نوفمبر الجاري.
وقال رئيس الحكومة الإيرلندية ليو فاردكار إن الموعد مشروط بموافقة الحكومة البريطانية، والتي سيعقبها اليوم الأربعاء نشر مشروع الاتفاق.
وارتفع الجنيه البريطاني في أعقاب الإعلان الأولي الثلاثاء، الذي ترافق مع تسريع الاتحاد الأوروبي الاستعداد لسيناريو "عدم اتفاق" كارثي محتمل قبل موعد الانفصال في 29 مارس القادم.
لكنه ما لبث أن خسر بعضا من مكاسبه فيما بدت قوة المعارضة لماي أكثر وضوحاً، سواء من جانب من يريد انفصالاً تاماً عن الكتلة أو من أولئك الذي يريدون إبقاء التحالف.
ووصف جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض، الذي يسعى لإجراء انتخابات مبكرة، عملية المفاوضات برمتها بأنها "مخزية".
وقال "هذه الحكومة أمضت سنتين في التفاوض على اتفاق سيء سيترك البلاد بين خروج ولا خروج إلى ما لا نهاية".
من جانبه، انتقد النائب المحافظ بيتر بون، المؤيد الكبير لبريكست، رئيسة الوزراء.
وقال مخاطبا ماي "أنت لا تحترمين ما صوت عليه مؤيدو بريكست. واليوم، ستخسرين دعم العديد من النواب المحافظين وملايين الناخبين".
وعبرت رئيسة حكومة اسكتلندا المؤيدة للاستقلال عن معارضتها لمشروع الاتفاق. وقالت نيكولا ستورجن، في فيديو نشرته على حسابها على "تويتر"، إن "ذلك سيكون مدمراً للاستثمار والوظائف في اسكتلندا"، مضيفة "سيكون أسوأ عالم ممكن".
وتعرضت ماي بشكل متواصل لانتقادات من نواب محافظين من حزبها على خلفية استراتيجيتها.
لكن الأسوأ جاء من الحزب الإيرلندي الشمالي حليفها، الذي لا غنى عنه في الحكومة، عندما هدد بفض الائتلاف في أعقاب تقارير تحدثت عن ترتيبات خاصة بالمقاطعة البريطانية.
وبحسب تقارير إعلامية، يتضمن الاتفاق النهائي ما أطلق عليه "شبكة أمان" تقضي ببقاء كامل المملكة المتحدة ضمن ترتيبات جمركية مع الاتحاد الأوروبي.
كما تبقى إيرلندا الشمالية داخل السوق الأوروبية الموحدة بموجب المقترحات، أي أن بعض الحواجز قد تكون مطلوبة بين إيرلندا الشمالية وباقي أنحاء البلاد، وفقا للتقارير.
وتتوجه آرلين فوستر، زعيمة الحزب الديموقراطي إلى لندن، اليوم الأربعاء. وقالت لشبكة "سكاي نيوز" الإخبارية "إنها مرحلة مقلقة".
وأضافت "لا يمكننا الانفصال عن باقي المملكة المتحدة، لا في ما يتعلق بالجمارك ولا في ما يتعلق بتقارب تنظيمي".
وتابعت "نأمل بالاطلاع على النص كي نتمكن من الحكم عليه".
 وقالت مصادر أوروبية في بروكسل إنه إذا حصلت ماي على دعم حكومتها، فإن اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي المتزامن يمكن أن يليه اجتماع ثان الجمعة، واجتماع تحضيري لقمة يعقده وزراء الاتحاد الأوروبي الإثنين.
لكن العديد من الدبلوماسيين عبروا عن حذرهم وقال أحدهم إن يوم الإثنين "يبدو مهلة قصيرة جداً".
والفشل قد يرجئ التسوية النهائية إلى حين قمة رسمية في بروكسل منتصف ديسمبر، ما يترك وقتاً قصيراً لماي لضمان المصادقة على الاتفاق والتشريعات المرافقة في البرلمان.
وتعثرت المفاوضات لأشهر بشأن تجنب نقاط حدودية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، في حال توصلت لندن إلى اتفاق تجارة جديدة مع بروكسل.
ويتضمن الاتفاق، وفقاً لتقارير، آلية مراجعة يمكن لبريطانيا أن تستخدمها للانسحاب من شبكة الأمان، وهو مطلب أساسي للمحافظين المشككين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وحذر زعيم حزب المحافظين السابق وليام هيغ مؤيدي بريكست من أنهم يمكن أن ينسفوا العملية برمتها في حال لم يدعموا خطة ماي.
وقال، في تصريحات إذاعية، إنه "إذا صوتوا ضد اتفاق لأنهم غير مسرورين بالتفاصيل، فإن العواقب قد تكون عدم تحقق بريكست على الإطلاق".
وعنونت صحيفة "ديلي ميل" الشعبية على صفحتها الأولى "يوم الحساب" وحضت قراءها وغالبيتهم من وسط اليمين على منح الاتفاق "فرصة عادلة".

المصدر: آ ف ب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©