الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله فدعق: التقليد ووقف الاجتهاد سبب تأخرنا

6 أكتوبر 2006 00:53
الشريعة كائن ينمو ويتجدد ويحمي نفسه من الطوفان و الطغيان في إطار سلسلة المحاضرات الفكرية والأمسيات الرمضانية التي يستضيفها مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ألقى الداعية السعودي الأستاذ عبدالله بن محمد حسن فدعق محاضرة دينية بعنوان ''الشريعة والتحديات'' الليلة قبل الماضية بمجلس سموه بقصر البطين وذلك بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة· واستهل السيد فدعق محاضرته التي قدم لها وأدارها الدكتور خليفة علي السويدي أستاذ كلية التربية بجامعة الإمارات بدعوة إلى ضرورة الاتفاق على عبارة هامة كثيرا ما تتداول في مختلف المناسبات وهي أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان، مبينا حسب رأيه أنها عبارة غير دقيقة بل الأصوب أن نقول الشريعة مصلحة لكل زمان ومكان أو الزمان والمكان لا يصلحان إلا بالشريعة· التراث الإسلامي واستعرض السيد فدعق أهداف المحاضرة ومنها إثبات أن في تراثنا الإسلامي حلولا عملية دقيقة لجوانب الحياة المختلفة وغرس مبادئ التفكير في النفوس والتشجيع على أن يسهم الفرد المسلم في إبراز كنوز الشريعة لكي تنهل الإنسانية من منهجها الإلهي الفياض· وتحدث السيد فدعق عن صورة الإسلام فقال إن الإسلام قوي بلا شك والمسلمين إلا من رحم الله على العكس تماما يتظاهرون بالوفاق وهم مختلفون والجبهة الداخلية تعاني أدعياء التدين وأدعياء التطرف والتزمت · أما خارجيا فقد تجرأ علينا الآخرون حتى وصفوا ديننا بأنه فاشي مبينا أن المخرج من هذا كله هو زوال الظلم عن البشرية جمعاء· وأشار السيد فدعق إلى أن الإسلام دواء نافع ودين مرن قادر على مواجهة كل جديد لأن فيه حلولا عملية دقيقة لما عجزت عنه الأنظمة اللاإسلامية· الهداية وأوضح أن كل الشرائع قبل الإسلام أدوارها هي هداية الإنسان والارتقاء بالعبد واعتنت بالبناء الروحي والأخلاقي لكنها لم تبحث في السياسة وفي الاقتصاد بخلاف الإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والذي بحث كل ذلك· وذكر السيد فدعق أن الإسلام خاطب الفرد ليعبد ربه وليكون فاعلا في المجتمع وحد حدودا لنا وأعطى حقوقا للجميع وجاء بما يسمى بالمعاملات وهي من ركائز الدين وهو حق التشريع الصالح لكل مسلم وغير المسلم· ورأى السيد فدعق أن توقف حركة الاجتهاد ساهم في أن يكون الإسلام جامدا وتأخرنا كثيرا وأن تقليد مذهب معين أو واحد أخر من تطور الشريعة· قوة الاسلام وقال السيد فدعق إنه يشعر بأن هناك عودة وقوة للإسلام لأنه ثبت بالمنطق والعقل أن الإسلام يمكن أن يستغني عن غيره من الملل والنحل لأن له مصادره الخاصة وهي مصادر التشريع في الإسلام ''القرآن والسنة والإجماع والقياس والاستحسان والاستصحاب والمصالح المرسلة'' وانتقل السيد فدعق الى إلاحكام والآراء وحق الاختيار فقال أن الأحكام تختلف في الأزمنة والأمكنة والشريعة بأوسع مدلولاتها لا يتصور أنها جاءت بحلول عصرية لهذا الوقت وليس بها أمور تفصيلية ولكني أقول إن لنا حق الاختيار من المذاهب ما هو ملائم لحياتنا والقاعدة تقول ''لا ينكر على مختلف فيه ولكن على مجمع عليه'' مرددا القول السائد ''الشريعة كالمخلوق ينمو ويتجدد ويتكيف'' وأكد السيد فدعق أن القياس من أهم وسائل التشريع موضحا أن الله حرم الخمر ولكننا قسنا على الخمر المخدرات وأضاف أن الاستحسان والمصلحة قاعدة هامة كذلك التشريع ويمكن ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس أي النظر لمصالح الناس والحكم عليه مبينا أن السادة المالكية هم عمدة الناس في هذا الأمر بقاعدة ''المصالح المرسلة'' وأن ابن القيم يقول ''الشريعة عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها'' كما يقول ايضا ''أينما يكون العدل فثمة شرع الله'' وأورد السيد فدعق أمثلة عامة تدل على أن المصلحة متقدمة على الأمور الشرعية ومنها الرجل يطلق زوجته ثلاث طلقات في مجلس واحد واعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك طلقة واحدة وهكذا سار الصديق وعمر في بداية عهده ولما رأى عمر تهاون الناس فيه نظر في المصلحة الشرعية· عناصر التغيير وتحدث الداعية عبدالله فدعق عن عناصر التغيير من المنظور الإسلامي وبدأ بالبيئة وقال لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان مستشهدا بالإمام الشافعي عندما رحل من بغداد إلى مصر وغير من أحكامه وفقهه وعدد السيد فدعق من عناصر التغيير أيضا العرف وهو عادات الناس التي تختلف من بلد إلى آخر وأن النص يترك للعادة كذلك الحكمة والعلة والحقيقة والخيال مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به·و ''أنتم أعلم بأمر دنياكم'' مشيرا إلى أن هذه النصوص تعطينا فكرة عن عمق الفروق بين العبادات والمعاملات وأبعاد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم· الجماعة وانتقل السيد فدعق إلى الحديث عن الشريعة والاهتمام بالجماعة وأوضح أن هناك صراعا بين حقوق الفرد والجماعة وأن الشريعة الإسلامية ترى في الفرد أنه منطلق النشاط وأن يعطى الفرصة دون تمييز وهو حر في تصرفاته ورسالته هي خدمة المجتمع وفي الجانب الآخر ترى الشريعة أن الجماعة ممثلة في ولي الأمر مسؤولة عن تأهيل الفرد وتعليمه وضمان معاشه· وتحدث السيد فدعق في محاضرته عن إشكالية الفرد والجماعة وقال إن حقوق الفرد والجماعة تحتاج الى موازنة مستمرة ودائمة وتحتاج إلى مرونة وأن النظام الإسلامي من أهــم مزاياه الفكرة الجماعية التي تعتمد على التكافل الاجتماعي ''المؤمن للمؤمن كالبنيان''· (وام)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©