الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«من اعترافات ذاكرة البيدق» لعباس خلف علي

7 أغسطس 2013 23:24
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدت رواية بعنوان “من اعترافات ذاكرة البيدق” لعباس خلف علي، وفيها استقراء لتاريخ القمع، من خلال سيرة ذاتية للشخوص الروائية التي تعبر عن الواقع. وبلغة أدبية رفيعة تمسك بأهداب الضرورات الفنية، تضع الرواية القارئ أمام “كومترتراجيا” الحياة. إن إشكالية العلاقة بين السارد والتاريخ لا تقف عند تخوم السرد ومقتضياته، بل هي إشكالية تطال الخطاب الأدبي الفني بأنواعه المختلفة مما تتسع له المرئيات والاجتهادات. وهناك من يُفلح وينجح في الممازجة الإبداعية بين المستويين، وهذا ما فعله عباس خلف علي في روايته، وهناك من يخفق؛ فيستبدل الضرورة الفنية بالمعلومة والبرهان. وهنا تنتفي صفة الفن والأدب عن العمل الروائي. وعباس خلف علي في روايته لا يسلم قيد الإبداع للمعلومة التاريخية المؤكدة، بل يخضع تلك المعلومة لضرورات فن الكتابة، وبهذا يصل بحلمه إلى نقطة الإبداع المتكامل دون أن يكون مفارقاً للحقيقة الواقعية الصارخة. كما أن المؤلف يُكاشف اللحظة التاريخية مُكاشفة جارحة، كما فعل هنري ميللر صاحب رواية “مدار الجدي” التي كشفت عورة الرأسمالية المتوحشة من خلال مجتمع نيويورك في ستينات القرن المنصرم. هذا الكشف الذي يمارسه عباس في روايته، من بدايات النص، إذ يقول: “الحيرة تشكل ركناً أساسياً لمخاوفنا، نحن لا نخفي ما سيحدث، تحركنا الغوامض المجهولة ليس إلى هالة الانتصار حسب، وإنما تدفعنا إلى حالة الإرباك”. والجدير بالذكر أن لعباس خلف علي العديد من الروايات، نذكر منها “كور بابل”، وقد نشرت فصول منها في بعض المجلات العراقية والعربية. «واصف النسيان» لمروة كريدية تبحر الكاتبة مروة كريدية عبر إصدارها الجديد “عواصف النسيان” في رحلة وجدِ وحبٍّ في بحرٍ أنثوي آسر. وتظهر من خلالها قدرتها على استقصاء النفس البشرية في أعمق صور واقعيتها عابرة إلى الروح بتجلياتها، كما تعرض واقعية المجتمع اللبناني المتشرذم الذي دمرت أبناءه الحرب الأهلية وحولتهم إلى تجمعات طائفية لا تأبه إلا بالمصالح الجالبة للمفاسد. وفي الرواية الصادرة عن دار النهضة العربية في بيروت، يتداخل الشعري بالتاريخي بالجغرافي، وتتقاطع مستويات شعرية عدة، فالشعرية لا تتبدى فقط من خلال جمالية اللغة التي تنحو نحو المجاز في أماكن كثيرة لا سيما في القسم الثاني في الكتاب الذي جاء بعنوان “بنت النور تدين بدين الحب”، حيث طغت عليه الكنايات الباذخة، وإنما تتجاوز ذلك إلى شعريات أخرى، شعرية المكان، والزمان، والرؤية، حيث ينزاح القارئ إلى ما ورائيات الواقعية، حيث يتحول طيف الحبيب إلى واقع يؤنس بطلة الرواية وبصورة جمالية تجعل الأرواح تتلاقى. الأحداث تأتي في إطار تاريخي مهم للغاية، يمثل تلك الانعطافة شديدة البروز في جسد التاريخ اللبناني، حيث يتناول القسم الأول انطلاقة الحرب اللبنانية أواسط 1975 وحتى الاجتياح الإسرائيلي للبنان أواسط 1982 تلك الفترة المشحونة بالأحداث المثقلة بالتداعيات، بينما يتناول القسم الثاني الفترة ما بين عامي 1987 وحتى 1989 وصولاً إلى ما بعد اتفاق الطائف الذي بموجبه انتهت الحرب الأهلية وبعد عشرين عاماً على ذلك، حيث لا تزال الفروقات موجودة، ولا تزال عملية الوحدة الوطنية صعبة المنال. هي قصة “بنت النور” في زمن لا يخلو من التعقيدات، ولكل قسم أبطال تتقاطع أقدارهم في ثنايا الحكاية، بينما تشكل بنت النور المحور الأساس والبؤرة المشتركة التي تمتص عنف الأنفس المحيطة بها. «أصنام صاحبة الجلالة» لجمال دملج صدر حديثاً في بيروت كتاب جديد للإعلامي والكاتب الصحفي اللبناني جمال دملج تحت عنوان “أصنام صاحبة الجلالة”، في إطار محاولة جادة تستهدف تقديم إجابات منطقية عن هذا السؤال الذي ظلّ يتردّد بإلحاح في الوسط الإعلامي العربي على مدى سنوات طويلة من الزمن، بدءاً من صعود نجم محطّة “سي إن إن” الأميركية في غمرة تداعيات الغزو العراقي للكويت وعمليّة “عاصفة الصحراء” في بداية عقد التسعينيات من القرن المنصرم، مروراً ببروز ظاهرة افتتاح الفضائيات العربية وانتشارها خلال العقد نفسه وما تلاه من عقود، ووصولاً إلى الجدل الذي تثيره هذه الفضائيات في يومنا الراهن على خلفية الشكوك التي تراود مشاهديها حول الطريقة التي تقوم على أساسها تغطياتها الإخبارية في غمرة تداعيات الحالة الناجمة عن “ربيع العرب”. يقدّم الكاتب سرداً مفصّلاً للكثير من الأحداث المهمة التي شهدها التاريخ المعاصر، بدءاً من نشأته في بلاد الأرز ومشاهداته الجريئة حول مسؤولية سوريا أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، مروراً بالدور الذي لعبته الولايات المتحدة الأميركية في تقسيم جزيرة قبرص، وحيثيات وقوفه ضدّ الماكينة الإعلامية الغربية خلال تغطياته الميدانية لكلّ من الغارات الأميركية ـ الأطلسية على يوغسلافيا عام 1999، والحرب الروسية في الشيشان عام 2000، والحرب على الإرهاب في أفغانستان عام 2001 ثمّ في الصومال عام 2002، وغزو العراق عام 2003، ووصولاً إلى قراءاته البراغماتية للمشهد الروسي في ضوء وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى سدّة الحكم في قصر الكرملين في اليوم الأوّل من أيّام القرن الحادي والعشرين، وتوقّعاته بشأن المشهد المستقبلي العربي في ضوء “فورة ربيع العرب” التي دفعته إلى اعتزال العمل التلفزيوني منذ مطلع عام 2011 احتجاجاً على عدم نزاهة الإعلام العربي في التعاطي مع هذه الفورة. كتاب “أصنام صاحبة الجلالة” يقع في 306 صفحات من القطع الوسط، ويتألّف من عشرة فصول لا بدّ أن تجعله مرجعاً مهماً للعاملين في الميدان الإعلامي، وكذلك للمهتمّين بالشأن السياسي في المجالين العربي والدولي، نظراً لما يحتوي عليه من مادة دسمة وغنية، من شأنها إعادة الاعتبار لأسماء وقضايا ومواقف بقيت مهمّشة في تاريخنا المعاصر، ولو إلى حين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©