الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوس الهواتف الذكية عشق غير سوي للعالم الافتراضي

هوس الهواتف الذكية عشق غير سوي للعالم الافتراضي
26 أغسطس 2014 23:29
القيادة فن وذوق وأخلاق، هذه المقولة نكاد نسمعها بين الحين والآخر، وأحيانا نقرأها على «يافطات» مزروعة على بعض الشوارع والطرق وخاصة الخارجية منها التي تربط بين إمارات الدولة ومدنها، وهذه المقولة ضمن حملات توعوية تذكيرية تقوم بها إدارات المرور لتوعية السائقين بأهمية الالتزام بقوانين المرور والسير على الطرقات، حفاظا على أرواحهم وأرواح الآخرين. لكن للأسف بعض السائقين يجهلون تماما أبسط أنواع فنون قيادة السيارة، ولا يملكون ذوقا في التعامل مع الطريق أو التعامل مع من يستخدمونه من سائقين أو مشاة، ويفتقدون أبسط أخلاقيات قيادة السيارات واحترام مشاركة الآخرين في الطريق. قبل أيام قرأنا في الصحف عن فاجعة وفاة شقيقتين في عمر الزهور بإحدى إمارات الدولة في حادث سير بسبب الهاتف النقال، حيث سقط الهاتف من يد شقيقهما أثناء القيادة، وأثناء انشغاله بالبحث عن هاتفه فوجئ بوجود شاحنة أمامه فلم يتمكن من السيطرة وتفادي الشاحنة، مما تسبب في حادث أليم فقد فيه شقيقتيه وأصيب هو بجروح. أثناء سفري للخارج وخاصة في بعض الدول الأوروبية والآسيوية يخرج السائق عن الطريق إذا أراد أن يستخدم هاتفه النقال للضرورة القصوى، ولا يتحرك إلا بعد أن ينهي المكالمة، وهذه الثقافة منتشرة هناك بين أفراد المجتمع، ولذلك من النادر جدا أن ترى سائقا يمسك بهاتفه أو يتحدث من خلاله. اليوم وفي ظل تعدد الخدمات التي تقدمها الهواتف الذكية، كخدمات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الاجتماعية الأخرى، نجد وللأسف الشديد أن هناك فئة كبيرة من السائقين، خاصة الشباب منهم، يستخدمون هذه الوسائل وهم يقودون مركباتهم!! وهذا الأمر في غاية الخطورة، بل وأكثر خطورة على السائق حين يستخدم هاتفه في التحدث، حيث يكون تركيز السائق على الهاتف وهو يقوم بالكتابة والتعليق أو بالرد على حساباته في هذه التطبيقات!! .. وبالرغم من الحوادث الأليمة والتي راح ضحيتها الكثيرون، بسبب انشغالهم بالهاتف النقال، وآخرها الحادث الذي ذهب ضحيته شقيقتان في عمر الزهور، إلا أن المستهترين لا يتعظون، فيوميا في الصباح وأنا متجه لعملي أرى العديد من السائقين مشغولين بهواتفهم أثناء القيادة، غير مبالين بأي تشريعات أو قوانين، وهذا بسبب ضعف العقوبات المترتبة على استخدام الهاتف أثناء القيادة، فالمائة أو المائتا درهم لا تشكل أي رادع. ولذلك أطالب الجهات المعنية إعادة النظر في العقوبات المطبقة حاليا، والعمل على تغليظها بحيث تصل إلى السجن وسحب المركبة والرخصة مباشرة في حالة التكرار، وكذلك رفع عدد النقاط السوداء إلى 18 نقطة، وتأهيل المخالف مرة أخرى حتى يستعيد رخصة السواقة، وأيضا حتى يطبق المقولة المشار إليها في بداية المقال (القيادة فن وذوق وأخلاق). وكذلك أطالب وسائل الإعلام المختلفة بتكثيف الحملات التوعوية بمخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة، أو الانشغال بأمور أخرى تشتت انتباه السائق عن الطريق، فيتسبب ذلك في كارثة يكون هو ضحيتها وآخرون أبرياء يدفعون حياتهم بسبب استهتار أمثاله. فهد الحمادي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©