الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عادل حدجامي: الثقافة رافعة تنموية في الإمارات

عادل حدجامي: الثقافة رافعة تنموية في الإمارات
7 أغسطس 2013 22:57
فاز المفكر والباحث المغربي الدكتور عادل حدجامي بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع المؤلف الشاب في دورتها السابعة (2012 ـ 2013) عن كتابه "فلسفة جيل دولوز، عن الوجود الاختلاف"، والكتاب، في أصله أطروحة جامعية نال من خلالها الدكتور عادل حدجامي شهادة الدكتوراه في الفلسفة تحت إشراف الفيلسوف والمفكر المغربي المعروف محمد سبيلا. في هذا الحوار يُقربنا الدكتور عادل حدجامي من فلسفة المُفكر الفرنسي المثير للجدل جيل دولوز، ويُحدثنا عن الفلسفة في العالم العربي. كما يتحدث حدجامي عن النهضة الثقافية التي تعرفها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث لاحظ أن هناك رغبة سياسية حقيقية لتحقيق نهضة ثقافية، وما يزكي هذا الأمر هو إنشاء مجموعة من المشاريع المعرفية المهمة مثل مشروع (كلمة) للترجمة. ويخلص من ذلك للقول بأن هناك إرادة عليا لجعل الثقافة رافعة تنموية في الإمارات. محمد نجيم وفي ما يلي الحوار مع الدكتور عادل حدجامي: ? أولا: نسألكم كيف تلقيتم خبر فوزكم بجائزة المؤلف الشاب التي تمنحها جائزة الشيخ زايد للكتاب؟ ?? الخبر كان مُفرحاً جداً بالنسبة لي وغمرني بإحساس جميل، إحساس بالرضا والأمل، الرضا بهذا الاعتراف الذي تجسد في منحي واحدة من أهم الجوائز في العالم العربي والأمل في مستقبل هذا العالم العربي الذي يثبت بأنه حي ومنصت للمبدعين من أبنائه في الفكر كما في اللغة والفنون. لهذه الاعتبارات التي تتجاوز ما هو ذاتي وشخصي اغتبطت غبطة كبيرة بهذه الجائزة. ? اخترتم فلسفة الفرنسي جيل دولوز كمجال للبحث، لماذا جيل دولوز دون غيره؟ ?? هذه مسائل يرتبط فيها الذاتي بالموضوعي، فمن الناحية الموضوعية اخترت دولوز لأنه يتناسب مع ما اشتغل عليه وهو الانطولوجيا أو ما يُسمى بالفلسفة الأولى، فأنا دائما كنت أعتبر أن الفلاسفة الأحرى بالاهتمام هم أولئك الذين يطرحون أسئلة الأسس، أي أولئك الذين يضعون محل مساءلة القضايا الأعمق للتجربة الإنسانية وجوداً ومعرفة وقيماً وهؤلاء قلة، ودولوز هو واحد منهم أكيد، السبب الموضوعي الثاني متعلق باللغة، فقد آليت على نفسي ألا أتحدث عن نصوص كُتبت بلغة لا أتقنها وهذا متحقق أيضاً، إذ إنني أعرف الفرنسية معرفة جيدة بالمقارنة مع ما أعرفه من اللغات الأخرى وهذا مطلب أكاديمي ضروري، فشخصياً لا أستسيغ أن يؤلف أحد في هايدغر مثلا وهو لا يعرف الألمانية معرفة دقيقة أو أن يؤلف في سبينوزا وهو لا يعرف اللاتينية، أما بالنسبة لما هو ذاتي فالسبب يعود إلى أن علاقة وطيدة نشأت بيني وبين هذا الرجل (دولوز)، علاقة ليس الدافع إليها مواقفه الرفيعة من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية فقط، بل أيضا نموذج الحياة الذي كان يجسده كشخص، مميزاته، طريقته في الكتابة وأسلوبه في التدريس، فدولوز فيلسوف ليس لأنه كتب وألف في الفلسفة ولكن أيضا لأنه كان يقدم في شخصه نموذجاً عن السيرة الفلسفية. عوالم دولوز ? من أي باب يُمكن لنا أن نلج عوالم جيل دولوز وهل عندنا في العالم العربي “عقلية” قابلة لاستيعاب هذا الفكر؟ ?? الفلسفة خطاب كوني يتوجه للإنسان بما هو إنسان دون نظر في الخصوصيات القومية أو الإقليمية، لهذا فأنا لا أرى مانعاً مبدئياً يجعلنا لا نقرأ دولوز، صحيح أن قراءته تستدعي ثقافة عالية ومراناً فلسفياً كبيراً، لكن هذا مانع معرفي يمكن أن يرتفع بالتمرّس والدربة، أما أن يكون هناك مانع من جهة “العقلية” فلا أعتقد، دولوز كأي فيلسوف قابل لأن يقرأ وتفهم مقاصده في المجال التداولي العربي، المسألة لا تعلق لها بالعقليات، وللإشارة، لا ينبغي أن نعتقد بأن القارئ الفرنسي أو الألماني العادي قادر على قراءة دولوز أو غيره من الفلاسفة الكبار بيسر، فهذا وهم كبير، الفلسفة معرفة دقيقة وتستدعي مجهوداً خاصاً دائماً، والمسألة ليست “قومية” أو ثقافية، بل هي ملازمة للفلسفة من حيث هي فلسفة. ? هل يمكن أن تقرب القارئ العربي من فلسفة دولوز وعلى أي دعائم تقوم، وهل يمكن أن تصلح لنا لتكون منظاراً لرؤية العالم ومحاولة فك استشكالاته وعوائقه؟ ?? هذا غير ممكن في مقام مثل هذا، لأنه سيدخلنا فيما هو تقني ومجرّد، لكن لنقل عموما إن دولوز مفكر جذري، فهو من الناحية المعرفية يبين لنا مثلا بأن كلّ ما فكرنا به إلى اليوم والذي نعتبره مسلمات قطعية ومبادئ ثابتة هو في الأصل مجرد عادات درجنا عليها في التفكير، التفكير بهذا المعنى سيصير محاولة لتجاوز ومعاندة كل أساليبنا في الفهم لأجل إبداع أشكال أخرى، فمثلا مفهوم الهوية الذي يشكل أساس إدراكنا ووعينا بالأشياء يقدمه دولوز باعتباره مجرد خدعة، الأنا مثلا ليس ماهية بل علاقة، الأنا هو جملة علاقات وتلاقيات وتراكيب وترابطات جزيئية، توهمنا عند تحققها ومع مرور الوقت بأنها حقيقة، فالأنا ينحل إلى سلسلة علاقات صغرى تكوّنني، ينحل إلى سلسلة تجارب هي بدورها مجرد علاقات في الأصل، فالأنا نتيجة وليست مقدمة إذن عرض وليست ماهية، الأصل في الأنا هو جملة علاقات لا تنقطع ولا تنتهي، فخلف كل شيء أسعى لأن أجعل منه “أصلًا” مكوّنا لي سأجد ترابطا آخر، هنا تصير هويتي مجرد ظرف وعادة، عادة قول أنا التي اتخذت اسما ما هو اسمي. القيمة والحقيقة ? قلت في كتابك أن فلسفة جيل دولوز عصيّة، ومُتمردة على كل فلسفة سابقة، كيف ُتفسر هذا؟ ?? هذا حكم فيه كثير من المبالغة، ولا أعتقد أني أوردته بهذه الصيغة، لأن التمرد والتجاوز لازمة لكل فلسفة من حيث إن طموح أي فيلسوف هو أن يتجاوز الفلسفات السابقة، فلا وجود لفيلسوف كبير لم يقدم نفسه باعتباره مفكراً يفتتح جديداً غير مسبوق ويقفل ماضيا انقضى، ولاحظ معي أن هذه المسألة حاصلة في الفن وفي العلم أيضا. الأمر الخاص مع دولوز هو أن هذه الجدة التي يقدم لا تتعلق بالمضامين، أي لا تتعلق بالأجوبة إن شئنا التبسيط، بل تتعلق بالأسئلة، فدولوز سليل تيار يعتقد بأن الأسئلة عينها هي موضوع مساءلة، فلا هي بالبديهية ولا بالتلقائية، الأسئلة تصنع وتحمل في ذاتها قيماً، إنها ليست معطى محايداً، بل هي منتوج مسكون بقيم معينة وبمعاني مخصوصة وهكذا فإننا نجد من الأسئلة الخاطئ والخالي من المعنى والتافه والغبي والسوقي، بحسب هذا الأمر يكون دور الفلسفة عند دولوز مختلفا، فالفلسفة ليست بحثا عن الحقيقة فقط، ليست بحثاً عن أجوبة، بل بحث في القيمة والمعنى اللذين يحكمان قبلياً تصوراتنا عن الحقيقة، طبعاً هو لا يفعل هذا من عدم بل يستند في كلّ ذلك على مرجعية فلسفية سابقة عليه، وهي المرجعية التي اصطلحت عليها بالتيار الحيوي والمقصود به التيار الفلسفي الذي قدم نفسه باعتباره مناهضة للتصور المثالي عن العالم وباعتباره بديلا عنه. ? تؤكدون في كتابكم أن جيل دولوز هو أحد الرموز الكبرى للنتشوية الفرنسية، واعتبرتم أن كتاب دولوز “نيتشيه والفلسفة” علامة فارقة في تاريخ التأويلات المعاصرة لفكر نيتشه. نريد منكم توضيحاً. ?? لنيتشه قصة في تاريخ الفلسفة، فهو بإجماع المفكرين الغربيين المعاصرين نقطة تحول حاسمة في تاريخ الغرب، إنه اللحظة التي حاولت فيها العقلانية الأنوارية المزهوة بانتصاراتها أن تحاكم ذاتها وأن تعيد النظر في مسلماتها وأن تراجع قطعياتها، نيتشه بهذا المعنى هو الفيلسوف الذي حاول أن يجعل العقل يعيد التفكير في ذاته، بأن يدخل في مجال اهتمامه ما عدّ في العصر الحديث خارج إطار العقل، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق دون أن يرفع نيتشه معوله في وجه الأصنام التي أقامها هذا العقل الأنواري من مثل الحقيقة والحرية والوعي والذات ودون إعادة الاعتبار في المقابل للجسد واللاشعور والحياة والرغبة، بل دون بيان أن ما يحرك العقل في الحقيقة هو الجسد، فخلف إرادة المعرفة هناك إرادة القوة وخلف الأخلاق هناك رغبة الهيمنة وخلف “الحقيقة هناك الدم” كما يقول هو، كل هذا اختار نيتشه أن يعرضه بأسلوب ولغة هي عينها تسعى لأن تتحرّر من أثقال العقل الأنواري وما يفترضه من منهجية واتصال ووضوح، فكان أن اختار الشذرة والمجاز. بطبيعة الحال أن يعلن نيتشه هذه الثورة المزدوجة في المضمون والمنهج ما كان إلا ليجعل منه فيلسوفا خارج المجال “الرسمي” وهذا ما حصل إذ ظل مفكراً مغموراً ولم تنل كتاباته في فترة حياته (نهاية القرن التاسع عشر) اهتماماً كبيراً، بسبب من هيمنة المثالية وسيطرة الهيغلية على ألمانيا في تلك الفترة وهكذا فقد رفضه معاصروه في أغلبهم وسعوا إلى إقصائه واتهامه باللاعقلانية والشكية وما إليها من صفات، وقد تقوت هذه الصورة مع بدايات القرن العشرين، حيث هيمنت الماركسية التي كانت ترى فيه خصماً قوياً، فنيتشه لم يؤمن يوماً بالرهان على الحشود وثقافة القطيع. ستستمر هذه الصورة إلى حدود نهاية الحرب العالمية الثانية، حينها سيتغير الأمر نسبياً، إذ إن الحربين العالميتين قد “مرتا من هنا” وصارت الحاجة إلى مراجعة مسلمات العقل الأنواري والمشروع الغربي الحديث ملحة، فالنتيجة كانت حربين عالميتين وقنبلتين ذريتين وإبادات جماعية. في هذا السياق بدأت العودة إلى نيتشه، وفي فرنسا كان دولوز من بين أهم الأسماء التي اضطلعت بذلك وفي هذا السياق أيضا كتب دولوز كتابيه حول نيتشه، والغاية من العملين كانت هي تحرير نيتشه من جملة الأحكام التي شملته ولاحقته منذ نهاية القرن التاسع عشر كما ذكرنا، وذلك ببيان أصالة هذا الفيلسوف وبيان المرامي العميقة التي سعى إليها. طبعاً الاهتمام بنيتشه لا يقتصر عند دولوز على الكتابة حوله، بل يرتقي معه ليصير أسلوبا ومنطقا في التفكير، فدولوز فيلسوف نيتشوي لأنه لم ينخدع يوما بأوهام العقل وأصنامه، ولم يهادن يوما النزعات الساذجة التي تعتقد في حقيقة نهائية أو أصل مطلق أو ماهية خالصة. فلسفة عربية؟ ? أي دور للفلسفة في عالمنا العربي؟ ?? هذا سؤال كبير ومتعلق بما نقصده من كلمة فلسفة، لكن لنقل عموما إن العالم العربي يحتاج إلى ثورة ثقافية عميقة، سيكون من العبث أن ندعي القيام بهذه الثورة دون أن نعتمد سياسة لتأهيل الإنسان الذي هو عصب كل نهضة، ولا تأهيل إنساني ممكن دون تعليم يحقق وعياً تاريخياً ونقدياً بوضعنا وبمتطلبات زمن عالمنا، ومهما قلنا أو اعتقدنا فإن هذا الوعي لا يمكن أن تحققه إلا الفلسفة، فالفلسفة، من حيث هي المعرفة التي تعتمد العقل والنقد أداة ووسيلة في تناول قضايا الإنسان، وجودا ومعرفة وقيما، هي المجال المعرفي الأقدر على تمرين الأفراد على ذلك، طبعا هناك العلوم الإنسانية، ولكن هذه مشتقات للفلسفة، وهذه علوم لا تحفظ قيمتها إلا متى ما ظلت محافظة على صلتها بالفلسفة، فعلماء الاجتماع الكبار مثلا هم أولئك الذين استطاعوا تقديم حدوس فلسفية في أعمالهم، كما هو الشأن مع فيبر وبورديو في علم الاجتماع وماركس في الاقتصاد السياسي وستروس في الأنتروبولوجيا وفرويد في المجال النفسي. صحيح أننا قد نمرر الفلسفة عبر وسائل أخرى وقد نختلف في نوع وطبيعة الفلسفات التي سندرس وفي كيفية هذا التدريس، فقد نعتمد تاريخ الأفكار وسيلة لذلك، لكن لا بد أن تحضر الفلسفة، وعلى عكس ما قد يُظن فالفلسفة لا تعارض العقائد بأي شكل من الأشكال، فهذا فهم متخلف جدا للفلسفة وهو حكم ممّن لا يعرفها، فالفلسفة لا تعلق لها بالمعتقدات، فهذه أمور تنتمي للمجال الخاص وحُسم فيها منذ كانط، لهذا فأنت تجد في فلاسفة مؤمنين كبارا ومن مختلف العقائد، من أفلاطون إلى ريكور وهذا لم يمنعهم في شيء من أن يكونوا حجة ومرجعا. ? حدثنا عن مشاريعكم الفكرية القادمة.. ?? كلمة مشروع كبيرة ومخيفة، لا أعتقد بأن لي مشاريع، لي بعض الطموحات الفكرية التي أجتهد في تحقيقها، من مثل ترجمة بعض النصوص التي أراها أساسية، فالترجمة هي اليوم أهم ما ينبغي أن نتوجه إليه في العالم العربي، كما أني أحاول جمع المواد لكتابة مؤلف حول القرن السابع عشر وأحاول أن أتعلم بعض اللغات الجديدة إضافة إلى تقوية صلتي بالانجليزية، كل هذا دون أن أنسى علاقتي باللغة العربية أدباً وفكراً، فهذه اللغة هي المرجع والمرتكز، وشخصياً لست أعتقد أن المرء بإمكانه أن ينتج شيئاً ذا بال إن هو قطع الصلة باللغة التي تكوّن في حضنها، فاللغة نصف الفلسفة كما كان يقول أحد أساتذتنا القدامى. ? كيف ترون الحراك الثقافي والتطور الهائل الذي تعرفه دولة الإمارات العربية المتحدة؟ ?? لم تتح لي الفرصة للاطلاع بشكل دقيق على ما يحصل في دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الإطار، لكن من خلال ما لحظته من زيارتي لأبوظبي وحضوري لمعرضها الدولي للكتاب ومن خلال مشاركتي في جائزة الشيخ زايد للكتاب ومن خلال متابعتي للفعاليات التي تحتضنها وترعاها دولة الإمارات، أعتقد بأن هناك رغبة سياسية حقيقية لتحقيق نهضة ثقافية، وما يزكي هذا الأمر هو إنشاء مجموعة من المشاريع المعرفية المهمة مثل مشروع كلمة للترجمة، هناك إرادة عليا لجعل الثقافة رافعة تنموية في الإمارات، طبعا الإرادة وحدها لا تكفي فينبغي أن تفعّل “شعبيا”، وهذا أيضا لاحظته وعاينته، إذ أني في مدة إقامتي شاهدت أن الدولة ترصد للمواطنين الذين يلجون معرض الكتاب منحة لاقتناء كتب، وثمن الكتب غير مرتفع بتاتا، كما عاينت أن هناك “حملة” وطنية لأجل القراءة في مدة المعرض، وهذا أمر مُشرف ويُبشّر بالخير، وقد لاحظه معي كل زملائي ممن كانوا معي، وأكيد أن سياسة مثل هذه ستكون لها نتائج في المستقبل، فالثقافة سياسة واستثمار بعيد المدى، لأنه استثمار في الإنسان وفي الأجيال القادمة، لهذا فأنا أتفاءل خيرا فيما يخص مستقبل الثقافة في الإمارات، وهذا ليس في الأدب فقط، بل وفي الفكر والنقد أيضاً. تقدير علمي وتهنئة ملكية في بيان إعلان فوز الباحث المغربي الدكتور عادل حدجامي بجائزة الشيخ زايد للكتاب (فرع المؤلف الشاب) عن كتابه “فلسفة جيل دولوز، عن الوجود الاختلاف”، الصادر عن منشورات دار توبقال للنشر بالمغرب سنة 2012، قال مجلس أمناء الجائزة: إن حدجامي نال هذا الاستحقاق الأدبي “تقديراً له على مؤلفه الفلسفي والبحثي الذي ينم عن ذكاء قرائي يمكن المتلقي من النفاذ إلى العالم الفكري لفيلسوف كبير يعد من الفلاسفة المعاصرين البارزين”، مشيرا إلى أن حدجامي يعد “بلا شك من باحثي المستقبل الذين سيضيفون إلى المكتبة الفلسفية العربية دراسات ومباحث جادة”. وأضاف أن كتاب “فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف” طرح جامع وبلورة فكرية للمفاهيم الفلسفية المبتكرة والمتجددة، بلغة عربية مشرقة تامة الوضوح ومتينة البناء”. والجدير بالذكر أن الملك المغربي محمد السادس بعث برقية تهنئة إلى الكاتب عادل حدجامي بمناسبة فوزه بالجائزة، ومما جاء في البرقية “يطيب لنا بمناسبة حصولك على جائزة الشيخ زايد (فرع المؤلف الشاب) في دورتها السابعة، أن نتقدم إليك بخالص تهانئنا على هذا التتويج الفكري العربي المستحق، الذي جاء ليؤكد مدى تميز الإبداع الفلسفي المغربي، والاعتراف له بقيمته العالية عربياً ودولياً”. وأشاد الملك في هذه البرقية بالجهود الفكرية والعلمية التي أهلت حدجامي عن جدارة واستحقاق، لنيل هذه الجائزة القيمة التي ترعاها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، بدولة الإمارات الشقيقة، مؤكداً أن هذا التقدير العلمي المرموق الذي حظي به المؤلف الجاد للكاتب حدجامي “فلسفة جيل دولوز في الوجود والاختلاف” سيكون خير محفز له لمواصلة مسيرته وبحوثه الفكرية الموفقة? في سبر أغوار الفكر الفلسفي المعاصر? وإثراء الخزانة الفلسفية المغربية والعربية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©