وسط نجاح لافت وإقبال جماهيري واسع، اختتمت مساء أمس الأول «السبت» فعاليات الدورة 29 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، والتي انطلقت في 26 من أكتوبر الماضي برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وقال أحمد العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب في تصريح لـ«الاتحاد» إن «أكثر من نصف مليون شخص زاروا المعرض خلال الاثني عشر يوماً التي تواصلت فيها فعالياته»، مضيفاً أنهم «شكلوا حراكاً ثقافياً فاعلاً في حركة نشر وتوزيع الكتاب، وساهموا في الفعل الثقافي وحراكه وإضاءة المشهد بشكل عام».
وحول مبيعات المعرض علق قائلا: «تشير الأرقام المبدئية الى أن مبيعات هذا العام تجاوزت مبيعات العام الفائت»، وأكد أن اللجنة المنظمة للمعرض ستقوم «بنشر إحصائيات تفصيلية بعد الانتهاء من إعداد تقارير اللجان الفرعية».
وشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب هذه الدورة 53 دولة عربية وأجنبية، مثلتها 789 دار نشر متنوعة في كافة حقول المعرفة الإنسانية، من بينها 27 دار نشر متخصصة في الكتاب الرقمي، وبـواقع 200 ألف عنوان. كما أقيمت خلال المعرض 200 فعالية ثقافية بمشاركة كوكبة من المثقفين والمفكرين والأدباء من مختلف دول العالم، تضمنت ملتقى فكرياً شارك فيه أكثر من 200 شخصية عربية وأجنبية من المثقفين والمفكرين العرب، وبرنامجاً ثقافياً مكثفاً للأطفال ذا طابع فكري وترفيهي، إضافة إلى برنامج مهني وسلسلة معارض أبرزها: معرض أكثر الكتب مبيعاً، والذي نظمت على هامشه مؤتمرات للاتحاد العربي للنشر الإلكتروني، وملتقى لناشري كتب الأطفال، اللذين يتخذان من الشارقة مقراً لهما، كما عقد اتحاد الناشرين العرب ومديرو بعض المعارض العربية والأجنبية سلسلة لقاءات مع مسؤولي دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ومدير معرض الشارقة للكتاب أحمد العامري.
وأضيفت الى نجاحات المعرض هذا العام، المواكبة الإعلامية المتميزة المسموعة والمقروءة والمرئية من داخل الدولة والتي تميزت هذا العام بتغطيتها ومواكبتها للفعاليات والأنشطة، ومن خارج الدولة استضاف المعرض 20 إعلاميا من ممثلي الصحف العربية (السفير، الحياة، عُمان، الجزيرة، المساء، الجزائر، الصباح، تونس، تلفزيون الجديد، صوت العرب، قناة فرنسا، كل الناس، الأهرام، الأمة العربية، جريدة الثورة، الشرق القطرية، وكالة أنباء الجزائر، القناة السعودية، قـناة النيل الفضائية، تلفزيون عمان ...)، إضافة إلى الصحف الأجنبية والمجلات والمواقع الإلكترونية، التي شارك بعضها في فعاليات المقاهي الثقافية وفي الملتقى من خلال تقديم أمسيات شعرية.
المقاهي الثقافية
وكانت فضاءات المقاهي الثقافية في اليومين الأخيرين للمعرض قد شهدت تنويعات جمالية نقدية، مسرحية وتربوية وإعلامية، مثلت مكتسباتها الفاعلة إطلالة معرفية على المشهد الثقافي المحلي والعربي؛ وتضمنت مقاربة بحثية قدمها الأديب محمد حسن الحربي رئيس قسم الثقافة والفنون بدائرة الثقافة والإعلام بعجمان، وسلط فيها الضوء على النموذج في المجالات الإنسانية والإبداعية والحياتية المتنوعة من حيث ثلاثية التأثير والاستقطاب والجذب، وأمسية ثقافية تناولت فيها الأديبة صالحة غابش، المستشار الثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، تجربة الكتابة وتنوعاتها من حيث الشكل والمضمون، وقدمت إضاءة جمالية لتجربة رابطة الأديبات وما انتجته من مفاهيم إبداعية تعنى بأدب المرأة الإماراتية، ومحاضرة حول الضغوط النفسية وأنواعها وآثارها وأهم طرق علاجها قدمتها د. زكية الصراف. إضافة إلى مقاربة توضيحية عن البناء الدرامي في الفيلم الإماراتي القصير من حيث الجملة الدرامية وعلاقتها بالمسرح المحلي من خلال البنية الفنية والتعبيرية قدمها الأديب والمخرج صالح كرامة العامري، وإطلالة معرفية لمفهوم الإعلام وطرائقه والتباين بين البنية النظرية الأكاديمية والعملية مع نبذة تعريفية لنشرة «همزة وصل» المواكبة لفعاليات المعرض وأهم دلالاتها وعناوينها الإعلامية المتنوعة قدمتها الإعلامية عائشة العاجل. ومقاربة بحثية قاربت خلالها الباحثة فاطمة الصايغ موضوع المرأة والثقافة من خلال محاور: المرأة في المجال الثقافي، وأهم المؤثرات على ثقافتها، والارتقاء بواقع المرأة الثقافي. وإطلالة شعرية للشاعرة الإماراتية كلثم عبد الله، حيث قصائد الوجد والعاطفة المسكونة بهواء الوطن، أعقبتها مقاربة بحثية قدمها الناقد العراقي د. صالح هويدي تناولت أسئلة النقد والإبداع .. تنافر أم وئام؟ وأمسية شعرية للدكتور بهجت الحديثي.
توقيعات الكتب
وتواصلت حفلات التوقيع في فضاءات معرض الشارقة للكتاب وأجنحته بالمزيد من التفاعل الحيوي الذي يعكس القيمة التثقيفية لهذه الإطلالات الكتابية المتنوعة؛ حيث أقيم حفل توقيع لكتاب «أحكام جرائم الاتجار بالبشر» وهو دراسة مقارنة من إعداد الباحث محمد حمد رقيط، يتناول فيها أحكام جرائم الاتجار بالبشر في القوانين الوطنية، ومكافحة الاتجار بالبشر في القانون الجنائي الدولي، وغيرها من المحاور والاتفاقيات والقوانين التي تُعنى بهذا الشأن. وكتاب «أحمد فؤاد نجم وتشخيص أوجاع الأمة المصرية» للدكتور كمال عبد الملك، ويتناول الكتاب عوالم أحمد فؤاد نجم ودراسات لأهم دواوينه من خلال العديد من المحاور منها: «نجم وشعر العامية في مصر، ومن بلاغة الغوغاء إلى بلاغة العنف الثوري». كما وقع التشكيلي والقاص السوري بسيم الريس مجموعته القصصية «غداً سأخيط فمي» الصادرة عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ضمن جائزة الشارقة للإبداع العربي، بنصوص تتنوع عوالمها الذهنية والحسية في دلالات إنسانية متنوعة. ووقع الدكتور عب الأنيس كتابه «رعاية الأسرة المسلمة للأبناء» شواهد تاريخية من تاريخ الأمة، الصادر عن دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، بفصول تنوعت بين دلالتها التربوية والمجتمعية والدينية. ووقعت القاصة سحر حمزة، مجموعتها القصصية «السنابل الذهبية» والتي تبحث فيها في عوالم المرأة والعاطفة والأمل، ومن نصوصها «اللوحة الفائزة، اعتذار قمر، لحن الحياة». ووقع الشاعر والإعلامي الإماراتي محمد البريكي كتابه «على الطاولة» الصادر حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وهو مجموعة قراءات في الساحة الشعرية الشعبية وبحوث وإضاءات نقدية وإعلامية متنوعة.
ووقع الأديب والمسرحي الإماراتي صالح كرامة مسرحية «هواء بحري» الصادرة حديثاً عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، ضمن سلسلة النصوص المسرحية التي تصدرها الدائرة لتعزيز الحضور النصي في المشهد المسرحي في الإمارات، المسرحية تتحرك في مدار درامي يتخذ من الدهشة والخيال والترقب المشهدي دلالات لرؤى إنسانية ومجتمعية متنوعة. ووقعت الدكتورة إنعام عيسى بخاري كتابها «تفائلي بالحياة بعد الأربعين وعيشي بصحة وجمال» الصادر عن دار الواضح الإماراتية، وهو كتاب طبي يجمع بين الطب النفسي والروحي والجسدي، يتناول أهم المشكلات التي تعاني منها النساء والحلول والمعالجات التي تتعلق بهذا الشأن.
عدد اليوم
