الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الاستئذان أمر على الأطفال في ساعات الخلوة

6 أغسطس 2015 23:02
أحمد محمد (القاهرة) وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً من الأنصار يقال له مدلج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقت الظهيرة ليدعوه، فدخل فرأى عمر بحالة كره عمر رؤيته ذلك، فقال يا رسول الله، وددت لو أن الله تعالى أمرنا ونهانا في حال الاستئذان، فأنزل الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، «سورة النور58»، الأوقات الثلاثة وقال الإمام البغوي، ليستأذنكم اللام لام الأمر، والذين ملكت أيمانكم، العبيد والإماء، والذين لم يبلغوا الحلم منكم، من الأحرار، ليس المراد منهم الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء، بل الذين عرفوا أمر النساء ولكن لم يبلغوا، وليستأذنوا في ثلاث أوقات، من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن بعد صلاة العشاء، وإنما خص هذه الأوقات لأنها ساعات الخلوة ووضع الثياب، فربما يبدو من الإنسان ما لا يحب أن يراه أحد، أمر العبيد والصبيان بالاستئذان في هذه الأوقات، وأما غيرهم فليستأذنوا في جميع الأوقات ثلاث عورات لكم، وسميت هذه الأوقات عورات لأن الإنسان يضع فيها ثيابه فتبدو عورته، وليس عليكم جناح، ولا عليهم أي على العبيد والخدم والصبيان، في الدخول عليكم من غير استئذان، بعد هذه الأوقات الثلاثة، والعبيد والخدم يطوفون عليكم فيترددون ويدخلون ويخرجون في أشغالهم بغير إذن. الصغار الأحرار وقال الماوردي في تفسيره، والذين لم يبلغوا الحلم منكم هم الصغار الأحرار فمن كان منهم غير مميز لا يصف ما رأى فليس من أهل الاستئذان ومن كان مميزاً يصف ما رأى ويحكي ما شاهد فهو المعني بالاستئذان، وإنما خص هذه الأوقات الثلاثة لأنها أوقات خلوات الرجل مع أهله ولأنه ربما بدا فيها عند خلوته ما يكره أن يُرى من جسده. وهذه الآية الكريمة اشتملت على استئذان الأقارب بعضهم على بعض، وما تقدم في أول السورة فهو استئذان الأجانب بعضهم على بعض، فأمر الله تعالى المؤمنين أن يستأذنهم خدمهم مما ملكت أيمانهم وأطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم في ثلاثة أحوال، فيؤمر الخدم والأطفال ألا يهجموا على أهل البيت فيها، لما يخشى من أن يكون الرجل على أهله، ونحو ذلك من الأعمال، ولهذا قال «ثلاث عورات»، وليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن، إذا دخلوا في حال غير هذه الأحوال فلا جناح عليكم في تمكينكم إياهم من ذلك، ولا عليهم إن رأوا شيئاً في غير تلك الأحوال، لأنه قد أذن لهم في الهجوم، ولأنهم طوافون عليكم، في الخدمة وغير ذلك، ويغتفر في الطوافين ما لا يغتفر في غيرهم. ولما كانت هذه الآية محكمة ولم تنسخ بشيء، وكان عمل الناس بها قليلاً جداً، أنكر ابن عباس ذلك على الناس، قال: ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بهن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ)، والآية: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ...)، «سورة النساء: 8»، والآية: (... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...)، «سورة الحجرات: 13».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©