الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبشر» يا «نيشان»!!

6 نوفمبر 2010 20:31
لا يزال المشاهد العربي يبحث في أجندة برامج الفضائيات العربية عن برنامج ثري يرتبط به ويعبر عنه وعن أحلامه وطموحاته. ولا يزال أيضا يبحث عن برنامج يحترمه ويحترم فكره. وكلما ظهر برنامج جديد على فضائية ما، توسم المشاهد خيراً منذ أن يتم الإعلان عنه، وحتى يظهر أمامه على الشاشة. وبمجرد خروج هذا البرنامج أو ذاك إلى النور، يتعرض المشاهد إلى صدمة وخيبة أمل، بعد أن يكتشف أن البرنامج الذي انتظره يتمتع بقدر عالٍ من السطحية والتفاهة والقدرة الفائقة على جره - أي المشاهد - إلى فقرات ساذجة لا تتفق حتى مع عقلية طفل صغير. ومن أسباب ذلك، أن القائمين على البرامج في الفضائيات مصابون بداء الاستسهال، فنراهم يهبطون على القمر الاصطناعي الأوروبي ويسطون على فكرة برنامج غربي، ويحاولون استنساخه ووضعه في قالب عربي، وبذلك تظهر معظم البرامج أمامنا وهي مشوهة ومنقوصة، أو «مهجنة» لا تعبر عن طابعنا الشرقي، بعد أن تتحول الى «مسخ» إعلامي غير مكتمل النمو. وإذا نجح البعض في الخروج ببرنامج من بنات أفكارنا العربية، نجد أنفسنا أمام فقرات لا تقل إثارة عن «الكازينو» أو «الملهى الليلي»، وكل ما يفكر فيه معد أو مقدم البرنامج هو استضافة فنانات موهوبات في الرقص و»الغنج» والإغراء، وهذا ما يتمتع به برنامج «أبشر» الذي يقدمه مذيع اسمه «نيشان» على شاشة MBC، فهذا البرنامج نجح الى حد كبير في إصابة المشاهد «المحترم» بحالة من «القرف» والغثيان، بعد أن سارت حواراته وفقراته على طريق الانحراف اللفظي والفكري، ويكفي ما حدث في الحلقة التي طلت فيها الفنانة غادة عبدالرازق والتي نجحت من خلالها في إبراز مواهبها في الدلع والدلال والرقص وإظهار مفاتن أنوثتها، حتى أن الأمر وصل الى طلب الزواج منها على الهواء من خلال مكالمة هاتفية مع المخرج خالد يوسف، وكأنها تجلس في مقهى أو ملهى دون أي اعتبار للمشاهد، الذي بات يتحمل الكثير من السخافات الإعلامية باسم البرامج، وأصبح يستحق - أي المشاهد - الحصول على «نيشان» في الصبر على بلاء «نيشان» وأمثاله. وفي حلقة أخرى من «أبشر» استضافت المطربة شيرين عبد الوهاب، لم يكن الرقص فيها هو سيد الموقف، ولكن ما أثار حفيظة المشاهد هو اتصال المدعو نيشان بالشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في مداخلة على الهواء، وفجأة تجاهل نيشان الرجل بعد ثوان من الحديث معه، واتجهت الكاميرا إلى المسرح لترصد وصلة رقص أدتها بعض البنات، وترك الأبنودي على الهاتف وحيداً، والذي لم يفهم لماذا تم الاتصال به، وما دوره في هذه المداخلة، وما هو المطلوب منه، الأمر الذي يشير إلى جهل مقدم البرنامج بأصول المهنة، وعدم تقديره للشخصيات التي يدعوها للمداخلات مع الضيوف! سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©