أكدت الشرطة البريطانية سقوط أول قتيل بأعمال الشغب في لندن، بينما تصاعدت أعمال العنف والشغب في لندن لليوم الرابع على التوالي وامتدت إلى 4 مدن أخرى على الأقل أمس هي برمنجهام وبريستول وليفربول ومانشيستر، في حين وقعت مواجهات بين الشرطة وآلاف المشاغبين، مما اضطر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لقطع إجازته والعودة إلى بريطانيا لترؤس اجتماعات أزمة لحكومته، معلناً عن عقد اجتماع استثنائي للبرلمان غداً لبحث الأزمة، وأكد أنه “سيفعل كل ما في وسعه” لإعادة الأمن. وذكرت الشرطة مساء أمس، أن شباناً اقتحموا عدداً من المتاجر واضرموا النار في سيارات وسط إنجلترا في رابع ليلة على التوالي من أسوأ أعمال شغب تشهدها بريطانيا منذ عقود، مضيفة أنه وقعت حوادث معزولة في مدينة ولفيرهامبتون وبلدة ويست برومويتش القريبتين من برمنجهام، ثاني أكبر المدن البريطانية.
وفي ختام اجتماع الأزمة، في مقر الحكومة البريطانية (10 داونينج ستريت)، أعلن كاميرون رفع عديد قوات الشرطة في لندن من 6 آلاف إلى 16 ألفاً اعتباراً من مساء أمس، في حين أكد تيم جودوين القائم بأعمال قائد الشرطة في لندن أنه ليست هناك نية للاستعانة بالجيش لاحتواء أعمال الشغب التي تجتاح عدداً من المدن البريطانية. من جهتها، أعلنت الشرطة البريطانية أمس، اعتقال أكثر من 650 شخصاً في لندن وبرمنجهام بوسط إنجلترا على خلفية أعمال الشغب العنيفة، مبينة أنها احتجزت 525 شخصاً في العاصمة بينما أوقف 138 شخصاً في برمنجهام. وفي تطور متصل، قالت مصادر حقوقية تابع للشرطة البريطانية أمس، إنه لم يعثر على دليل يثبت أن مارك دوجان الذي تسبب مقتله برصاص الأمن الأسبوع الماضي، في اندلاع أعمال الشغب الحالية، أطلق النار على ضباط من الأمن أن يسقط قتيلاً.
وأكدت شرطة سكوتلاند يارد أمس، سقوط أول قتيل في أعمال الشغب التي تشهدها لندن، مبينة أن الضحية شاب “26 عاماً”، ولقى حتفه في المستشفى بعدما أصيب ليلة الاثنين-الثلاثاء بطلقات نارية. من جهتها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” أمس، أن الشاب القتيل أصيب بالرصاص وهو داخل سيارة في منطقة كرويدون جنوب لندن حيث احترقت مباني عدة خلال الاضطرابات التي اندلعت منذ أيام ليصبح أول قتيل يسقط في أحداث الشغب غير المسبوقة في بريطانيا. ووفقاً للبيانات، فقد تم العثور على الشاب مساء أمس الأول وبجسده عدة إصابات بطلقات نارية داخل إحدى السيارات في حي كرويدون جنوب لندن والذي شهد أعمال شغب خطيرة. وذكر بيان للشرطة أنه تم اعتقال شابين كانا في المكان وبحوزتهما أغراض مسروقة. ذكرت صحيفة “الجارديان” نقلاً عن ضابط قوله “لقد خرج الوضع عن سيطرتنا”.
ذكرت الشرطة أن شباناً اقتحموا عدداً من المتاجر واضرموا النار في سيارات وسط إنجلترا أمس، في رابع ليلة على التوالي من أسوأ أعمال في بريطانيا. وتحدثت عن وقوع حوادث معزولة في مدينة ولفرهامبتون وبلدة ويست برومويتش القريبتين من برمنجهام.
وكانت أعمال الشغب اندلعت السبت الماضي في لندن حيث شهدت العاصمة أسوأ أعمال شغب وعنف، انتشرت أيضاً لأجزاء أخرى من البلاد. وقال بيان من شرطة غرب الميدلاندز “جرى اقتحام بعض المتاجر في ولفرهامبتون وفي ويست برومويتش ثمة بعض الفوضى حيث جرى إشعال النار في سيارتين”. وتابع البيان “تتواجد الشرطة في الموقعين للتعامل مع الحوادث”. وكانت شرطة غرب الميدلاندز اعتقلت أكثر من 130 شخصاً منذ اندلاع أعمال الشغب في وقت متأخر أمس الأول، في برمنجهام حيث جرى تحطيم محال تجارية ونهب محتوياتها بوسط المدينة فضلاً عن إضرام النار في مركز للشرطة.
وأكد مراسل فرانس برس أن عشرات الشبان قاموا بأعمال نهب خارج كرويدون في حين انتشرت رائحة السيارات والأبنية المحروقة في الجو. كما حاولت فرق الإطفاء إخماد حريق ضخم في كلابهام بعد أن اقتحم شبان متاجر دبنهامز التي تم تجديدها. ولم تكن الأحياء الراقية في منأى من أعمال الشغب بعد أن دخل شبان مطعم ليدبري الفخم في نوتينج هيل وسرقوا محتوياته. وامتدت أعمال الشغب الليلة قبل الماضية إلى مدن برمنجهام وليفربول وبريستول. وأكدت شرطة مرسي سايد أمس، أنها تواجه أعمال شغب شمال ليفربول حيث أحرقت سيارات عدة في حين حاولت شرطة بريستول احتواء مجموعة من 150 شاباً. وقال رئيس شرطة لندن تيم جودوين في تصريح للصحفيين أمام مقر سكوتلاند يارد “هناك اضطرابات كبيرة في عدد من الأحياء في أنحاء لندن. من هنا فإن أعداداً من الشرطة منتشرة ولكني أناشد الأهالي البدء بالاتصال بأبنائهم والطلب منهم العودة إلى منازلهم”.
وكانت هناك شكوك حول الرواية الأصلية عن مقتل دوجان خلال عملية للشرطة في أوساط الجريمة في صفوف السود. ودوجان قتل بالرصاص في سيارة أجرة في ما قيل إنه تبادل لإطلاق النار. لكن تقارير أفادت أن الشرطة فتحت النار دون تعرضها لإطلاق نار. وبعد مقتل دوجان انتشرت شائعات على الانترنت تحدثت عن عملية إعدام لأنه أصيب بطلقات في الرأس وهو ما اضطر لجنة الشكاوى المستقلة في الشرطة إلى نفيه في بيان. لكن اللجنة المستقلة قالت أمس،
“في هذه المرحلة، لا يوجد دليل على أن الرجل المسلح الذي لقي حتفه الخميس الماضي، فتح النار قبل أن إطلاق النار عليه.
وأعلن كاميرون عن تعزيز كبير لقوات الشرطة في لندن لمواجهة أعمال الشغب. وقال كاميرون الذي قطع إجازته في إيطاليا للعودة للبلاد، من أمام مقر الحكومة البريطانية نشر 16 ألفاً من رجال الشرطة في شوارع لندن الليلة الماضية، مبيناً أن حكومته ستفعل كل ما هو ضروري لإعادة الانضباط إلى شوارع بريطانيا. ووصف كاميرون مشاهد العنف التي تبثها وسائل الإعلام من بلاده بالجريمة “المقززة”. وتوعد مثيري الشغب بعقوبات صارمة. وقال مخاطباً إياهم “ستشعرون بقوة القانون”. وأضاف “من بلغ السن المناسب لارتكاب جرائم فهو في سن يسمح بتلقي العقوبة أيضاً”. وأعلن كاميرون عن جلسة استثنائية للبرلمان غداً الخميس ليقطع بذلك العطلة الصيفية للبرلمان.
الاضطرابات في بريطانيا تكلف شركات التأمين عشرات الملايين
لندن (رويترز) - قالت متحدثة باسم اتحاد شركات التأمين البريطانية أمس، إن 3 ليال من أعمال الشغب في لندن ومدن كبيرة أخرى في بريطانيا، ستكلف شركات التأمين «عشرات الملايين من الجنيهات». وقال نيك ستارلينج مدير التأمين العام والصحة في الاتحاد في بيان «من السابق لأوانه الحصول على صورة دقيقة لإجمالي التكاليف لا سيما تكاليف تعطل الأعمال لكن شركات التأمين تجتهد للتعامل مع المطالبات الواردة التي ستعطينا فكرة عن مستوى الأضرار وتكلفتها».
عدد اليوم
