الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تداعيات تأجيل «خليجي 23» تطرق أبواب البرلمان الكويتي

تداعيات تأجيل «خليجي 23» تطرق أبواب البرلمان الكويتي
6 أغسطس 2015 20:35
أبوظبي (الاتحاد) شهدت الساحة الرياضية الكويتية تداعيات كبيرة بعدما فتحت الهيئة العامة للشباب والرياضة النار على الاتحاد الكويتي متهمة إياه بالتفرد بقرار تأجيل النسخة القادمة لـ «خليجي 23»، رغم قدرة الدولة على تنظيم البطولة في موعدها السابق والمقرر في ديسمبر الحالي. الصحافة الكويتية كانت رأس الحربة في الانتقادات الحادة التي وجهت إلى الاتحاد الكويتي خلال اليومين الماضيين، إذ بدا واضحاً أنها وقفت إلى جانب الهيئة العامة للشباب والرياضة والشخصيات الرياضية الخليجية التي انتقدت قرار التأجيل، كما تناولت الصحافة الكويتية تداعيات قرار تأجيل البطولة وآثاره السلبية على أجندة الاتحادات الخليجية والتي كانت أخذت بعين الاعتبار مشاركة منتخباتها الوطنية في كأس الخليج بموعدها السابق، لكن مع تأجيل البطولة فقد اضطرت غالبيتها العظمى إلى قلب أجنداتها رأساً على عقب. جريدة القبس الكويتية وتحت عنوان «صرنا مثار تندر الأشقاء الخليجيين»، تناولت تغريدة لمحمد النويصر نائب رئيس الاتحاد السعودي الذي قال: «الاتحاد الكويتي يتسبب في تغيير برامج الاتحادات الخليجية لهذا الموسم والقادم والسبب خلافات داخلية.. يديرون انتخابات آسيا وغير قادرين على إدارة أمورهم»، ورغم حدة هذه التغريدة إلا أن القبس بنت عليها تقريراً ناقداً وموسعاً، إذ رأت أن النويصر لا يلام على تغريدته، موضحة في الوقت نفسه «السبب الحقيقي لتأجيل كأس الخليج ليس خلافاتنا الداخلية أو عدم قدرتنا على إدارة أمورنا، لأن بلادنا تزخر بالكفاءات والمخلصين، إنما السبب هو فئة تسعى إلى فرض مصالحها الضيقة ولو على حساب بلد ومنطقة بأكملها، كما هي الحال في الانتخابات الآسيوية وغيرها التي أدارتها على أتم وجه لأنها عنونتها بمصالحها الشخصية». وأضافت القبس: «هل يمكننا الاعتقاد كما النويصر والأشقاء الخليجيين أن من خطف مقدرات وقرار الرياضة والكرة الآسيوية وانتخاباتها بوسائله المعروفة، يمكن أن يستثني بلاده من عملية الخطف أو الاستيلاء هذه؟!». وزادت القبس: «المشكلة ليست في الملاعب، بل في عدم تقبل اتحاد الكرة تنفيذ الهيئة العامة للقوانين وفق شروط الصرف المالي الذي وضعته لجنتا الميزانيات والأموال العامة في مجلس الأمة بخصوص ميزانية البطولة، وهنا يمكننا أن نكشف للجماهير المحلية والخليجية، جزءا من التضليل الذي حاولت شخصية في اتحاد الكرة ممارسته أمام جهة سياسية بادعائها أن ملاعبنا غير صالحة للاستضافة، فإذا بهذه الجهة تعرف في ما بعد أن ما قيل لها غير صحيح!». ولم تقف الانتقادات الموجهة إلى اتحاد الكرة الكويتي على وسائل الإعلام فقط، بل تعدت ذلك لتدخل أروقة البرلمان الكويتي لتبرز العديد من الدعوات الموجهة للحكومة الكويتية لرفع الحرج الذي تسبب به هذا القرار، فالنائب عسكر العنزي علق في تصريحات صحفية نقلها موقع الجريدة الإخباري، قال: «يجب أن يكون للحكومة موقف لوقف الفوضى التي تحدث في الرياضة، فلا يجوز حرمان الجمهور الكويتي من الاستمتاع بدورة الخليج، فمن المخزي أن تكون ملاعب العراق مستعدة لتنظيم البطولة بينما تطلب الكويت تأجيلها، فمن غير المقبول أن دولة أصغر من دولتنا، وهي قطر، تستعد لتنظيم بطولة كأس العالم في عام 2022، ونحن نطلب تأجيل كأس الخليج بحجة عدم جاهزية الملاعب». ونقل الموقع كذلك تصريحاً للنائب عبدالله المعيوف الذي علق قائلاً :«نشكر وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس هيئة الرياضة ونوابه على الإيضاحات الموثقة ضد ادعاءات رئيس اتحاد الكرة ومحاولاته تضليل الشارع الكويتي وتفنيد إساءته للدولة وأجهزتها، وليبق الأمر متروكاً للإخوة ممثلي الاتحادات الخليجية الذين اتضحت لهم الحقائق ليتخذوا ما يمليه عليهم واجبهم». فيما طالب النائب نبيل الفضل مجلس الوزراء بأن يتخذ قراراً حاسماً بإقامة دورة الخليج بالكويت في موعدها قائلاً «لا يجوز لأي فرد أن يفرض إرادته على الدولة والشعب، وعلى الرئيس الغانم أن يدعو إلى اجتماع طارئ يقرر فيه المجلس ما عجزت عنه الحكومة»، مؤكداً «إننا أمام جريمة أقرب للخيانة العظمى والإساءة الماحقة والمضرة للوطن». ويبدو جلياً أن تداعيات تأجيل كأس الخليج العربي لن تقف عند حدود الانتقادات الحادة وغير المسبوقة الموجهة حالياً إلى الاتحاد الكويتي لكرة القدم، فهنالك طروحات قوية تطالب بمحاسبة الاتحاد عبر تشكيل لجنة تحقيق خاصة تتجاوز صلاحياته البحث في حيثيات قرار التأجيل والطريقة التي سار بها الاتحاد نحو هذا القرار، بل أيضاً فتح ملفات أخرى لا تقل أهمية عن ملف التأجيل. ويبدو أن قضية تأجيل كأس الخليج، باتت أشبه بكرة الثلج التي كان البعض يتوقع لها أن تذوب سريعاً من قيظ الصيف، لكنها سرعان ما بدأت بالتدحرج حتى تضخمت، دون أن يعرف المراقبون متى تتوقف وبمن ستطيح في طريقها والذي يبدو أنه سيكون طويلاً.. وطويلاً جداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©