السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: محنة مسيحيي العراق.. أم محنة عربية؟

غدا في وجهات نظر: محنة مسيحيي العراق.. أم محنة عربية؟
26 أغسطس 2014 20:20
محنة مسيحيي العراق.. أم محنة عربية؟ يقول د. وحيد عبدالمجيد : ليست محنة المسيحيين الراهنة في العراق إلا فصلا جديداً في مسلسل طويل مؤلم. لا يقتصر هذا المسلسل على العراق. فالعرب المسيحيون في مجملهم يعانون تمييزاً بدرجات متفاوتة منذ عقود. ويرتبط هذا التمييز بخلل في بنية عدد من الدول والمجتمعات العربية، على نحو يخلق بيئة منتجة للتطرف والتعصب. ولا تقتصر المحنة على المسيحيين. فهذا هو حال الأقليات كلها في كثير من البلاد العربية. وما مأساة الإيزيديين الذين نصب لهم إرهابيو تنظيم «داعش» مصيدة موت فوق جبل سنجار مؤخراً إلا دليل واحد على ذلك. كما أن المسلمين في العراق وبلاد عربية أخرى ليسوا في وضع أفضل. غير أن لمحنة المسيحيين بطبيعة الحال طابعاً نوعياً. وتبدو هذه المحنة في العراق الآن أكبر من أي وقت منذ ما عرف بـ«النكبة الأشورية» عام 1933، وقد اشتدت هذه المحنة بعد الغزو الأميركي عام 2003. ولكن عهد صدام حسين لم يخل من معاناة مسيحية بسبب حملات الترحيل التي شنَّها على بعض الفئات في المجتمع. كان الكرد هم الأكثر تعرضاً لهذه الحملات، لكن بعض المسيحيين نالهم نصيب صغير منها، فضلا عن معاناتهم مع غيرهم من العراقيين آلام القهر في «جمهورية الخوف». مواجهة العصابة بالخطابة.. والطبلة والربابة! استنتج محمد أبو كريشة أننا على وشك خسارة الحرب ضد الإرهاب، لأننا كما قال نزار: إذا خسرنا الحرب لا غرابة، لأننا ندخلها بمنطق الطبلة والربابة، إذا خسرنا الحرب لا غرابة لأننا ندخلها بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة. الحديث عن المواجهة الفكرية والدبلوماسية وحتى الاقتصادية للإرهاب ليس سوى لعب في الوقت الضائع - الوقت الأصلي للمباراة مع الإرهاب انتهى، وما زلنا نلعب بطريقة دفاعية عقيمة رغم أن الأهداف الإرهابية تتوالى وتدك مرمانا، ونحاول تقليل عدد الأهداف في مرمانا، لكننا لا نسعى إلى الهجوم وإحراز أهداف، وعجبت للمهزوم الذي يلعب بطريقة دفاعية لم تمنع إمطار مرماه بالأهداف الإرهابية. عندما تتكلَّم البندقية يصبح من العبث الحديث عن مواجهات فكرية أو مناظرات فقهية أو حلول دبلوماسية. يصبح من البلاهة الحديث عن مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب أو استراتيجيات طويلة المدى، كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما - فقد علمتنا التجارب المرَّة في هذه المنطقة أن الكلام عن خطة يعني عدم وجود خطة، وأن الكلام عن مخطط يعني عدم وجود مخطط سوى الحمار الوحشي. وأن إحالة أي قضية أو موضوع إلى لجنة رئيسية أو فرعية أو منبثقة تعني قبر القضية ودفنها حيّة حتى ينسى الناس الأمر برمته. فهناك رهان يكسبونه دائماً على أننا ضعاف الذاكرة وسرعان ما ننسى - تعلمنا أن لجان تقصي الحقائق تعني طمس الحقائق ووأدها، وأن اللجان والخطط والاستراتيجيات ليست سوى مقابر للقضايا. وليست سوى وسيلة لإعطاء مكافآت لرؤساء وأعضاء تلك اللجان. وإن تعجب فعجب أمرنا كله.. يندلع الحريق ويلتهم كل شيء والعرب مشغولون بتشكيل لجان وعقد مؤتمرات لبحث سبل إطفاء الحريق - ويحتدم الخلاف في اللجان والمؤتمرات، فيتم تشكيل لجان أخرى لتقريب وجهات النظر، هذا إذا كان هناك نظر أصلاً. وتتنقل النار من منزل إلى منزل حتى تصل إلى مقر المؤتمر أو اللجنة فتحرقه بمن فيه، وهناك مثل عربي أرفضه تماماً يقول: أن تصل متأخراً أفضل من ألا تصل على الإطلاق. والحق أن العكس هو الصحيح وهو أن نقول: (ألا تصل على الإطلاق أفضل من أن تصل متأخراً) - إذا أيقن المرء أنه سوف يصل متأخراً وبعد فوات الأوان فخير له أن يلغي الرحلة وألا يذهب من الأساس، فلن يجني من رحلة الوصول بعد فوات الأوان سوى العناء والمشقة والندم حين لا ينفع الندم. ونحن أدمنا الوصول متأخرين، بعد أن تقطع جهيزة قول كل خطيب منا. والإرهاب هو جهيزة التي قطعت قول كل خطيب عربي على منبر أو في ندوة أو في مؤتمر أو عبر الفضائيات. وجهيزة الإرهابية لم تقطع فقط قول كل خطيب بل ذبحت قول كل خطيب. «داعش» كأخطر إفرازات «ربيع العرب»! يرى د. عبد الحميد الأنصاري: كان من أسوأ وأخطر إفرازات وتداعيات ما سُمي بثورات «الربيع العربي»، سقوط «هيبة الدولة» في كثير من البلاد العربية، وانهيار كافة مؤسساتها القانونية والقضائية والأمنية، وذلك وسط بحر من الفوضى والاضطرابات، الأمر الذي مهد وهيأ المناخ الملائم لانطلاق «قوى الدمار والشر» من عقالها، لتعيث على امتداد الأرض العربية فساداً وقتلاً وتدميراً وترويعاً للناس وتهجيراً للملايين من أوطانها. دماء عربية غزيرة تسفك وطوائف دينية وأقليات تاريخية يقتل رجالها وتسبى نساؤها ويخطف أطفالها وتُهجَّر من مدنها التي استوطنتها منذ فجر التاريخ.. وكل ذلك يتم تحت سمع وبصر العرب والمسلمين الذين يقفون عاجزين عن تقديم يد العون ووقف المجازر وحرب الإبادة الممارسة ضد هؤلاء البائسين الذين يستغيثون بالمجتمع الدولي لإنقاذهم ويطالبون بسرعة التحرك لنجدتهم مما هم فيه. ما يعانيه العرب في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن، من مآس وأوضاع مضطربة ومجازر إرهابية أودت بحياة الآلاف من البشر منذ انطلاقة الشرارة الأولى لما سمي بثورات «ربيع العرب»، في تونس قبل 4 سنوات، وما عانته تونس ومصر في سنوات الهدر والفوضى الأربع الماضية، ما هو إلا بعض الثمار المرة لثورات «ربيع العرب» التي استبشرنا بها وهللنا لها وتطلعنا إلى تحقيق أهدافها في الحرية والعدل والكرامة. لقد هلل الكثيرون - نخباً وكتاباً وإعلاميين -لسقوط «حاجز الخوف» من النظام، وعدوه أكبر إنجازات «الربيع العربي»، وفرحوا بحكم الشارع والميدان، لكنهم كانوا واهمين، فسقوط حاجز الخوف، كان إيذاناً بحلول حكم الفوضى والسلب والنهب والتعديات. أربع سنوات عجاف، عاشتها مجتمعات ما عرف باسم «ربيع العرب» تحت حكم الشارع الفوضوي؛ مسيرات مخربة مقياس «انتهاك» التعليم المكسيكي! يقول أندريس أوبنهايمر: فعلت جماعة مكسيكية مناصرة لتطبيق معايير تعليم أفضل شيئاً ينبغي الاقتداء به في أنحاء أميركا اللاتينية إذ وضعت ما وصفته بـ«مقياس الانتهاك» في أحد أكثر شوارع مدينة «مكسيكو» زحاماً بهدف إطلاع المارة على حجم الأموال التي تُهدر أو تُسرق من ميزانية التعليم الحكومية في كل دقيقة. وهي فكرة رائعة، لاسيما أن المكسيك وعددا من دول أميركا اللاتينية لديها بعض من أكبر موازنات التعليم في العالم، لكنها على الرغم من ذلك تتذيل ترتيب تصنيفات أداء الطلاب الدولية. وتشير إحصاءات «البنك الدولي» إلى أن المكسيك والبرازيل والأرجنتين تنفق ما يتراوح بين 5.2 و6.3 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي على التعليم، وهو ما يزيد على الصين أو سنغافورة، بيد أن أداء الطلاب في دول أميركا اللاتينية أخفق في اختبارات التصنيف الدولية، بينما تحسن أداء الطلاب في الصين وسنغافورة. وحلت المكسيك والبرازيل والأرجنتين في ذيل قائمة الدول الـ 65 المشاركة في اختبار «بيزا» الدولي الذي يمتحن القدرات الأكاديمية للطلاب في عمر خمسة عشر عاماً، بينما احتلت الصين وسنغافورة الصدارة بين الدول الثلاث الأولى في هذه الاختبارات الطلابية. خطر تقريب الأصوليين يرى تركي الدخيل أن الأصولية المدمرة التي عمت العالم العربي شكلت منعطفاً في حقبة الانتقال من الهيمنة العثمانية إلى الدولة المدنية، والانفتاح على العالم وانتشار صيغ الدولة الحديثة بمفهومها الأوروبي الحديث، إذ ظهرت في العشرينيات من القرن العشرين جماعة «الإخوان المسلمين» لتكون العقبة الأكبر لتقدم الأمم والدول والشعوب والثقافات. هيمن الحزب الدموي الفاشي على مفاصل التأثير والمنابر، وتردد الموقف منه سياسياً بين التقريب المشترط تارةً والإبعاد تارات أخرى كما فعل جمال عبدالناصر، ومن ثم جاء الاستخدام الواضح بسبب الصراعات العربية على القومية والنفوذ الإقليمي والصراع بين النفوذ الغربي والشرقي، وحكاية المعسكرات، لكن المرحلة الأخطر كانت في عهد أنور السادات. في كتاب مهم بعنوان «السياسة الدينية والدول العلمانية.. مصر والهند والولايات المتحدة»، يذكر سكوت هيبارد حكاية مصر مع الأصولية وهي القصة التي أثرت على المحيط العربي كله. ولئن كان موقف بعض دول الخليج موارباً في السبعينيات، خاصةً بعد أن وقفت بشكل إنساني مع «الإخوان» المطاردين، غير أن هناك ندماً معلناً على هذا التقريب. نتذكر تصريحات الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز في حواره مع صحيفة «السياسة» الكويتية في عام 2003، والذي قال صراحةً إنهم سبب كل المشكلات، والسعودية حمت أهلهم وعائلاتهم وآوتهم غير أنهم قلبوا لها ظهر المجن وأرادوا الوصول إلى الحكم. لقد كانت غايتهم سياسية. لم يكن «الإخوان» يوماً حزباً يهتم بالدين للدين، بل يستخدم الدين ولا يخدمه بالمرة. أراد أنور السادات، «الرئيس المؤمن» كما يلقبونه، أن يقوم بإعادة المصالحة مع التيارات الأصولية، ونقرأ تاريخياً أنه شجع الأنشطة الأصولية من خلال المؤسسة الحديثة في الدولة ووسع التعليم الديني، وعمل على زيادة البرامج الإسلامية التي تعرض في التلفزيون المملوك للدولة بالإضافة إلى بناء المساجد مستعيناً بالتمويل الحكومي. بوش وأوباما.. وتطورات المنطقة يقول محمد خلفان الصوافي: ما يحدث حالياً في منطقة الشرق الأوسط أشبه بحالة انفجار لقنبلة ضخمة الحجم تتناثر شظاياها في الاتجاهات كلها. في العراق، وهو على رأس تلك الدول، مروراً بسوريا وقطاع غزة واليمن وليبيا.. المشترك فيها الأسلوب الجديد (أي البشاعة في طريقة القتل). وبينما يبدو، أن كل دولة تبحث عن وسيلة لحماية نفسها من هذا الانفجار الذي تتصاعد شظاياه يوماً بعد آخر ويبذل كل طرف محاولات لإيجاد مخرج لحالة عدم الاستقرار، يأتي تدخل الإدارة الأميركية (بقرار دولي صادر عن مجلس الأمن 1270) لمساعدة قوات الأكراد (البشمركة) على منع تمدد ما بات يعرف إعلامياً بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، ليدل على أن محاولات السياسة الأميركية الابتعاد عن تطورات منطقة الشرق الأوسط لا تعني نجاح الشخص الموجود في البيت الأبيض أو كونها وسيلة يمكن أن تحول دون المساس بالسياسة الأميركية أو بالمواطنين الأميركيين. سنجار: محنة الإيزيديين مزدوجة يرى رشيد الخيون أنه صار في ظل التوحش الطائفي ما أن تكتب عن مذبحة نُفذت داخل كنيسة إلا وجاءك نبأ أخرى داخل مسجد أو حُسينية؛ وكذلك الحال عن المدن والقرى العراقية، مذبحة في تلعفر تقابلها أخرى في ديالى. ومهما تعدد القتلة واختلفت هوياتهم المذهبية فالمسؤولية مسؤولية السلطة التي في يدها العير والنفير، لا تُعذر بأي حال من الأحوال. إنها مسؤولية القَسم، وهذا ما نأمل من الوزارة القادمة أن تتفهمه، وتعلن فشلها واعتزالها إذا لم تتمكن من وقف سيل الدم. غدت محنة الإيزيديين مزدوجة مع الإرهاب الديني، فهم جماعة غير معترف بهم كأهل كتاب، وظلت الفكرة الخاطئة تحوم على رؤوسهم بأنهم أعوان يزيد بن معاوية (ت 64هـ)، وأخذت الأوساط تتناقل إشاعة تكليفهم بضرب مرقد الحسين بكربلاء (1991)، وأكثر من هذا أنهم «عبدة الشيطان». فمن المعاصرين الذين أشاعوا التسمية الأخيرة عبد الرزاق الحسني (ت 1997)، المؤرخ المُوثق في التاريخ السياسي والمتخبط في الكتابة عن الملل والنحل. ككتابه: «اليزيديون في حاضرهم وماضيهم» (1951)، وكان قد صدر بعنوان «عبدة الشيطان في العراق»، وتُرجم إلى الفارسية «يزيديها وشيطان برستها» (1962). بينما «لا يوجد في الفكر الديني الإيزيدي إله للشر» (باقسري، مه ركه هـ)، أما كيف رُتب لهم أنهم «عبدة الشيطان» فيغلب على الظن أنه من آثار الأدب العثماني. أوباما واضطرابات «فيرجسون» يقول آرون بليك: يوم الاثنين الماضي، وجهت «آن كومبتون»، المذيعة بقناة «إيه بي سي» سؤالاً للرئيس أوباما عما إذا كان سيزور مدينة «فيرجسون» بولاية «ميسوري» وسط الاضطرابات المستمرة. لكن «أوباما» لم يعطِ إجابة قاطعة، لكنه أشار إلى أنها ربما ليست فكرة جيدة. وقال الرئيس الأميركي: «أثناء إجراء التحقيقات، يجب ألا أبدو وكأنني أحاول التدخل بطريقة أو بأخرى للتأثير على نتائج التحقيق»، وربما يكون هذا هو الرأي السديد. وكما هو الحال مع كل شيء في فيرجسون، لا توجد إجابات سهلة، ولكن في هذه المرحلة، من الواضح جداً أن وجود «أوباما» سيكون خطوة سياسية محفوفة بالمخاطر لدرجة كبيرة. وقد حرص «أوباما» بمثابرة على عدم الانحياز لأي طرف في هذا الشأن، حيث كان يدلي بالقليل من التعليقات العامة ويحث على الالتزام بالسلمية في المظاهرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©