الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العطية يهدي العرب أول ميدالية في «أولمبياد لندن 2012»

العطية يهدي العرب أول ميدالية في «أولمبياد لندن 2012»
1 أغسطس 2012
ضاع الحلم الأولمبي لوفدنا الرياضي في رماية الإسكيت، بعد أن ابتعد الشيخ سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم عن النهائيات، محتلاً المرتبة الخامسة، والترتيب الثالث عشر بين 36 رامياً، شاركوا ضمن منافسات الأولمبياد الثلاثين (لندن 2012)، وبذلك ضاعت ميدالية كانت “قاب قوسين أو أدنى” من تحقيقها، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن الشيخ سعيد بن مكتوم استعد جيداً لخوض المنافسات الأولمبية. وكان الشيخ سعيد بن مكتوم قد أنهى الجولات الخمس بمجموع 118 طبقاً، جمع منها 70 طبقاً في اليوم الأول، ثم 48 طبقاً في اليوم الثاني، وتعرض نجم منتخبنا الوطني لضغوط نفسية كبيرة، خاصة في اليوم الافتتاحي الذي بدد حلمنا، حيث جانبه التوفيق في الجولة الأولى، والتي جمع فيها 21 طبقاً، وسط دهشته ودهشة الجميع، إذ أنه لم يوفق في اصطياد هدفين مرة واحدة في محطتين يتسمان حسب أعراف الرماية بأنهما عاديتان ونادراً ما يخطئ الرامي في الطبقين دفعة واحدة، إلا أن الرياح لم تأت بما يشتهي بطلنا، وخيم الحزن على أعضاء الوفد الذين أصيبوا بخيبة أمل في الحصول على ميدالية، بذل الشيخ سعيد بن مكتوم جهداً كبيراً بغية تحقيقها. وفي النهائيات حافظ الأميركي فينسنت هانكوك على الميدالية الذهبية التي كان قد حصل عليها في أولمبياد بكين قبل أربعة أعوام، عندما فاز أمس بذهبية مسابقة الإسكيت، بينما حصل القطري ناصر العطية بطل رالي داكار على الميدالية البرونزية في خامس ظهور له في الأولمبياد، وتصدر هانكوك “23 عاماً” التصفيات برقم قياسي أولمبي برصيد 123 نقطة، وأضاف 25 نقطة في النهائي ليتوج بالميدالية الذهبية مثلما فعل في أولمبياد بكين 2008، حينما تحصل على 148 نقطة، وأحرز الدنماركي اندريس جولدينج الميدالية الفضية مسجلاً 146 نقطة بينما تفوق العطية على الروسي فالير شومين ليحصل على الميدالية البرونزية، بعدما أنهى كلاهما المسابقة برصيد 144 نقطة. وربما يكون التخصص هو الطريق إلى التألق والنجاح في معظم مجالات الحياة والعمل إن لم يكن فيها جميعها لكن ناصر العطية (41 عاماً) كسر القاعدة وعرف طريق النجاح في أكثر من ميدان من ميادين الرياضة، وخلال زمن قياسي، حقق العطية المعادلة الصعبة وأحرز لبلاده ميدالية طال انتظارها، توج العطية أمس بالميدالية الأولى لقطر والبعثات العربية في دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين (لندن 2012) ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وأحرز العطية الميدالية البرونزية لمسابقة الإسكيت ضمن منافسات الرماية في الدورة، بعد تفوقه على الروسي فاليري شومين في مواجهة فاصلة على الميدالية البرونزية، بعد تساويهما في رصيد 144 نقطة. وخلال المواجهة الفاصلة أصاب العطية الأهداف الستة جميعها، بينما أخفق شومين في إصابة أحد الأهداف، ليمنح العطية أول ميدالية للبعثات العربية في أولمبياد لندن، ويفتح الطريق أمام بقية المتسابقين والمتسابقات العرب لزيادة الرصيد في الأيام المقبلة. والحقيقة أن العطية فرض نفسه نموذجاً للتحدي والرغبة في عبور الصعوبات، خاصة أن المنافسة على المستوى العالمي أو الأولمبي تتطلب جهداً وفيرا وتركيزاً تاماً. ولكن العطية لجأ لتقسيم جهده إلى رياضتين تفوق في الأولى عالمياً والثانية أولمبياً، وبات واحداً من أشهر الرياضيين في تاريخ العرب، إن لم يكن من أشهر الرياضيين في العالم. وبعد فوزه بلقب داكار في العام الماضي، كان الحفاظ على اللقب من أبرز أمنيات النجم القطري، ولكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن، فاضطر العطية للانسحاب من السباق لظروف تتعلق بأعطال فنية وميكانيكية في السيارة. وعلى الرغم من ذلك لم يتملك اليأس من النجم الكبير، وأصر على البحث عن النجاح في ميدان آخر طالما أجاد فيه حيث سبق له الفوز بالمركز الرابع في منافسات الرماية بأولمبياد أثينا 2004، وحالف الحظ العطية هذه المرة، وكان التوفيق رفيقه في أولمبياد لندن ليعوض خروجه من رالي داكار. وما يضاعف من سعادة العطية أن الميدالية ليست تتويج له بمفرده وإنما لبلاده أيضا لتصبح أفضل لديه من التتويج برالي داكار الذي لم يتح له أفضل الاستعداد، حيث خرج العطية من السباق في مطلع يوليو الحالي قبل أيام قليلة من مشاركته في الأولمبياد. ولم تقتصر الفرحة بميدالية العطية على المعسكر القطري بل امتدت لجميع البعثات العربية المشاركة في الأولمبياد، حيث تمثل الميدالية نقطة انطلاق للبعثات العربية في أولمبياد لندن بعدما لازمها الإخفاق في الأيام الثلاثة الماضية، حيث لم تحرز أي إنجاز يذكر. واعتبر ناصر العطية بفوزه ببرونزية أطباق الإسكيت للفردي صعوده لمنصة التتويج تعويضاً عن إخفاقه في دورة اثينا قبل ثمانية أعوام، وقال العطية بعدما احتفل مع زملائه بسعادة واضحة بأول ميدالية لقطر في الألعاب الأولمبية منذ 12 عاماً “إنه شعور رائع فعلاً، لقد انتظرت هذا منذ وقت طويل، خمس مشاركات أولمبية”. وأضاف “وصلت مرتين للدور النهائي، وفي أثينا وصلت لجولة فاصلة على الميدالية البرونزية لكني خسرت”، ولقطر الآن ثلاث برونزيات أولمبية بدأها محمد سليمان في سباق 1500 متر عدوا في برشلونة 1992، ثم سعيد سيف أسعد في رفع الأثقال في سيدني 2000، وقال العطية “أنا سعيد جداً بهذه الميدالية، أعتقد أن بلدي سعيدة أيضاً بها، هذا رائع”.
المصدر: لندن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©