الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش العراقي يواصل قصف الأنبار و140 ألفاً يفرون منها

الجيش العراقي يواصل قصف الأنبار و140 ألفاً يفرون منها
25 يناير 2014 00:44
هدى جاسم (بغداد، وكالات) - استمر قصف القوات العراقية على مدينة الفلوجة جنوب محافظة الأنبار غرب العراق في محاولة لإجبار مسلحي التنظيم الذي يسمي نفسه «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» على الخروج. وفيما تحدثت مصادر أمنية عن محاولة المسلحين فتح جبهات جديدة في مدن أخرى إلى الغرب من الأنبار، طالب خطيب جامع الفرقان «الذي يعد أكبر جوامع الفلوجة»، بوقف القصف المدفعي على المدينة كون غالبية الضحايا الذين يسقطون بسببه من المدنيين، فيما أعرب عن تفاؤله بحل الأزمة قريباً جداً. وفي إشارة إلى الخسائر في الأرواح، أكد خطيب الجمعة في المدينة أن غالبية الضحايا من المدنيين، مطالباً الحكومة بوقف القصف. ودفعت المواجهات المتواصلة بين القوات العراقية والمسلحين أكثر من 140 ألف شخص للفرار في أسوأ موجة نزوح منذ الصراع الطائفي بين 2006 و 2008 حسب الأمم المتحدة. وتنفذ هذه العمليات بمساندة قوات الصحوة وأبناء العشائر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ضد مقاتلي التنظيم المرتبط بالقاعدة ومسلحين مناهضين للحكومة يسيطرون على مناطق في محافظة الأنبار التي تشترك مع سوريا بحدود تمتد نحو 300 كيلومتر. ودعا مسؤولون، بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، السلطات العراقية للبحث في حلول سياسية لقطع الدعم عن المتمردين، لكن رئيس الوزراء نوري المالكي اتخذ إجراءات مشددة تزامناً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية أبريل المقبل. ومازال مسلحون يسيطرون على أحياء في وسط وجنوب الرمادي، فيما تواصل قوات من الجيش والشرطة والصحوات والعشائر سيطرتها على بقية المدينة، وفقاً لمصادر أمنية ومحلية. وقال مصدر أمني في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) إن «هجمات بقذائف الهاون استمرت منذ الساعة 2,00 (23,00 تج من الخميس) حتى صباح أمس الجمعة واستهدفت أحياء الملعب والبوفراج وسط وشمال الرمادي، إثر قيام مسلحين بمهاجمة قوات الجيش بقذائف الهاون». وقال مسؤول محلي إن القصف أدى إلى مقتل اثنين من المدنيين وإصابة 30 آخرين بجروح وتعرض أكثر من 35 منزلاً لأضرار مادية كبيرة. وأكد طبيب في مستشفى الرمادي مقتل اثنين من أهالي المدينة، ومعالجة ثلاثين جريحاً أُصيبوا جراء القصف. كما شهدت مناطق شمال وجنوب مدينة الرمادي ليل الخميس، الجمعة، اشتباكات مسلحة وتبادل قذائف الهاون بين قوات الجيش والمسلحين، استمر نحو ثلاث ساعات، وفقاً للمصدر الأمني. وأكد المصدر «تواصل تنفيذ العملية التي أطلقتها القوات العراقية منذ الأحد الماضي، في مدينة الرمادي لطرد تنظيم داعش». وما زالت مدينة الفلوجة خارج سيطرة القوات العراقية وينتشر فيها مسلحون من تنظيم (داعش)، فيما يوجد آخرون من أبناء العشائر حول المدينة، وفقاً لمصادر أمنية وشهود عيان. وأغلقت قوات الجيش المناطق المحيطة بالفلوجة وفرضت إجراءات أمنية مشددة حولها، وفقاً للمصادر. وذكر شهود عيان من الأهالي أن «المدينة تعرضت في ساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية إلى قصف مدفعي أدى إلى وقوع ضحايا وأضرار مادية في المنازل». وأكد الطبيب أحمد شامي في مستشفى الفلوجة «مقتل شخص وإصابة سبعة، بينهم طفل جراء القصف». وأضاف أن «ستة أشخاص من عائلة واحدة، هم ثلاثة أطفال وفتاتان ووالدهم، أُصيبوا بالرصاص في الأطراف الشمالية للفلوجة». وذكر الطبيب نقلاً عن والدة الأطفال التي لم تصب بأذى، أن «دورية للجيش أطلقت النار من مسافة بعيدة باتجاه العائلة عند الأطراف الشمالية للفلوجة، عندما كانت العائلة تحاول الهرب من المدينة إثر تكرر القصف». ودفعت الاشتباكات أكثر من 140 ألف شخص من أهالي الأنبار إلى الفرار منذ اندلاعها نهاية العام الماضي، وفقاً للأمم المتحدة. وأكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن «هذا أعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006 - 2008» الذي شهده العراق. وأشار إلى أن هذه الأعداد مثبتة لدى الحكومة العراقية. وفر أكثر من 65 ألف شخص من محافظة الأنبار خلال الأسبوع الماضي فقط، وفقاً للمتحدث الذي أضاف أن «كثيراً من المدنيين غير قادرين على مغادرة مناطق تشهد اشتباكات وتعاني نقصاً في الغذاء والوقود». وفر آلاف النازحين من أهالي الأنبار التي تشهد اشتباكات منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، إلى بغداد وإقليم كردستان الشمالي ومحافظات أخرى. وأكد المتحدث أن «الناس لا يتوافر لديهم المال لشراء الغذاء، وهناك نقص في الملابس المناسبة لظروف الأمطار، والأطفال من دون مدارس، والظروف الصحية، خصوصاً للنساء، مثيرة للقلق». وهي المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الأميركي عام 2003. وطالب خطيب جامع الفرقان «الذي يعد أكبر جوامع الفلوجة»، بوقف القصف المدفعي على‏? ?المدينة? ?كون? ?غالبية? ?الضحايا? ?الذين? ?يسقطون? ?بسببه? ?من? ?المدنيين.? ? وقال الشيخ عبد الحميد جدوع، في خطبة صلاة الجمعة إن «على الجميع أن يعلموا بأننا لسنا طلاب دم بل سلام‏? ?ومحبة? ?وإخاء?»?، ?لافتاً? ?إلى? ?أن? «?القصف? ?المدفعي? ?يستهدف? ?المنازل? ?الآمنة? ?والمؤسسات? ?الحكومية? ?والمساجد? ?وأحياء? ?سكنية? ?لا? ?يوجد? ?فيها? ?مسلحون? ?أو? ?أي? ?حركات? ?مسلحة». وطالب جدوع الجيش «بوقف قصفه والانسحاب من محيط المدينة»، مؤكداً أن «الأمن في‏? ?المدينة? ?سيعود? ?من? ?قبل? ?أهلها?، ?وغالبية? ?الأسر? ?التي? ?هجرت? ?منازلها? ?كان? ?بسبب? ?القصف? ?وليس? ?بسبب? ?الجماعات? ?المسلحة». ? ورغم حصار الجيش، يتدفق المسلحون المرتبطون بالقاعدة على المدينة التي كانت مسرحاً لعدد من أعنف المعارك التي خاضتها القوات الأميركية أثناء احتلالها للعراق من عام 2003 إلى 2011. وفي سامراء بمحافظة صلاح الدين القريبة، رفضت قوات من الشرطة الاتحادية دخول نازحي الفلوجة إليها. وقال مصدر استخباراتي إن «الرفض لدواعٍ أمنية، وعلى من يريد الدخول إلى سامراء الحصول على كفيل من داخل المدينة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©