الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى المدارس قديماً.. بهجة يحدوها الأمل بغد أفضل

العودة إلى المدارس قديماً.. بهجة يحدوها الأمل بغد أفضل
27 أغسطس 2014 00:30
يلخص مجموعة من التربويين كيفية الاستعداد قديما للعودة إلى المدارس، مؤكدين أنه استعداد يتسم بالكثير من البهجة واللهفة على الرغم من بساطته، مؤكدين أنهم كانوا مدفوعين برغبة عارمة للعودة إلى مقاعد الدراسة أملا بغد أفضل. ومن هؤلاء؛ سامي الزعابي، مربٍ فاضل استثمر حياته في التربية والتعليم كإخصائي اجتماعي، وفي عام 1987 تمت ترقيته إلى مشرف إداري في مدرسة حلوان الثانوية، ثم مساعد مدير لمدرسة ابن خلدون الابتدائية، وحصل على منصب مدير مدرسة الخان الابتدائية عام 1994، وفي عام 2003 طلب الزعابي نقله من التعليم العام إلى تعليم الكبار، وذلك رغبة منه بالتواصل مع الشباب والكبار ولا يزال في منصبه حتى اليوم، وهو خريج في جامعة الإمارات عام 1983، وحاصل على بكالوريوس علم اجتماع خدمة المجتمع. أسرة كبيرة يتحدث الزعابي عن الاستعداد قديما للمدرسة، مسترجعا ذكريات يصعب نسيانها. ويقول «كنا نستعد للعودة للمدارس بحب ولهفة، مشيرا إلى أن التسرب من المدرسة كان قليلا جدا لأن المدرسة كانت محببة لهم وفيها يعيشون أجمل الساعات، ولم تكن هناك ضغوط بالنسبة للنشاطات ولا طول وقت، حيث يخرج الصغار مع أذان الظهر ويكون الجميع في البيوت عند الثانية على أبعد تقدير. وأضاف «الأهالي كانوا أسرة كبيرة تراقب كل طالب في عمر المدرسة، وعليه أن يكون في المدرسة ولذلك يعاد لأسرته أو إلى المدرسة». حول تكاليف الاحتياجات المدرسية من قرطاسية وملابس، يوضح الزعابي «كان يتم توفيره، في البداية من مكتب المعارف الكويتية، ومع قيام الاتحاد كانت الدولة توفر لنا كل شيء، وكنا نخرج في جماعات مشيا، وتلك كانت من أجمل لحظات العودة للمدرسة، حيث تتلون الأرض بالطلاب والطالبات وأولياء الأمور، وحتى عندما دخل نظام التوصيل بالحافلة، لم يكن هناك زحام فالمدارس كانت قليلة». ويؤكد أن الأسر كانت تبتهج بالعودة إلى المدارس وكأنهم يستقبلون العيد، مضيفا «عندما فتح أول متجر لبيع القرطاسية لصاحبه سلطان حميد رحمة الله عليه، كان الأهالي يقبلون عليه بشدة في شهر أغسطس قبيل أن تفتح المدرسة أبوابها، حيث يذهب الأهالي مع أبنائهم لشراء المساطر والمحايات والبرايات، كما كنا نشتري منه في الصيف القصص والمجلات، ونتباهى بألوان تلك المشتريات في المدرسة». مذاق آخر استثمرت شيخة السبوسي ثلاثين عاما من عمرها في التعليم، فهي مربية أجيال وعضو عزز قدرات المعلمات، وقد تدرجت على سلم التربية والتعليم من معلمة إلى مديرة مدرسة، وهي تعمل الآن مديرة في مدرسة خاصة بالتشارك. وعن العودة للمدارس، تقول «في الستينيات كل ما نحتاجه من ملبس ومستلزمات دراسية كان يأتي من دولة الكويت الحبيبة، فقط كنا نشتري الحقيبة وكان كل شيء رائعا على رغم بساطته، وكان لدينا استعدادات على الفطرة بلا غلو وهناك مذاق آخر عجيب هو طعم الفرحة بالعودة، وكانت فرحة حقيقية لأن المدرسة في ذلك الوقت عالمنا الذي يوفر لنا كل شيء من دون أن نشكو من ضغوط، فلا ضغوط علينا ولا على الأسرة»، مضيفة «كانت الفرحة تسبق خطواتنا وربما يكون ذلك لبساطة الحياة ولعدم التكلف، ونستعد نفسيا للقاء الزميلات، ونترقب رؤية المعلمة ونتساءل من تكون في هذا العام، وكانت كل معلمة وافدة هي بمثابة الأم، حيث كن يعطين لنا من وقتهن الكثير في الجوانب التربوية». وتتابع «كنا كأسراب الفراشات البيضاء النقية المندفعات بتلك الابتسامة، فذلك اليوم هو بداية جديدة لعام جديد سيضيف الكثير إلى حياتنا، ورغم أن غالب الأسر لم يكن فيها أولياء أمور متعلمون، إلا أنهم كانوا يدركون تماما ماذا يعني التعليم، وما زلت أذكر ونحن نتجه في ذلك الصباح إلى بداية السكة المتجهة إلى شارع العروبة ونمر بفريج المحكمة، سيرا على الأقدام، وعندما حصلنا على أول حافلة كانت تقف في مكان في بداية الطريق، لأن السكة كانت ضيقة ولا تمكن الحافلة من الدخول». وتمضي «اليوم هناك عودة للمدارس هي هذه الأيام حيث يستعد الجميع، ولكنه استعداد مختلف تماما، من حيث تمازج الثقافات والتطور الحتمي والطفرة الافتصادية والمعلوماتية، ومن وجهة نظري يعتمد الاستعداد من بعض الأطراف على الفكر الخاص بالأسرة، ومنها تأخر بعض الأسر المسافرة في الخارج هربا من الطقس الحار في الدولة، والبعض يؤجل الاستعداد لحين العودة وهو من ذلك الفكر الذي أشرت من حيث الاختلاف، لأنه لابد من وجهة نظري من الالتزام ومعرفة مدى أهمية مفهوم العودة للمدارس في وقت مناسب، وهذا يعد من الفكر الراقي والحضاري، وهو مهم جدا لبدء عام جديد». تغير كبير على المشهد علمت الدكتورة نورة المدفع، نائب رئيس مفوضية مرشدات الشارقة، عام 1985 على إنجاز رسالة الماجستير في ثلاث سنوات، ولذلك ربحت عاما كاملا، وخلال تلك السنة عندما عادت إلى الإمارات وبقيت في وزارة التربية والتعليم العالي، ثم تم تحويلها إلى معيدة، فتفرغت لتحضير أطروحة الدكتوراه في تعليم الكبار، حيث كانت متأثرة بالتسرب الذي كان يحدث نتيجة تعرض الكبار لضغوط كثيرة، ومنها أن الفصول لم تكن مهيأة وحتى طريقة التعليم لم تكن مناسبة لتلك المرحلة من التعليم. وعملت المدفع ثلاث سنوات في الانتساب الموجه، الذي كان له مكاتب في إمارات عدة، من أجل تسهيل عملية إكمال التعليم الجامعي، لمن لا تسمح ظروفهم بالتفرغ للتعليم الجامعي في جامعة العين، وفي عام 1988 انتدبت كمشرفة أكاديمية للطلبة والطالبات من جامعة الإمارات إلى جمهورية مصر العربية، وكانت مهمتها الإشراف الأكاديمي وكانت حلقة الوصل بين الطلبة وبين جامعة الإمارات. عن ذكريات العودة إلى المدارس، تقول المدفع «حصل تغير كبير في شكل العودة للمدارس، وربما يعتقد كثيرون أننا نبالغ، ولكن كل الخطط لم تستطع أن تعيد ذلك الألق وتلك البهجة وتلك الراحة والسلاسة في المناهج وفي الوقت الذي تستغرقه»، مشيرة إلى أن الأسرة في المنزل يكون لديها استعداد نفسي ينعكس تلقائيا على الطلاب، منتقدة الكثير من الملهيات ووسائل الترفيه، التي شتت تركيز الطلبة فلم تعد المدرسة تلك النقطة المضيئة كما كانت سابقا. وتوضح «اليوم الطالب مثقل واليوم الدراسي طويل وكل معلم لديه قائمة بالخطط المتعلقة بالمشاريع التي يجب أن ينفذها لأجل أن يستوعب الطالب المنهج، ولذلك أعتقد أن هذين الأمرين من أشد ما يمكن أن يمحو الشعور بالبهجة، خاصة لمن هو في العام الثاني وما فوق، ولذلك ليست العودة للمدارس اليوم نفسيا ومعنويا كما كانت، ولكنها اليوم عودة خاصة مع أجهزة حديثة وملابس جديدة، ولهذا أوجه رجاء للمسؤولين في إدارة التعليم والمجالس التعليمية في الحكومات المحلية، بتخفيف العبء عن الطلبة واختصار اليوم الدراسي، لأن الأسرة تضررت كثيرا من طول اليوم الدراسي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©