الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العودة إلى مقاعد الدراسة.. مهمة محفوفة بالمتاعب

العودة إلى مقاعد الدراسة.. مهمة محفوفة بالمتاعب
27 أغسطس 2014 11:52
في هذه الأيَّام تعد الأسر عدتها لكي تضع نظامها الصارم أو الدقيق حتى يعود الأبناء لمدارسهم، وهم في حالة معنوية جيدة تسمح لهم باستعادة صفاء عقولهم لاستقبال العام الدراسي الجديد بنوع من التفاؤل ومن ثم التعاون المثمر مع المعلمين داخل الفصول، ومع الآباء في المنازل، بحثاً عن التحصيل الدراسي الذي يتيح في نهاية الأمر التفوق العلمي المأمول، لكن على الرغم من الإغراء الذي يقدمه الآباء للأبناء والمتمثل في شراء الأدوات المدرسية غالية الثمن، والأدوات المطلوبة من العلامات المسجلة المعروفة، وشراء الملابس الأنيقة، إلا أن ضبط الساعة البيولوجية للأبناء أمر يحتاج إلى تدريب حتى تكون العودة للمدارس مكللة بالنجاح. مهمة صعبة حول العقبات التي تواجه الكثير من الأسر قبل بداية العام الدراسي ومن ثم كيفية تلافيها، تقول الاستشارية الأسرية الدكتورة أمينة الماجد «تظل العطلة الصيفية الباعث الذي يجدد إيقاع طلاب المدارس، ويملأ حياتهم بالبهجة والنشاط، فلا يختلف أحد على أن هذه الإجازة مهمة جداً في تنشيط مخيلة الأبناء ومدهم بالثقة اللازمة لاكتشاف أنفسهم مرة أخرى، خصوصاً أن الكثير من العائلات تستثمرها في السفر إلى الخارج أو عبر السياحة الداخلية، ومن ثم الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية في الكثير من الأماكن المخصصة إلى ذلك في مدن الترفيه الكبرى، أو على الشواطئ التي تتمتع بها الدولة، مشيرة إلى أنه من الأشياء التي تعيق انتقال الأبناء بسلاسة إلى العملية التعليمية بعد فترة من الاسترخاء والاستمتاع بكل ألوان المرح والترفيه هو أن العديد من أولياء الأمور يكاد يجهلون قيمة الإجازة الصيفية في مزجها بالمعرفة، وتلوين ديناميكيتها بالقراءة، وصقل المواهب حتى لا يكون الكتاب بعيداً عن الأولاد حتى في هذه الفترة، التي تعمد فيها هذه الفئة إلى تغيير الأجواء والبحث عن مواطن اللعب التي تثري المخيلة وتنشط البدن». حقوق مشروعة ترى الماجد أنه من الأّهمية بمكان أن تعوِّد الأسر أبناءها على المطالعة في الأسبوعين الأخيرين من العطلة المدرسية عبر اصطحابهم إلى مكتبة يسيرة تتنوع فيها المؤلفات ما بين القصص المشوقة والكتب الخفيفة التي لا يجد الأبناء صعوبة في فهمها، ومن ثم الإقبال عليها ومحاولة استكشاف عوالمها الثرية، ما يحقق بالفعل نفعاً كبيراً لهذه الفئة ويكسر حواجز الاقتراب من الكتب حتى لا يجد الطالب نفسه مجدداً قد انتقل من مرحلة تعوَّد عليها، وأصبح أسيراً لمرحلة يظن في نفسه أنها مرة وصعبة تستلب منه بعض الحقوق المشروعة المتمثلة في الترفيه. وتذكر الماجد أن النوم في ساعات متأخرة من الليل هو دأب الأبناء في الإجازة الصيفية، ما يعني أن الطلب عندما يظل متأقلماً مع هذه الوضعية، فإنه عندما ندعوه للاستيقاظ في وقت مبكراً فلن يكون مزاجه النفسي معتدلاً وسيذهب إلى المدرسة وهو فاقد التركيز وغير قادر على التحصيل العلمي، لذا فمن الضروري أن تستعيد الأسرة منظومة النوم مبكراً على الأقل قبل انقضاء الإجازة بأسبوع واحد حتى يشعر الأبناء بأنهم عادوا تدريجياً إلى النوم بشكل طبيعي. تهيئة نفسية وتبين الماجد أن هُناك عقبات تواجه الكثير من الأسر مع بداية الدراسة ومنها ما يتعلق بالتهيئة النفسية والاجتماعية، بحيث يجب أن يقوم أولياء الأمور ببث روح الثقة في الأبناء من جديد، وتحفيزهم بأقصى سرعة إلى العودة للمدارس بروح مفعمة بالنشاط متخلصة تماماً من الكسل، عبر الجلسات العائلية الحميمية والوعود الجادة من قبل الآباء والأمهات بمكافأة المتفوق وتقديره مادياً وروحياً، بالإضافة إلى محاولة عمل جدول يتزامن مع بدء الدراسة يدمج الطلاب وحلقات تعليمية مبسطة بهدف تنشيط الذاكرة وتحفيزها نحو العلم، ما يأتي بثماره في نهاية هذه العطلة لتكون العودة للمدارس عودة مفيدة وتلقائية. ولا تخفي فاطمة الحوسني أنها تحاول جاهدة هذه الأيام أن تزيل حدة المخاوف التي تنتاب أولادها الثلاثة، خصوصاً مع اقتراب العام الدراسي الجديد. وتقول «سمعتُ أكثر من مرة أولادي يتحدثون فيما بينهم عن أنهم في حالة من الضجر بسبب العودة للمدرسة ومن ثم الاستسلام التام للفروض المدرسية والاستيقاظ مبكراً، وإنفاق الوقت في المطالعة والتحصيل العلمي، بعد أن اعتادوا على صحبة الآيباد والسهر حتى ساعات طويلة متأخرة من الليل وهو ما دفعني إلى عقد جلسة عائلية معهم من أجل رفع الروح المعنوية لديهم ومن ثم تحفيزهم من جديد إلى المدرسة، فضلاً عن أنني قدمت لهم وعوداً كبيرة بمنح جوائز قيمة لمن يبدي استعداده للانضباط في الأسبوعين الأولين من المدرسة، وهو ما جعلهم يشعرون بأنهم من الممكن أن يتخلوا عن تلك المخاوف ويقبلوا على دراستهم بنفوس راضية». من بين الذين يشعرون بأن مهمة تأهيل الأبناء للعودة إلى المدارس مجدداً صعبة جداً، عامر المناعي، الذي لديه أربعة أبناء في أعمار مختلفة. ويذكر أنه منذ سنوات وهو يجد نفسه مرة أخرى أمام واقع مزعج وهو العودة إلى المدارس، إذ إنه يرى أن تعديل نمط حياة الأبناء في نهاية الإجارة الصيفية يحتاج إلى جهد جهيد لذا فإنه قرر أن يستعين بأحد مراكز التوجيه الأسري طلباً للمساعدة، خصوصاً أن هذه المراكز من وجهة نظره تعتمد أساليب تربوية عالية، مشيرا إلى أنه لم يزل يطبق البرنامج الذي حصل عليه من أحد هذه المراكز. نمط حياة تعترف خولة الهاجري بأنها لم تزل تروض طفلها الذي يبلغ من العمر 13 عاماً، فهو يرفض الاستيقاظ مبكراً في هذه الأيَّام التي تسبق بدء العام الدراسي الجديد. وتلفت إلى أنها تحاول أن تبعده من جهاز الآيباد، لكنه ملتصق به ويقضي ساعات طويلة يمارس ألعابه المحببة، ورغم أن والده هدده بالحرمان منه إذا استمر على هذه الحالة. وتؤكد الهاجري أنها لا تريد أن تتبع مع طفلها أسلوب العنف، خصوصاً أنها جربت سياسة العقاب معه في أوقات مضت، لكنها لم تأت بنتائج إيجابية ولاحظت أن عدوانية طفلها تزيد كلما عاقبته بالضرب أو الحرمان. وتسعى الهاجري إلى أن يعود طفلها إلى المدرسة بصورة يسيرة ولم تزل تحاول أن تغير نمط حياته الذي اعتاد عليه طوال العطلة الصيفية. طفلة متفوقة اعتادت الطفلة إيمان 13 عاماً أن تقضي الإجازة الصيفية في اللعب المستمر وهو ما يعني أنها بالنسبة لها فرصة لتغيير إيقاع حياتها. وتؤكد أنها تجد الصعوبة في النوم مبكراً، خصوصاً أن أسرتها منحتها فرصة السهر، ومن ثم ممارسة الألعاب التي تحبها ومشاهدة برامج الأطفال عبر القنوات المخصصة لهذا الغرض. وتقول إيمان «أحاول في هذه الأيام التي تسبق بداية العام الدراسي أن أنام مبكراً، لكنني أجد صعوبة في ذلك خصوصاً وأنني من المتفوقات في المدرسة»، مشيرة إلى أنها تستعد للعودة إلى مقاعد الدراسة من خلال الحوافز المعنوية والمادية التي تتلقاها دائما من والدتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©