كيشيكيتنج (الصين) (أ ف ب) - تنطلق الطائرة اليدوية التي صنعها وانج كيانج في السهوب الصينية بصوتها المدوي نحو السماء الزرقاء للقيام برحلة من الرحلات الخاصة النادرة التي تجيزها الصين.
وانغ هو مصفف شعر قبل أن يكون ربانا، وهو يمضي أيامه في صالونه في محافظة جيجيانج الشرقية.
أما في المساء، فيعتني بطائرته الصغيرة التي تتسع لراكب واحد والمزودة بمقصورة من الفولاذ غير القابل للتأكسد وبعجلات مأخوذة من كرسي مدولب ومقعد رياضي.
احتاج وانج إلى ثمانية أشهر ليصنع هذه الطائرة التي بلغت ميزانيتها 30 ألف يوان (3700 يورو) والتي يمكنها أن تحلق على ارتفاع 350 متراً وبسرعة 90 كيلومتراً في الساعة.
ويقول وانغ الذي أمضى طفولته في زراعة الذرة ونشر السماد في حقول الحبوب التي تملكها عائلته “في الأرياف، يلعب السكان الورق بعد العمل. أما أنا فأحب الطيران”.
ووانج هو واحد من نحو ألفي صيني يملكون طائرة خاصة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، اجتمع بعضهم في كيشيكيتنج في منطقة منغوليا الصينية حول عشرين طائرة تقريبا، من بينها طائرات خفيفة الوزن، وتمكنوا من مشاهدة الأكواخ التقليدية من فوق، بالإضافة إلى تلال هذه المنطقة الريفية غير المكتظة بالسكان.
وكان هذا الاجتماع المستوحى من الاجتماعات التي تنظم في الولايات المتحدة ويشارك فيها آلاف هواة الطيران، الأول من نوعه في الصين. فقد منعت السلطات اجتماعا مماثلا سنة 2011.
ولا تزال الصين تتردد في السماح بالرحلات الجوية الخاصة، مع أن أصحاب الملايين المحليين ومصنعي الطائرات الأجانب يتوقعون ازدهار القطاع بسرعة. وتضم البلاد عددا صغيرا من الطائرات الخفيفة والمروحيات، مقارنة بمساحتها الشاسعة واقتصادها المزدهر.
ويعود السبب إلى أن المجال الجوي لا يزال يخضع لسيطرة العسكريين، وتخفيف القيود المفروضة على جيش التحرير الشعبي لا يتقدم بالسرعة المرجوة.
ويقول زانج فنج، منظم اجتماع كيشيكيتنج، “نحن متأخرون جدا عن الولايات المتحدة. نأمل أن يسهم هذا الحدث في تعزيز فتح المجال الجوي الصيني”.
ويعرب سائق طائرات حربية متقاعد يدعى دينج لين عن تفاؤله، قائلا “بعد عشر سنوات، سنجد السماء مليئة بالطائرات”.
ونظرا إلى صعوبة الحصول على إذن من السلطات للقيام برحلات خاصة، يقوم بعض الهواة بالطيران في السر، وهو نشاط يعرف في الصين ب”الرحلات السوداء”.
ويقول زانج “ما من خيار آخر في معظم الأحيان”.
ويعيش غالبية رفاقه في الطيران حياة ميسورة، وهم قادرون على تكبد كلفة التدريب للحصول على شهادة في الطيران، إلى جانب رخصة الطيران، أي ما يعادل 200 ألف يوان تقريبا (25 ألف يورو).
واستوحى مصفف الشعر وانج كيانج طائرته من الطائرات التي صنعها فنج رو وهو مهاجر سافر إلى الولايات المتحدة واصبح سنة 1909 الصيني الأول الذي يبني طائرة.
توفي فنج سنة 1912 إثر تحطم طائرته أثناء عرض جوي، بعد عودته إلى الصين بدعوة من القائد الثوري سون يات-سن.
عدد اليوم
