الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعتدلون الأميركيون... الخاسر الأكبر في الانتخابات «النصفية»

المعتدلون الأميركيون... الخاسر الأكبر في الانتخابات «النصفية»
5 نوفمبر 2010 22:14
كانت مفاجأة كبيرة أن يتقلص المركز السياسي -حيث يوجد الناخبون المتأرجحون وتجرى معهم التنازلات- إلى هذا الحد في المشهد السياسي بواشنطن. فقد كانت هناك الكلمات الطيبة المألوفة، بينما طالت أغصان الزيتون نوعاً ما يوم الأربعاء الماضي. ولكن لا شيء بالطبع يستطيع إخفاء الخلافات الجوهرية بين الحزبين الرئيسيين حول كل القضايا التي يواجهها الكونجرس تقريباً. وربما حدث تغير في تركيبة عضوية مجلسي الشيوخ والنواب، بيد أن واشنطن ظلت بعيدة عن التغيير. وربما تكون واشنطن أشد استقطاباً سياسياً من أي وقت مضى. وهذا ما يجعل من الصعب جداً تحقيق أي إنجاز كبير ذي معنى بين الوقت الحالي والفترة المتبقية حتى موعد الانتخابات الرئاسية في شهر نوفمبر من عام 2012. ولعل أوضح المؤشرات على اتساع الهوة الحزبية، اجتماع ما يسمى بـ "البلو دوج" يوم الثلاثاء الماضي، وهي مجموعة معتدلة من "المحافظين" و"الديمقراطيين" حثت الحزب "الديمقراطي" على تبني أجندة أكثر تصالحاً مع الاستثمار وأكثر محافظة في السياسات المالية. ومن المتوقع أن يعود عدد أقل من 54 من أعضائها الحاليين إلى الكونجرس بعد الإطاحة بالأعضاء الحاليين في كل من بنسلفانيا وأوهايو، وإثر تراجع نفوذ الحزب "الديمقراطي" إلى مجرد جيوب صغيرة محدودة في عمق الولايات الجنوبية. ومن المرجح أن يدفع غياب هؤلاء، الأعضاء "الديمقراطيين" الذين حافظوا على مقاعدهم في مجلس النواب إلى تبني أجندة ومواقف أكثر يسارية. أما في الجانب "الجمهوري"، فإن فوز عشرات "المحافظين" المدعومين بحركة "حفلة الشاي"، يعني أن الأغلبية التي حققها الحزب "الجمهوري" في مجلس النواب سوف تكون أشد محافظة وميلاً للمواجهة من تلك التيارات التي صعدت مواجهتها مع أوباما خلال العامين الماضيين. ودعا هؤلاء المشرعين "المحافظين" الذين انتخبوا للتو، وتخطط مجموعات الناشطين لمراقبة مستوى أدائهم التشريعي، إلى إجراء تغييرات كارثية جوهرية، بما فيها إلغاء وزارة التعليم، وخصخصة بعض خدمات الضمان الاجتماعي، بينما بدأت عملياً خطوات إبطال قانون إصلاح الرعاية الصحية الذي شرعته إدارة أوباما. ومن المرجح أن تقع المهام والمسؤوليات الأشد صعوبة على المشرع "الجمهوري" جون إي. بويهنر -بعد كتب الرئاسي بالطبع- وهو قائد "جمهوري" يتوقع توليه لمنصب رئيس مجلس النواب قريباً. ويتعين عليه تبني أجندة متوازنة قادرة على تلبية ناشطي حركة "حفل الشاي" المتحمسين، ولا تثير فزع القاعدة العريضة من الناخبين المستقلين سياسياً والمتحررين من الانتماءات الأيديولوجية إلى حد كبير. فهذه القاعدة هي التي حققت للحزب "الجمهوري" فوزه الكبير يوم الثلاثاء الماضي. وهذه الأجندة السياسية المتوازنة هي ما عجز عن تبنيها "نويت جنجريتش"، الذي عين رئيساً لمجلس النواب عقب الفوز الساحق الذي حققه الحزب "الجمهوري" في انتخابات عام 1994. فقد فشل "جنجريتش" في الحفاظ على التوازن السياسي المطلوب لدى قيادته حينئذ لمجموعات حزبية شديدة الحماس لانتمائها الحزبي وأجندتها السياسية. وأظهرت استطلاعات الرأي المكثفة التي أجريت يوم الثلاثاء الماضي -بما فيها إجراء آلاف المقابلات الشخصية مع الناخبين- أن كلا الحزبين لا يفوزان برضا الجمهور العام. غير أن هذه الآراء لم تثن قادة كلا الحزبين عن زعم أنهم يتحدثون بصوت الأغلبية الأميركية. وهذا ما أكدته جيني بيث مارتن -المنسقة القومية لوطنيي حركة حفلات الشاي – وهي شبكة إلكترونية للمحافظين. ويبدو أن "مارتن" كانت تتحدث باسم الكثيرين عندما اقترحت أن المساومة حل لا بأس به ولكن بشرط أن يساوم الآخرون أيضاً. وجاء على حد قولها: "نحن نأمل في أن يتعاون مجلسا الشيوخ والنواب معاً، بدلاً من أن يتصارعا ويعرقلا عمل بعضهما، من أجل إيجاد وسيلة ما لإصدار تشريعات تعيد لأميركا مسؤولية تعاملها المالي، وأن يتحرك الجانب الآخر من الكونجرس نحو المركز السياسي الذي نمثله نحن". وهذا ما وافق عليه "بويهنر" و"هاري ريد"، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ -من ولاية نيفادا- بتأكيدهما على أهمية المساومة وتقديم التنازلات من أجل تعاون المجلسين معاً. ومع ذلك، فإن من المتوقع أن تبدأ صراعات هذين الزعيمين داخل الكونجرس، وأن تتصاعد المواجهات بينهما كل يوم قريباً. فمن جانبه قال "بويهنر": نأمل الآن أن يحترم أوباما إرادة الشعب، وأن يبدأ بتغيير مساره وأن يلتزم بإجراء التغييرات التي يطالب بها المواطنون. ونحن على استعداد للعمل والتعاون معه، بقدر ما يبدي من استعداد ورغبة في إجراء هذه التغييرات. أما "ريد" -الذي أعيد انتخابه للتو بولاية نيفادا- فكان من رأيه: (لقد انتهى زمن الانتماء السياسي الآن. وعلى "الجمهوريين" أن يتحملوا مسؤوليتهم إزاء تقديم حلول ثنائية حزبية للتحديات التي نواجهها بكل ما يلزم ذلك من جدية ومسؤولية. وإذا ما واصل "الجمهوريون" معارضتهم لكل ما يقترحه "الديمقراطيون"، فإنه ليس في وسع هذه المعارضة المتعنتة أن تخلق المزيد من الوظائف، ولا تقديم الدعم اللازم لأفراد الطبقة الوسطى، ولا المساهمة في تعزيز اقتصادنا القومي). لكن وعلى رغم هذه التصريحات المشجعة من قادة كلا الحزبين، فليس هناك ما يطمئن على أن الفترة المقبلة سوف تشهد تراجعاً في التناحر الحزبي بين "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"، ولا تعاوناً ثنائياً حزبياً فعلياً بينهما. وعلى رغم إعراب الناخبين عن كراهيتهم للتناحر الحزبي، فإنهم يكرهون في الوقت ذاته حزمة التشريعات التي أصدرتها إدارة أوباما، إلى جانب كراهيتهم لهيمنة "الديمقراطيين" على مجلسي الشيوخ والنواب. ومن رأي "جيف جارين" -استراتيجي سياسي ديمقراطي عريق- أنه إذا كان على المرء أن يراهن على ما يمكن أن تنجزه واشنطن خلال الفترة القليلة المقبلة، فإن عليه أن يراهن على مستوى أدنى وأقل من الإنجازات. مارك زي. باراباك وكاثلين هينسي محللان سياسيان أميركيان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©