السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صورة نيوزيلندا «النظيفة» على المحك بعد فضيحة الألبان الملوثة

صورة نيوزيلندا «النظيفة» على المحك بعد فضيحة الألبان الملوثة
6 أغسطس 2013 21:05
تسوق نيوزيلندا نفسها للعالم تحت شعار “نقي 100%” لكن مؤهلاتها البيئية ليست خالية من العيوب كما يظن كثيرون. فغالبية الأنهار ملوثة لدرجة انها لا تصلح للسباحة وسجلها في مجال الحفاظ على البيئات الطبيعية من بين أسوأ السجلات في العالم على أساس متوسط نصيب الفرد من الدخل. ونيوزيلندا هي الدولة الوحيدة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي لا تصدر تقريرا وطنيا منتظما عن البيئة. وأدى اكتشاف شركة فونتيرا النيوزيلندية أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم لبكتيريا قد تسبب تسمما غذائيا قاتلا في مكونات باعتها لثماني دول إلى كشف ضعف نيوزيلندا في مجال سلامة الأغذية وهشاشة الصورة النظيفة والخضراء التي يقوم عليها اقتصادها الذي يعتمد على الزراعة والسياحة. وتلقى الصادرات الزراعية بما في ذلك منتجات الألبان واللحوم والفاكهة والنبيذ رواجا دوليا بفضل سمعة نيوزيلندا كبلد منتج للأغذية الآمنة والطبيعية العالية الجودة. وقال جيل برينسدون خبير العلامات التجارية في وكالة راديشن للعلامة التجارية في أوكلاند “إن آجلا أو عاجلا كان سرنا الصغير القذر سينكشف”. وأضاف “فونتيرا أكبر مصدر لدينا وتتداخل صورتها تماما مع صورة نيوزيلندا وهي أيضا أكبر مساهم في علامة (نقي 100 بالمئة) التجارية. عندما تخرج بشيء على انه نقي 100% عليك أن تكون نقيا 100% ولقد أثبتنا أننا لسنا كذلك”. والقطاع الأولي في نيوزيلندا -الذي يشمل صيد الأسماك والغابات ويمثل حوالي 60% من الصادرات و18% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد البالغ 160 مليار دولار- من بين أعلى النسب في العالم المتقدم. وتشكل السياحة حوالي 10% الناتج المحلي الإجمالي. وعادة ما تسوق البلاد نفسها دوليا بشعار “نقي 100%” في الإعلانات المطبوعة والتليفزيونية وتجتذب ملايين الزوار كل عام لزيارة المتنزهات الوطنية والشواطئ والبحيرات لكن هذا التسويق للبلاد يغفل جانبا مظلما للمؤهلات البيئية في البلاد. وتقول وزارة البيئة إن أكثر من 60% من مياه أنهار نيوزيلندا “سيئة” أو “سيئة للغاية” وغير آمنة للسباحة بسبب التلوث. وتمثل مزارع إنتاج الألبان سببا رئيسيا من أسباب سوء نوعية مياه الأنهار بسبب الأسمدة ومياه الصرف. وعلى عكس العديد من البلدان الأخرى تجري تربية الأبقار في نيوزيلندا على مراعي الأعشاب على مدار العام وهذا سبب رئيسي في تجارة سنوية لمنتجات ألبان بتسعة مليارات دولار. وقال مايك جوي خبير البيئة في جامعة ماسي “لأننا نفتقر إلى تنظيم فضلات المزارع منذ 20 عاما لذلك يفعل المزارعون ما في وسعهم لإنتاج المزيد من الحليب وهو ما يعني وضع المزيد من الأبقار في المراعي”. إلى ذلك، هاجمت الحكومة النيوزيلندية والمزارعون وأجهزه الرقابة المالية معالجة شركة فونتيرا أكبر مصدر لمنتجات الألبان في العالم لفضيحة تلوث الغذاء التي أدت لسحب منتجاتها وأثارت رعب آباء وأمهات من الصين إلى السعودية. وأرسلت الحكومة مسؤولين لمقر فونتيرا لضمان توجيه رسالة أكثر وضوحا واستعادة الثقة الدولية بعد أن وجهت انتقادات لأكبر شركة في نيوزيلندا لاحجامها عن إعلان أنها التي باعت بروتين مصل حليب يحتوي على بكتيريا قد تسبب تسمما غذائيا. وقال جاري رومانو مدير منتجات الألبان النيوزيلندية في فونتيرا “سنجري تحقيقا داخليا كما سيكون هناك تدقيق خارجي ايضا.” وطالب اتحاد لمنتجي الألبان بكشف تفاصيل التلوث لأهالي الأطفال وقال رئيس الاتحاد ويل ليفرينك في بيان إن الوقت غير ملائم الآن لتحديد الشخص المسؤول أو تحديد الأسباب والمكان والتوقيت. وأضاف “في هذه اللحظة من حق العملاء هنا وفي الخارج ان نطلعهم على الحقائق وليس التكهنات”. وأبدت هيئة الأسواق المالية في نيوزيلندا قلقها من طول المدة التي استغرقها كشف فونتيرا عن قضية التلوث. وقالت الشركة إنها أكدت في 31 يوليو أن سبب التلوث أنبوب غير نظيف بأحد المصانع في نيوزيلندا ثم أصدرت بيانا يوم السبت بعد ثلاثة أيام ثم إشعارا للمستثمرين أمس الأول. ولم ترد أنباء عن أي حالات مرضية بسبب المنتجات. وقال وزير المالية بيل انجليش إن الاقتصاد لن يتأثر على الأرجح بسبب مشكلة فونتيرا إلا أن سمعة البلاد قد تتأثر بعض الشيء على المدى الطويل. وقال انجليش ردا على سؤال في البرلمان “التأثير الاقتصادي لكمية المنتجات التي تشملها القيود محدود جدا لدرجة انه لن يكون له تأثير ملحوظ على الناتج المحلي الإجمالي.
المصدر: ولنجتون، سيدني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©