الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفاتيح كلام

مفاتيح كلام
5 نوفمبر 2010 21:36
(1) أعشق الذاكرة الشعبية وأحترم سطوتها على اللغة وأساليب الحياة ومصطلحاتها، وأجد نفسي منساقا في البحث عن أصول بعض العبارات ومفاتيح الكلام التي نستخدمها دوما، دون أن نفكر في مكان نشأتها وترعرعها، وقد وجدت هذا الأسبوع حكاية تتحدث عن أصل عبارة (فيها أنّ).....ما أصل هذه العبارة، التي توحي بأنك تعرف معلومات خطيرة تجعلك تشكك بما هو معروف وعادي وطبيعي؟ يُقال إن أصلها يرجع إلى رواية مصدرها مدينة حلب، حينما هرب رجل أسمه علي بن منقذ من المدينة خشي أن يبطش به حاكمها محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى إبن منقذ رسالة يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن الكاتب شعر بأن حاكم حلب ينوي الشر بإبن منقذ فكتب له رسالة عادية جدا. ولكنه أورد في نهايتها «إنّ شاء الله تعالى» بتشديد النون، فأدرك إبن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، وذكره بقول الله تعالى: «إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ». فرد على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة: «إنّا الخادم المقر بالأنعام». ففطن الكاتب إلى أن إبن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى: «إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا»، وعلم أن إبن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس. من هنا صار استعمال (إنَّ) المشددة دلالة على الشك وسوء النية!! (2) عبارة أخرى يبدو أننا استوردناها من بلاد الفرنجة لكننا صرنا نستخدمها أكثر منهم لنوهم أنفسنا أننا حضاريون عال العال... وهي عبارة LAEDIES FIRST التي نترجمها بالعربي الى (النساء أولا)، . كنت اعتقد أنها محاولة لاسترضاء النساء ورشوتهن للسكوت على الظلم والإجحاف الذي يمارسه الرجل ضدهن، لكني اكتشفت أن الموضوع غير ذلك..اذا صدقت الحكاية: «في إحدى مقاطعات إيطاليا وقع شاب في حب فتاة من أسرة، أقل منه في المستوى الطبقي والمعيشي، وقد اتفق الاثنان على الزواج ولكن الشاب، لقي معارضة من قبل أسرته. كبرت الضغوط على الشاب، وعلى الفتاة أيضا، وقررا أن لا يفرقهما إلا الموت... وبالفعل، بعد أن كثرت الضغــوط قـررا الانتحار وتوجها معا الى صخرة عالية جداً ومطلة، وقررا ألا يفترقا حتى بالموت. على البحر قررت الفتاه القفز أولاً، ولكن الشاب منعها من القفز، بحجة أنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه، واتفقا على أن يقفز الشاب أولاً، وبالفعل قفز الشاب وسقط ومات. عندما رأت الفتاه هذا المنظر عدلت عن مرافقته في رحلة الموت هذه، ورجعت إلى البلدة وتزوجت شخصاً آخر. وعندما علم أهل القرية بذلك قرروا، أن تكون النساء أول من يقمن بالأعمال، وأن يتم تقديمهن في كل الأشياء، حتى يكن أول الفاعلات. (3) أما قصة المثل الشعبي الشامي : «الي بدري بدري واللي ما بدري بقول كف عدس»، بمعنى الذي لا يعلم بالحكاية يعتقد أنها من أجل حفنة من العدس، فيعود أصله الى رجل يعود ليلا الى بيدر العدس في الخلاء، حيث ترك عنده زوجته، فيجد عندها رجلا، فيلحقه وهو يصرخ، وقد استهجن الناس هذا الانفعال من هذا الرجل، واعتقدوا انه يبالغ، في اللحاق بالرجل الذي لا يمكن أن يسرق اكثر من ملء الكف من العدس.. لأنهم لا يعلمون أنه يلحقه لأنه وجده عند زوجته وليس من أجل كف العدس.. لذلك قال الرجل عندما لاموه: (اللي بدري بدري.. واللي ما بدري.......)!! ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©