الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطباعة الأُحادية .. فن يمزج بين الرسم والطبع ويحبب الفنون إلى القلوب

الطباعة الأُحادية .. فن يمزج بين الرسم والطبع ويحبب الفنون إلى القلوب
5 نوفمبر 2010 21:34
ضمن فعاليات فن أبوظبي 2010، نظمت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وشركة التطوير الاستثماري والسياحي ورشة عمل لفن الطباعة الأُحادية شارك فيها جمهور من مشارب وجنسيات مختلفة وفئات عمرية متباينة. إذ حضر الآباء والأمهات، الأطفال والشباب، البنون والبنات للتعرف على هذا الفن الحديث الذي يمزج بين تقنية الطباعة الأحادية والرسم. أول ما يُلفت الانتباه هو الجو العائلي للملتفين على طاولات استوديو التصميم بفندق قصر الإمارات، إذ تجد الأم والأب وأطفالهما، وتجد الأخ وأخته، والطفلة ومُربيتها، والشاب وصديقه، الكل يتحدث لغةً واحدةً هي لغة الفرشاة والألوان ويستغرق في هدوء سُريالي لا يقطعه إلا همسات هنا وهناك تصدر من المشرفين على الورشة على شكل توجيه أو إرشاد مغلف بابتسامات ترحاب، أو استفسار من طفل هناك أو أم هنالك، الكل التحم مع ما يرسم فلم يعد يحرك إلا أنامل أصابعه وعينيه. رسم ومسح وطبع جيمس ماثيو من شركة التطوير الاستثماري والسياحي كان من بين المشرفين على هذه الورشة. قال إن كراسي الاستوديو لم تستوعب عدد المشاركين، وهو ما جعل البعض يرسم واقفاً، وجعل آخرين يتخلون لكراسيهم عن الأطفال باعتبارهم أولى بالحصول على فرص كهذه. وأضاف إن الفنان التشكيلي والرسام والنحات الفرنسي إدجار ديجا من المدرسة الانطباعية من أبرز رواد هذا اللون التشكيلي. وعند سؤاله عن نوع التوجيهات التي يقدمها إلى المشاركين في الورشة قال إنه يُعرفهم على ثلاث وسائل لإنتاج المطبوعات الأُحادية تشمل الخط المستقيم المباشر والرسم والمسح، كما يعلمهم كيفية استخدام الطباعة الأحادية ومزج الألوان بشكل متناسق وجذاب، مع الرد على جميع الاستفسارات التي قال إن غالبيتها تعكس عطشاً للفنون وذائقات فنية عالية للمشاركين كافة، والأطفال على وجه الخصوص، إذ يستغرقون في العمل إلى درجة الاندماج مع الأصباغ والألوان ويُمسكون الفرشاة والأوراق الشفافة بصدق وبراءة، فينتجون أعمالاً مبهرةً في جاذبيتها وحسها الفني العميق. هُيام ومَلام فريحة شاكري، ماليزية مقيمة في الإمارات، وتلميذة في الصف العاشر، قالت إنها سارعت إلى المشاركة في هذه الورشة بمجرد سماع الخبر من مدرسها، وتقول إن الفن التشكيلي من ضمن المساقات التي تدرُسها في المدرسة، إلا أنها لم تتعرف على الطباعة الأُحادية والرسم بهذه الطريقة إلا في هذه الورشة، مُبديةً إعجابها بخوض هذه التجربة الفنية ومعتبرةً إياها بـ”المفيدة جداً”. أما الطفلة الهندية شاجون التي تدرس في الصف الرابع، فتقول إنها جاءت من إمارة دبي رفقة أمها “شيلبي كانا” التي تهوى الفن التشكيلي وتُمارسه. أخبرتنا “شيلبي” بأنها تتمنى أن تتكرر ورش الأعمال الفنية في كل إمارات الدولة حتى يتعرف الأطفال على مختلف أنواع الفنون. تعتبر أن التبادل الفني بين الدول يشهد قصوراً كبيراً، وتقترح أن تُنظم مثل هذه الفعاليات بوتيرة أكثر ويُستضاف لها خبراء وفنانون من مختلف البُلدان والمدارس الفنية المعاصرة والكلاسيكية ليلتقوا مع بعضهم ويتبادلوا التجارب ويجودوا بفنونهم على الأطفال والشباب ومختلف أفراد المجتمع ويُسهموا بذلك في الرقي بالذائقة الفنية الجماعية التي تراجعت كثيراً وتكوين شخصياتهم. وختمت شيلبي رأيها بتكرار دعوتها إلى إغناء المشهد الثقافي لكل إمارة بفعاليات فنية من هذا النوع، وتخصيص خبراء ومشرفين لإرشاد المشاركين وتعليمهم. متعة وتسلية آمال نواف العتيبي، شابة سعودية مفعمة بالنشاط تهوى التصوير والرسم والتصميم. وجاءت للمشاركة في ورشة الطباعة الأحادية. قالت إنه سبق لها أن قرأت الكثير عن الطباعة الأحادية، لكن لم تتسن لها الفرصة للمشاركة في ورشة عملية حول هذا الفن بالتحديد. وتضيف إنها لم تجد فيه أدنى صعوبة، بل وجدته أسهل من كثير من صنوف التشكيل الأخرى وأكثر إمتاعاً وتسليةً. وتقول أيضاً “بينما قد يستغرق رسم لوحة ما ساعات أو أياماً، لا يتطلب إنجاز لوحة طباعة أُحادية إلا سويعات محدودة، ولذلك فإنه يحقق متعةً أكثر وإحساساً بالذات ويزيد الثقة بالنفس ويلائم الأطفال أكثر باعتباره يجعلهم يرون ثمار ما رسموا وطبعوا بسرعة، وهو ما يُحبب إليهم الرسم والفن التشكيلي ويُحفزهم على ولوج عوالمه المختلفة شيئاً فشيئاً. لوحة ناطقة الشاب السوري شادي أحمد، طالب في السنة الثالثة جامعي تخصص إدارة أعمال، يقول إنه يهوى الرسم وله العديد من اللوحات الشخصية التي يُزين بها غرفته، ويقول إنه يتمنى أن تُتاح له فرصة عرض بعضها في مناسبة ما أو في مسابقة فنية معينة. لم يُخف إعجابه بالأجواء الفنية الراقية التي طغت على أجنحة فن أبوظبي 2010 بفندق قصر الإمارات وجعلته لوحة فنية متناسقة ومتناغمة الألحان رسمها فنانون من مختلف المدارس والدول، ونُقلت إليه تجارب تحف فنية عالمية من متاحف دولية مثل اللوفر وجوجنهايم. وعن ورشة الطباعة الأُحادية، يقول إنها تضيف بُعداً جمالياً إلى اللوحة وتُساعد الهواة والمبتدئين بشكل كبير وتنجح في إقناعهم بأن بإمكان الكثير منا أن يرسم لوحته الخاصة، بلمساته الخاصة، وبمشاعر وعواطف خاصة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©