السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

11 منتسبة يجمعن تراث الإمارات والحداثة في لوحات وصور

11 منتسبة يجمعن تراث الإمارات والحداثة في لوحات وصور
9 أغسطس 2011 00:59
افتتح مساء أمس الأول في الشارقة معرض “نتاج الدورات الصيفية للرسم والتصوير الفوتوغرافي” في صالة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بمنطقة التراث بالشارقة القديمة. بحضور الفنان محمد القصاب نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية وعدد من الفنانين أعضاء المجلس، حيث يستمر المعرض حتى مساء الثالث عشر من هذا الشهر. يشتمل المعرض الذي افتتحه هشام المظلوم مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، على منجز منتسبات دورتين في التصوير الفوتوغرافي والرسم الحر اللتين أقامتهما الجمعية في دبي بالتعاون مع قرية التراث والغوص في الشندغة في مقر القرية خلال الفترة ما بين الثالث وحتى السابع والعشرين من مايو الماضي حيث أشرف الفنان محمود عبود من العراق على ورشة الرسم الحر والمصور الفوتوغرافي ماجد الزرعوني من الإمارات على ورشة التصوير الفوتوغرافي وشاركت فيهما المنتسبات: فاطمة الغبلاسي وموزة الكتبي ووضحة الكتبي وعايدة سبت وفاطمة عبيد بن جرش وزينب علي موسى وسارة الطيّب ونورا الطيب وحياة الرحيمان وخولة الريامي وندى الهاشمي. وقد بدا واضحا من خلال الأعمال، الفوتوغرافية والرسم حضور البيئة الإماراتية في الكثير من المساهمات حيث اعتنت المنتسبات بإبراز ملامح هذه البيئة في تجلياتها العديدة في لقطات واسعة غالبا تبرز المشهد كاملا بتفاصيله إنما بإضافة بعض المفارقات التي تصنع نوعا من التضاد بين مكونات العمل وعناصره في الوقت الذي تغنيه مثل تلك الصورة الفوتوغرافية التي تبدأ بما تبقى من رميم لحيوان نافق في أسفل الصورة إلى المنتصف ليمتد المشهد بعد ذلك في الرمال الصحراوية ذات اللون البني الذي تنكسر حدة حضوره من خلال بضعة أشجار متناثرة كيفما اتفق بدت في الصورة وكأنها تقوم بكسر إيقاع اللون البني ببريته الحادة وفقا لإيقاعها الخاص بها. وكذلك تلفت انتباه الناظر إلى الأعمال تلك الصورة لمبنى يجمع في نمطه المعماري بين عناصر من التراث وأخرى من الحداثة في بنية معمارية واحدة وقد انعكست صورته في الماء، وهنا فإن زاوية النظر التي التُقطت منها الصورة وتفاصيل ظلالها على الماء الذي يتأرجح بين الضوء والظل هي ما يلعب دورا حاسما في الإعلاء من شأن فنية هذه الصورة، وذلك بوصف اختيار الزاوية التي تؤخذ عبرها اللقطة الفوتوغرافية تكنيكا في التصوير تشير إلى المهارة الخاصة التي يمتلكها المصور الفوتوغرافي بإحساسه الخاص. والحال أن العمل على تطوير هذا الإحساس الخاص لدى المصورات الفوتوغرافيات المشاركات في المعرض بدا شاغلا بالنسبة لماجد الزرعوني الذي سعى إلى أن يكتسبن مهارات التصوير الأساسية والتأسيسية إنما أيضا باقتران تلك المهرات والأدوات بذائقة جمالية تعبر عن حساسية الفرد سواء الذي يلتقط الصورة ليصنع منها عملا فنيا أو الذي يتلقاها على أنها كذلك. وذلك الحضور للبيئة والمجال المحليين في التصوير الفوتوغرافي يلحظه المرء بنسبة أقل في أعمال الرسم الحرّ، فقد بدا بحسب الأعمال المعروضة أن مشاغل الفنان محمود عبّود قد تركزت في أن تكتسب المنتسبات المهارات الأساسية في الرسم بطريقة أكاديمية خالصة بما يترتب على ذلك من فهم لفكرة المنظور في الرسم والقيام بتمارين حول الطبيعة الصامتة بأدوات مختلفة بدءا من الرصاص فالفحم فالألوان الزيتية وسواها الأمر الذي انعكس بوضوح على الأعمال المشاركة في المعرض من منجز دورة الرسم الحر. ويبدو أن الرهان أساسا قد كان على اكتساب المنتسبات فكرة أن يرسمن المشهد كما يرينه وليس كما هي فكرتهن عنه أو كما بوسعهن أن يتخيلنه، من هنا تلك الأعمال التي يعيد رسم أعمال أخرى أو تستوحي منها وكذلك تلك الأعمال التي تُعنى بتدرج الظلال التي يصنعها إدراك الفارق بين درجات اللون الواحد، حيث هذه التدرجات هي واحدة من أكثر المهارات صعوبة وتحتاج إلى متابعة ومثابرة وممارسة مستمرة لاتقانها وليس لمعرفتها فحسب فضلا عن أنها تشير إلى الثقافة اللونية لدى الصانع الملوّن حتى قبل استحداث الشكل على السطح التصويري. من هنا يمكن القول إن مجمل الأعمال على صعيد الرسم الحرّ هي أعمال مبشرة بقَدْر ما تحتاج إلى متابعتها والمراكمة عليها من قبل المنتسبات فإن صاحباتها أيضاً يحتجن إلى المتابعة عبر دورات وورشات عمل متصلة وليست موسمية كي لا تتحطم هذه المواهب اللافتة تحت ضغوطات الحياة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©