الجامعة العربية «متشائمة» وتدعو سوريا إلى الاستفادة من درسي تونس ومصر

أعرب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي امس عن تشاؤمه ازاء الوضع في سوريا، وجدد المطالبة ببدء حوار جدي للمصالحة والاستفادة من درسي تونس ومصر، وقال “لا تتوقعوا إجراءات جذرية بل إقناعاً خطوة خطوة لحل الصراع.. الحوار وإنهاء العنف هما الخياران الوحيدان”. وقال العربي في مؤتمر صحفي مشترك أمس مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط برناردينو ليون “ان الامر والموقف في سوريا معقدان، وان النظام الدولي المعاصر له حدود لما يمكن ان يقوم به”، مشيرا الى ان الجامعة تتعامل مع الازمة حسب الاجراءات خطوة خطوة، ومتسائلاً “هل ادى البيان الصادر عن مجلس الامن بشأن الاحداث في سوريا الى شيء؟”، ثم اجاب بالقول “ان البيان لم يؤد الى شيء، فالامر والموقف معقدان”. واضاف العربي “ان الجامعة اصدرت بياناً يعبر عن قلقها ازاء الوضع في سوريا، ودعونا نرى ما ستؤول اليه الاوضاع عقب هذا البيان”، لكنه اضاف انه لا يتوقع ان تقوم الجامعة بشن حرب أو ان تعلن الحرب على اي بلد من اعضائها. وقال “ان ذلك ليس في مقدورنا او في مقدور اي دولة اخرى”. وأوضح العربي “ان الجامعة لديها مواثيق لحقوق الانسان، ولهذا تحركت لاصدار بيان في بداية شهر رمضان تطالب فيه الدول العربية باحترام المواثيق العربية والدولية الموقعة عليها في ما يخص حقوق الانسان، ومنها احترام الشعوب في ابداء ارائها”. وتابع العربي “انه نظرا لتصاعد العنف في سوريا، كان لا بد من اصدار بيان يعبر عن قلق الجامعة ازاء تطورات الاحداث”، مؤكداً حرص الجامعة على تحقيق مصالح الدول العربية وتحقيق صالح شعوبها. وقال ان صدور البيان يأتي حرصا من الجامعة وشعورها بالقلق لما يحدث في سوريا باعتبارها دولة قديمة قائمة في المنطقة، مؤكداً ضرورة الاستفادة من تجربتي مصر وتونس التي تقول إنه عندما ينزل الشعب الى الشارع ويطالب بالتغيير، فإن الاولى بالرؤساء والحكومات ان يلجأوا الى الحوار وعدم العنف من اجل التجاوب مع مطالب هذه الشعوب. من جهته، قال الممثل الخاص للاتحاد الاوروبي لجنوب المتوسط، ان المجتمع الدولي لا يقف صامتا تجاه ما يحدث في سوريا، كما ان الجامعة العربية عبرت عن موقفها وقلقها لما يحدث هناك. واضاف ان الاتحاد الاوروبي عبر عن اعتراضه الشديد بشأن ما يحدث في سوريا، والحاجة الى ان يكون هناك مزيد من الضغط الدولي، ونحن كاتحاد اوروبي والجامعة العربية نؤمن ايضا بأنه يمكن ان يتم اتخاذ اجراءات اخرى، مشيرا الى امكانية زيادة العقوبات. واكد الاهتمام الدولي كي يكون هناك عمل اقوى واكثر كفاءة وعملية ضد النظام السوري، معربا عن امله بأن تقوم الحكومة السورية والرئيس بشار الاسد بالاستماع الى المجتمع الدولي وان يتم وقف كل الاعمال البربرية التي تحدث هناك وان تبدأ عملية الانتقال التي يجب ان تحدث في سوريا.