الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وداد ثامر: تجربتي الفنية لم تخضع للنقد الاحترافي

وداد ثامر: تجربتي الفنية لم تخضع للنقد الاحترافي
25 أغسطس 2014 22:52
محمد وردي (دبي) الفنان التشكيلي وداد ثامر مهجوس بعالم المرأة الجمالي، بمسحة تراثية أو فولكلورية، وكأن مقاربة الماضي برموزه الأنثوية - إن صح التعبير- هي محاولة لاستعادة ذاكرة الطفولة المفقودة أو المغربة، أو بمعنى أدق هي نوع من توهج جذوة الحنين إلى البدايات الأولى حيث الخيال الجموح والانعتاق في الفضاءات البكر، حيث الأحلام المضمخة بعبق الدفء والبراءة والصفاء والنقاء من دون كوابح أو مصدات أو حدود. تحضر المرأة والتراث - بشقيه المادي والمعنوي - كثيمة فنية رئيسية في مجمل أعمال ثامر التشكيلية، بدءاً من معرضه الشخصي الأول، الذي أقامه في البصرة عام 1979 ، مروراً بالتجربة الهولندية، حيث أكمل دراسته هناك وأقام ودرس الفن التشكيلي، وصولا حتى المرحلة الإماراتية الراهنة التي بدأت في عام 2012 ، حيث يعمل مدرساً للفن التشكيلي في مركز الذيد للفنون بالشارقة. وما بينهما عشرات المعارض في العراق وهولندا وغيرهما من البلدان العربية والأوروبية. ونال العديد من الجوائز، آخرها جائزة المركز الثاني في المعرض السنوي الذي تنظمه جمعية الفنون التشكيلية بالإمارات في الشارقة الشهر الماضي. «الاتحاد» التقت الفنان ثامر وسألناه عن دلالات الفوز وتأثيره على روح الفنان؟ فقال إن المعرض السنوي الذي تنظمه جمعيه الفنانين التشكليين في الإمارات، هو تقليد ثقافي جميل لعرض آخر إنتاجات الفنانين وإبراز تجاربهم الفنية وتحفيزهم على الإبداع من خلال الجوائز التي ترصدها الجمعية. وهي فرصة للجميع لتقييم خبراتهم في عالم الفن التشكيلي المعاصر بإشراف فنانين وأساتذة لهم خبرة ومعرفة عميقة بالفنون. مؤكداً سعادته بالجائزة كحافز للمزيد من الإبداع. فضلاً عن كون المعرض مناسبة رائعة أن يعرض الفنان أعماله إلى جانب أعمال أكثر من ثلاثين فناناً آخرين، وأن يلتقي بهم ويتبادل معهم الخبرات والمعارف. وعن سر الغواية في الفرشاة والألوان، التي جذبت ثامر إلى فضاء التشكيل منذ البدايات، وماذا طرأت عليها من تحولات؟ يقول إن عبق البدايات لا يزال يتضوع في ذاكرته، فنكتها لا تغيب عن الأحاسيس والمشاعر، كونها بهرته منذ اللحظة الأولى، وخطفته إلى عوالم الدهشة والجمال، فأخذ يشعر أنها تعبر عن ذاته أحسن تعبير، فصار يستغل غياب شقيقه الرسام الأكبر ليسطو على فرشاته وألوانه، ويُسعد برسوماته و»شخبطاته» العفوية. مؤكداً أنه رغم الفارق الزمني بين تلك اللحظات وماهو عليه اليوم إلا أنه مازال يرتع بعالم الطفولة، وينضح من خوابيها ما يغذي روحه ويبث الجمال في عالمه الفني. «ألم يقل بيكاسو إن العبقرية تكمن بالطفولة المستعادة ؟. فالفن يغسل الروح من غبار حياتنا اليومية المزدحمة. وأن تكون فناناً يعني أنك تؤمن بالحياة وتجددها، وتعكس وجوهها وتحولاتها». موضحاً أنه استفاد من العمل والسفر ومن الاحتكاك بالثقافات الأخرى بجوانبها المتعددة، حيث أتاحت له الدراسة في العراق فرصة العمل بتصميم الأزياء ورسوم الأطفال، «واستفدت من حضور الموروث، وتوسعت مداركي بسفري وإقامتي في هولندا وأوروبا حيث أكملت دراستي، واندمجت في مجتمع جديد له خصوصيه وموروث ثقافي متنوع، فحاولت أن أتوائم معه فنياً بما لي من جذور شرقيه، فجاءت أعمالي بهذا الإيقاع والشكل والروحية. وما زلت أتنقل إلى تجارب جديدة وعوالم أخرى، حيث أقيم الآن بالإمارات وأعمل بتخصصي الفني وأنا سعيد بذلك، وهي تجربة جديدة أيضاً». وبخصوص مشواره الفني، والإضافات الجديدة التي قدمها لفن التشكيل العربي؟ يقول ثامر إن تجربته ممتدة لسنوات طويلة، ولكنها لم تخضع للتقييم النقدي الاحترافي. والسبب-برأيه- هي نوعيه النقد وطريقه تفكير الناقد وآلية البحث عن الفنانين، حيث تتدخل عوامل كثيره لمعرفة هذا الفنان من غيره، وأغلب الأحيان يكون النقد واجب لمهنه تتحكم به ويجد نفسه مجبرا عليه، وليس كقيمه فنيه بحته. معتقداً أن النقد الفني الآن يهتم ببلاغه المفردات والسرد اللا مفهوم ويبتعد عن الفنان وعمله ولا يهتم بنشأته وتجربته وظروفه أو مدى إخلاصه لفنه. وكذلك بسبب غياب التخصص في تاريخ الفن. لذلك تجد النقد معزولاً عن تجربة الفنان الشخصية والأحداث التي يمر بها الفنان أو الفن وتغيراته. معتبراً أن ما قدمه قد يضيف إلى الفن بشكل عام، كونه نتاجاً فنياً خالصا غير خاضع للعرض والطلب والسوق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©