الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حل القضية الفلسطينية لن ينهي مشكلات الشرق الأوسط

6 أغسطس 2013 01:56
يبدو أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي كان ذات يوم مثار اهتمام العالم العربي، فقد كثيراً من أهميته في منطقة الشرق الأوسط الممزقة بالاضطراب السياسي والمشكلات الاقتصادية. فالاضطرابات في مصر والحرب الأهلية في سوريا، طغت على أنباء استئناف الفلسطينيين الإسرائيليين محادثات السلام بوساطة الولايات المتحدة في واشنطن الأسبوع الماضي، بعد تجميدها لنحو 3 أعوام بسبب الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة. ولا يزال المسؤولون الأميركيون يأملون في أن يساعد إنهاء المواجهة المستمرة منذ عقود على معالجة المشكلات الأوسع نطاقاً في المنطقة، لكن بعض المحللين السياسيين يرون أن ذلك لم يعد يمثل محوراً حيوياً في الشرق الأوسط الذي يعج بالمشكلات. وقال مدير مركز بروكنجز الدوحة للأبحاث سلمان الشيخ «ربما كانت هذه هي الحال قبل الانتفاضات العربية، ولكن صراعات أخرى انضمت إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الآن، كالصراع بين السنة والشيعة، والصراع بين السنة أنفسهم». وأضاف «هذه القضية الآن قضية جانبية، ولكنها قد تصير محورية من جديد إذا تم إحراز تقدم حقيقي في مفاوضات السلام، على الرغم من التشكك العميق في الكثير من الأوساط المختلفة إزاء فرص التوصل إلى اتفاق». وشهدت منطقة الشرق الأوسط تغيرات كثيرة منذ انهيار آخر محادثات في شهر سبتمبر عام 2010. فقد أطيح رؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن، وانتشر التشدد الإسلامي وتصاعدت الصراعات الطائفية، وقتل أكثر من 100 ألف شخص في سوريا، وتصاعدت أعمال العنف مجدداً في العراق، حيث قتل أكثر من ألف شخص هناك في شهر يوليو الماضي وحده، وزاد التوتر أيضاً حيال البرنامج النووي الإيراني المثير للخلاف بين الدول الغربية الكبرى وإيران، بينما تشهد شوارع مصر صداماً بين «جماعة الإخوان المسلمين» والجيش بعد عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي. ويمكن القول إن أياً من هذه الأزمات لن تقترب من نهايتها، حتى إذا حدثت المعجزة واتفق الإسرائيليون والفلسطينيون في النهاية على تقاسم الأرض التي يعيشون عليها. لا أحد ينكر أن حل الصراع قد طال انتظاره، وعلى الرغم من ذلك، فإن الجهود الكبيرة التي كرسها وزير الخارجية الأميركي جون كيري لهذه القضية، أثارت بعض الدهشة في ضوء اشتعال الأوضاع في مناطق أخرى. وإذا كنت تريد تفسيراً لطريقة التفكير الأميركية، فما عليك إلا أن تستمع إلى قائد القيادة العسكرية المركزية الأميركية السابق الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، حيث قال خلال منتدى أمني في كولورادو يوم 20 يوليو الماضي، إن المصالح الأميركية تتضرر من الفشل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأضاف «كنت أدفع ثمناً أمنياً عسكرياً كل يوم بصفتي قائد القيادة المركزية بسبب اعتبار الأميركيين متحيزين لمصلحة إسرائيل، وذلك يثني العرب المعتدلين عن دعم السياسات الأميركية». وانتقد رئيس «مركز القدس للشؤون العامة» الإسرائيلي دور جولد بشدة هذا الربط، زاعماً أن الخطاب العربي بخصوص هذه القضية «ينافي الحقيقة». وأضاف «من المفارقة أن يتحدث مسؤول غربي عن كون إسرائيل مصدر إشكال سياسي، فيما تسعى دول عربية من خلف الستار لتوطيد العلاقات معها بسب التهديد المشترك القادم من إيران». وعادة ما ينتقد القادة المسلمون إسرائيل على الملأ، ويسعدون بتأجيج غضب الجماهير العربية حيال معاناة الفلسطينيين، ولعلهم يصرفون الأنظار أيضاً عن الانتقادات الموجهة إليهم بسبب فشلهم في إجراء الإصلاحات المنشودة. ولكن لم يعد بالإمكان تجنب الانتقادات، لأن المشكلات المحلية لا يمكن إخفاؤها، ومن بينها التعثر الاقتصادي الشديد الذي لن يعالجه أي اتفاق سلام. وذكر تقرير أصدره صندوق النقد الدولي العام الماضي أن معدل البطالة بين الشبان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هو الأعلى في العالم، حيث بلغ نحو 25%. وانتقد «قوانين العمل القاسية وتعجرف الحكومات المركزية وغياب التنافس الاقتصادي» باعتبارها عوامل أسهمت في إثارة مشاعر الإحباط. كذلك، لن يبدد أي اتفاق سلام المشاعر المناوئة للغرب في المنطقة، صحيح أنه سيقضي على عنصر مهم من عناصر إفساد العلاقة بين الطرفين، ولكن التشكك في تعاملات أميركا وأوروبا أكبر من مجرد علاقاتهما الوثيقة مع إسرائيل. وقد تجلى ذلك في استطلاع أجراه معهد بيو للأبحاث في دول إسلامية، حيث رأى 53% ممن شملهم أن السياسات الأميركية والغربية تمثل أحد السببين الرئيسيين لعدم تمتع الدول الإسلامية بمزيد من الثروات. كما رأى أكثر من 50% أن الغربيين يتسمون بالأنانية والعنف وفساد الأخلاق والغطرسة. بينما لم تكن هناك أي دولة إسلامية وافق فيها 30% على أن العرب هم من نفذوا هجمات 11 سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة. وقال مستشار وزارة الخارجية الأميركية لعملية السلام السابق آرون ديفيد ميلر، الخبير حالياً في «مركز وودرو ويلسون» في واشنطن، «إن فكرة المؤامرة مترسخة بشدة في الشرق الأوسط ونحن نمثل محوراً فيها». وأضاف «ما من شيء سيء يحدث في الشرق الأوسط إلا وينسب لأحد (منا)، وكثير من تلك الأمور تلقى على عاتقنا». واستبعد فكرة أن يكون اتفاق السلام «ترياقاً لأمراض الشرق الأوسط».
المصدر: القدس المحتلة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©