السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان التسامح.. رسالة سلام من وطن السعادة

مهرجان التسامح.. رسالة سلام من وطن السعادة
12 نوفمبر 2018 01:08

لكبيرة التونسي (أبوظبي)

تعليم، توعية مجتمعية، فنون الشعوب، حراك وتفاعل يجسد رسالة الإمارات المبنية على مبادئ التسامح والتعايش، حيث تعيش مختلف الجنسيات بسلام وأمان في بيئة خالية من أي تشدد، أو تعصب، أو تطرف، أو كراهية، هذا ما يعكسه المهرجان الوطني للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح والمستمر إلى 16 نوفمبر الجاري، ويقدم لزواره أنشطة الترفيه والتوعية، في أجواء رائعة وسط أشجار النخيل والمساحات الخضراء.
الفعاليات المجتمعية، شكلت نقطة جذب كبيرة للجمهور الذي غصت به حديقة «أم الإمارات» مساء أمس الأول، حققت التواصل الإيجابي بين جميع الجاليات في الدولة، ونافذة على ما تزخر به الإمارات من تجارب رائدة في العديد من المجالات.. إلى ذلك، قال الملازم فضل التميمي من «قسم كلنا شرطة» بالشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، إن جناح شرطة أبوظبي يقدم مبادرات توعية من مختلف الإدارات، ويعمل على تعليم الأطفال وتوعيتهم بأهمية التواصل مع الشرطة، ودور الإنقاذ من خلال العديد من الأدوات كالسيارات صغيرة الحجم والمطافئ ودورية الأطفال لمحاكاة ما تقوم به الشرطة لإنشاء علاقة صداقة بين الصغار والشرطة، مشيراً إلى أن الجناح يتضمن منصة دورية السعادة ومنصة «كلنا شرطة» للتوعية بأهمية الانتساب لهذه المبادرة، وقدمت «موسيقى شرطة أبوظبي» عروضاً بمختلف الألحان الخليجية والأجنبية، بما يتناسب مع مبادئ المهرجان الوطني للتسامح.
وأضاف: «في إطار تجسيد معنى الشرطة صديقة للطفل، شهد الجناح توافد العديد من الأطفال الذي أخذهم الفضول إلى استخدام وتجريب الأدوات مثل خوذة الرأس، والتوجه بالأسئلة إلى أفرد الشرطة، كل في مهامه للتقرب من المهنة».

تعريف بالموروث
ويعتبر المهرجان الوطني للتسامح أحد المبادرات التي تهدف إلى نشر الاحترام بين الأفراد من مختلف الثقافات والقدرات الإنسانية، وفتح المجال للمعرفة وتقدير التنوع المجتمعي في الدولة، بالإضافة إلى تعزيز التقارب وروح التعاطف بعيداً عن الاختلافات، ودعماً لذلك، تشارك إدارة الصناعات التراثية والحرفية التابعة للاتحاد النسائي العام بالمهرجان الوطني للتسامح بمجموعة من الحرف التراثية ضمن جناح خاص بحاميات التراث، يقمن من خلاله بتقديم العروض الحية للحرف التراثية التقليدية كالتلي والسدو، وغيرها أمام زوار المعرض، وتأتي المشاركة تعزيزاً لدور المرأة الإماراتية في مجال الصناعات الحرفية الخاصة بتراث الدولة باعتبارها بطاقة التعريف الأولى لوجهة الصناعات التقليدية للإمارات، وممثلاً لتراث الدولة في مختلف المناسبات المحلية والدولية.
واحتلت مشاركات حاميات التراث، حيزاً مهماً في فعاليات المهرجان للتعريف بالموروث الثقافي وتقريبه لجميع الشعوب المشاركة والزوار الذين توافدوا على حديقة «أم الإمارات» من داخل الدولة وخارجها، وقالت سميرة العامري، ضابط أول تسويق بإدارة الصناعات، إن الجناح يعرض نماذج من الأشغال اليدوية التراثية من سف الخوص، وشغل التلي والضيافة والسدو، وعرض طريقة تقديم الضيافة للجمهور، وذلك من خلال 6 حرفيات، إلى جانب مشاركة خمس سيدات من الأسر المنتجة، موضحة أن الهدف من المشاركة تتمثل في نقل العادات والتقاليد الإماراتية، وتعريف الجمهور الزائر بالموروث الشعبي من ضيافة وحرف ومنتجات.
وأبدت سعادة كبيرة بهذه المشاركة في المهرجان الذي يستقطب جماهير عريضة تتفاعل مع الحرفيات اللواتي يقدمن عرضاً حياً لهذه الحرف، بشكل إيجابي، حيث يحرص الاتحاد النسائي العام على المشاركة في مثل هذه الفعاليات من منطلق الحرص الدائم على إبراز تراث دولة الإمارات التي تعتز بإرثها، كما يعتبر مصدر فخر واعتزاز لأبناء الإمارات، وتعبيراً عن الهوية الوطنية.
وأشارت إلى أن الاتحاد النسائي العام ممثلاً بإدارة الصناعات التراثية، وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، يحرص على إبراز موروث الإمارات في جميع المناسبات داخل الدولة وخارجها، ما يعكس عراقة هذا التراث، لافتة إلى أهمية هذا المهرجان الذي استقطب جماهير من جنسيات وأعراق مختلفة، وقدم مجموعة من العروض الحية في أجواء يسودها السلام والحب.

لغة الموسيقى
وحرص الجميع على الاحتفاء بما يقدمه تجسيداً لرسالة وزارة التسامح التي تساعد على إنشاء مجتمعات، تتسم بالتسامح من خلال فعالياته المتنوعة، والمشاركات المحلية والدولية التي استقطبت جماهير عريضة، منها مشاركة فرقة حمد الهبان للموسيقى الشعبية التي أتحفت الزوار بموسيقاها العذبة المنبعثة من آلة النفخ «الهبان» المصنوعة من جلد الماعز أو الغنم، والمثبت في طرفها مزمار خشبي ينفخ فيه العازف ليملأ «قربة» جلد الماعز بالهواء، في الوقت الذي يقوم فيه بالضغط على «القربة» للتحكم في إخراج الهواء من خلال أنبوبتين، تعطي إحداهما نغمة واحدة مستمرة، وتعطي الأخرى نغمات متنوعة يخرجها العازف باستخدام أصابعه، بينما تشكل الطبول حصة الأسد في مجموعة حمد الهبان التي تتكون من 12 عازفاً، بينهم طفل صغير لا يتعدى عمره 11 عاماً، والذي لفت أنظار الزوار بعزفه على الطبل.
وقال حمد علي حسن، رئيس فرقة حمد الهبان الشعبية، إن أصغر طفل في الفرقة عبيد علي حسن استهوته الموسيقى منذ صغره، وكان سريع التعلم، وبذلك فهو يقدم إلى جانب أعضاء الفرقة لوحات فنية شكلت نقطة جذب للزوار، من خلال معزوفات شعبية تراثية، منها حي موزة وهي وصلة تقدم أثناء تحنية العريس، واندمج الجمهور من مختلف الجنسيات مع الفرقة، ما أضفى أجواء مبهجة على المهرجان.

ملامح التسامح في أعمال وأقوال الشيخ زايد

يختتم اليوم برنامج فرسان التسامح ورشه المكثفة التي استفاد منها على مدى ثلاثة أيام 45 من الموظفين بالمؤسسات المحلية والاتحادية وعدد من طلاب الماجستير والدكتوراه بالجامعات الإماراتية، والذي نظمته وزارة التسامح في إطار المهرجان الوطني للتسامح، تحت شعار «على نهج زايد»، حيث درس المشاركون الذين ينتمون إلى أكثر من 10 جنسيات مختلفة، إضافة إلى عدد كبير من المواطنين، موضوعات محددة، منها التسامح في التراث العالمي، وفي التراث العربي والإسلامي، إضافة إلى ملامح التسامح في أعمال وأقوال ومواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكذلك أعمال وأقوال «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وذلك من خلال ثلاث دورات مكثفة تم تقسيم المشاركين عليها.
كما اختتمت ورش الإبداعات الأدبية في التسامح (الكتابة للطفل) أعمالها، حيث تم تقسيم 38 من الطلاب، الذي تم اختيارهم وفق اختبارات محددة لقياس مهاراتهم في الكتابة للطفل إلى قسمين رئيسين، الأول يتعلق بقصة الطفل المرسومة، والثاني يتعلق بالقصة المكتوبة، كما استمرت فعاليات حديقة «أم الإمارات»، حيث قدمت الفرق العالمية والمحلية عروضها الموسيقية والمسرحية وفعاليات الأطفال، وسط حضور جماهيري تجاوز 20 ألفاً. وقال عبد الله النعيمي، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتسامح بالإنابة، إن برنامج فرسان التسامح الذي يختتم أعماله اليوم كأحد أهم مبادرات «المهرجان الوطني للتسامح» يحظى برعاية واهتمام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، مؤكداً أن المشاركين في الدورة الأولى من البرنامج حضروا ورش عمل ودورات مكثفة على مدى ثلاثة أيام متتالية لتنمية خصائص التسامح لديهم، إضافة إلى حضور ورش نظرية وعملية حول التسامح، ويخضعون اليوم (الاثنين) إلى تقيم شامل لقياس مدى اهتمامهم واستفادتهم مما قدمه البرنامج، مؤكداً أنه سيتم تكريم المتميزين من الذين أتموا البرنامج بنجاح بمنحهم شهادات تخرج في البرنامج كفرسان للتسامح. وعبر المشاركون في فرسان التسامح عن سعادتهم بالمشاركة في البرنامج الذي قدم كماً هائلاً من المعلومات، واكتسبوا من خلاله خبرات واسعة.

موسيقى العالم

لوحات إبداعية وفنون حية أضفت أجواء من المرح بحديقة «أم الإمارات» عكست النموذج الإنساني والوطني والعالمي الفريد في التسامح والتعايش، جسدتها تلك اللوحة الإبداعية على المسرح، وتابعها جمهور غفير، تمثلت في مشهد فني شارك فيه قارعو الطبول من الإمارات، اليابان، أميركا اللاتينية، العراق وتركيا، من خلال وصلة موسيقية عبرت عن التعايش والسلام في المجتمع.

القوة الناعمة في التوعية

تعرف الزوار على أهداف المهرجان المتمثلة في التوعية برسالة وزارة التسامح، وبدورها في خدمة المجتمع والإنسان، وتركيز الضوء كذلك على القيم والمبادئ التي تقوم عليها مسيرة الإمارات، ومن خلال مشاركات وفعاليات تشكل القوة الناعمة في التوعية، مستخدمة الفنون في رسالتها، حيث استفاد الأطفال من الورش الفنية والرسم على الوجه، إلى جانب مشاركة منصة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة. وقالت سلمى بخيت، المشرفة على الطالبات، إن هناك بطاقات تحمل شعار التسامح، وأخرى بمناسبة «عام زايد»، وأشارت إلى أن الحرف اليدوية والورش الفنية تمنحهن سعادة كبيرة، وتعزز ثقتهن بأنفسهن، كما أن مشاركتهن في مثل هذه المهرجانات تعلي من تقديرهن لذاتهن، لا سيما عندما يلاحظن تفاعل الجمهور مع بطاقاتهن.
وعن مشاركتهن في المهرجان الوطني للتسامح، أكدت أن المهرجان مميز، حيث يجمع نخبة عريضة من الفنون والفعاليات التي تستقطب جماهير عريضة من مختلف الجنسيات، ما حقق تفاعلاً كبيراً مع منتجات أصحاب الهمم أيضاً. ومن الورش التي تنخرط فيها الطالبات، ورش النسيج، الحدادة، النجارة، الخياطة، الإلكترونيات، وتصميم المجوهرات، وغيرها من الورش.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©