عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
حذر معهد بيترسون للاقتصادات الدولية بواشنطن، أحد أهم مراكز الأبحاث غير الهادفة للربح في العالم، من تبعات انسحاب أميركا من منظمة التجارة العالمية، وتأثير ذلك على الاقتصاد والصناعة والمستهلكين الأميركيين. وأكدت ورقة بحثية صادرة مؤخراً أن الانسحاب سيؤدي لارتفاع تكلفة الإنتاج في أميركا، وبالتالي القضاء على تنافسية المنتجات الأميركية في العالم.
وقال تشاد بوين، أستاذ الاقتصاد السابق بجامعة برانديس الأميركية، الذي شغل منصب كبير الاقتصاديين في البيت الأبيض في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ودوجلاس إيروين، الذي عمل ضمن المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريجان، وتشاركا في إعداد الورقة، إن «انسحاب أميركا من المنظمة، سيجعلها أقل جاذبية للمصنعين الذين يسعون للتصدير لأكثر من 7 مليارات مستهلك حول العالم، كما سيرفع أسعار المنتجات النهائية داخل أميركا، لارتفاع التعريفات المفروضة على وارداتها، ما سيجعل بعض المنتجات غير متاحة بالنسبة حتى لكثير من الأميركيين».
وقبل انتخاب دونالد ترامب رئيساً، لم يتخيل أحد أن تفكر أميركا في الانسحاب من المنظمة التي أسستها وحثت على الانضمام إليها. إلا أن الرئيس الذي فاجأ العالم بانسحابه من اتفاقية ترانسباسيفيك، وهدد مراراً بالانسحاب من اتفاقية «نافتا»، حتى استطاع إعادة صياغتها بشروط أفضل لأميركا، لا يتوقف عن إدهاش من حوله، بقرارات اعتبرها الكثيرون تتناقض مع الأعراف الرئاسية، إن لم تكن القوانين الأميركية.
وبدأ ترامب إعلان ازدرائه لمنظمة التجارة العالمية قبل وصوله للبيت الأبيض، حيث قال في مقابلة مع محطة «إن بي سي» خلال حملته الانتخابية صيف 2016 «سنعيد التفاوض أو سننسحب.. هذه الاتفاقات التجارية كارثية.. منظمة التجارة العالمية كارثة».
وبعد وصوله للبيت الأبيض، قال في أحد اللقاءات «لقد تم تصميم منظمة التجارة العالمية لمصلحة الجميع إلا نحن. لا يمكنكم تصور مدى المكاسب التي حققوها على حساب هذا البلد».
وفي كتابه المعنون «الخوف»، نقل الكاتب الصحفي المخضرم بوب وودوارد عن ترامب قوله «لقد تحدثنا عن هذا الغثيان.. منظمة التجارة العالمية هي أسوأ منظمة على الإطلاق».
وشددت الورقة على أن انسحاب أميركا، سيجعلها مكاناً طارداً للشركات الراغبة في الاستثمار والإنتاج.
