عدد اليوم
محمد حامد (دبي)
لم يكن اختيار نادي كاشيما أنتلرز الياباني لـ«الغزال» رمزاً له أمراً عشوائياً، فالغزلان ترمز إلى مزيج من قوة المواجهة مع المظهر الرشيق الرقيق في الوقت ذاته، كما أن كلمة كاشيما تعني في اليابانية جزيرة الغزلان، ونجح الفريق الياباني على مدار تاريخه في إثبات جدارته وأحقيته بأن يتخذ من الغزلان رمزاً له، فهو كيان كروي قوي في مواجهة المنافسين، ويقدم في الوقت ذاته كرة قدم تتصف بالأناقة والجاذبية بفضل اعتماده منذ بدايات عصر الاحتراف في بداية التسعينيات من القرن الماضي على المدرسة البرازيلية، سواء بجلب اللاعبين أو الاستعانة بالمدربين.
ويكفي أن الأسطورة البرازيلية زيكو يعد واحداً من أشهر رموز كاشيما لاعباً، ومدرباً، ومستشاراً فنياً للنادي، وقد تحقق حلمه بعد أكثر من ربع قرن من بداية علاقته بالنادي، بالحصول أخيراً على دوري أبطال آسيا، مما جعل زيكو في صدارة المشهد في لحظات تتويج الفريق، ورفع الكأس التي طال انتظارها.
ويعود كاشيما أنتلرز للمشاركة في مونديال الأندية من بوابة البطل القاري هذه المرة بعد حصوله على لقب دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخه، ليحجز لنفسه مكاناً مع أبطال القارات الذين يتنافسون في لقب مونديال الأندية في أبوظبي الشهر المقبل، وجاءت عودة الفريق الياباني للبطولة بعد مشاركته في نسخة 2016 بوصفه منظماً لها، وبطلاً لدوري بلاده في العام المذكور.
وعلى الرغم من أنه لم يكن بطلاً للقارة الصفراء في النسخة المذكورة، التي أقيمت في اليابان عام 2016، إلا أنه حقق الإنجاز المونديالي الأفضل في تاريخ القارة الصفراء، بحلوله وصيفاً للريال، بل إنه قدم مباراة نهائية تاريخية أمام الملكي، وأنهى الوقت الأصلي للمباراة متعادلاً 2-2، وعاد الريال بواسطة رونالدو في الأشواط الإضافية، ليفوز 4-2 ويتوج على عرش الكرة العالمية.
كاشيما أنتلرز ليس في حاجة لبلوغ النهائي المونديالي في أبوظبي لكي يحصل على فرصة جديدة لمواجهة ريال مدريد، ويجدد معه التحدي المثير الذي بدأ في 2016، ولكنه فقط يتعين عليه الفوز على جوادالاخارا المكسيكي بطل الكونكاكاف في مباراة ربع النهائي، لكي يتأهل إلى نصف النهائي لملاقاة الريال، وهو السيناريو الذي جذب أنظار الصحافة المدريدية، لتهتم بالفريق الذي يملك فرصة ملاقاة الملكي في الدور قبل النهائي في حال تجاوز عقبة بطل المكسيك في مستهل مشواره بمونديال أبوظبي.
ويعد فريق كاشيما أنتلرز هو الأفضل في تاريخ الكرة اليابانية، فقد فاز بلقب دوري المحترفين الياباني 8 مرات، وهو رقم قياسي، والأقرب له يوكوهاما، وجوبيلو ولكل منهما 3 ألقاب للدوري، كما فاز بكأس الإمبراطور 5 مرات، وبلقب كأس الرابطة 6 مرات، مما يجعله الأكثر فوزاً بالبطولات في تاريخ اليابان، وكان طموح النادي الدائم هو التتويج على عرش القارة الآسيوية، وهو تحقق له في نسخة 2018.
مشوار الفريق الياباني في البطولة القارية للموسم الحالي يشير إلى حلوله ثانياً في المجموعة الثامنة في دور المجموعات برصيد 9 نقاط من 6 مباريات، بفارق نقطة خلف سوون بلو وينجز الكوري الجنوبي الذي تصدر المجموعة، وفاز كاشيما في دور الـ16 على شنغهاي إس آي بي جي الصيني 4-3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، وفاز في دور الـ 8 على تيانجين كوانجين الصيني 5 - 0 في مجموع المباراتين، ثم تغلب في الدور قبل النهائي على سوون بلو وينجز 6-5 في مجموع المباراتين.
