خبراء في ندوة الأمن المائي يحذرون من تفاقم أزمة المياه في المنطقة

حذر خبراء ومسؤولون بيئيون أمس من تفاقم أزمة ندرة المياه في المنطقة مطالبين بـ ''التخطيط السليم'' ونشر الوعي للمحافظة على الموارد البيئية· وأكد معالي وزير البيئة والمياه الدكتور محمد سعيد الكندي خلال الكلمة التي افتتح بها ندوة ''أمن المياه'' بدبي أن منطقة الخليج تعاني من شح في المياه السطحية الدائمة، مما جعل الاعتماد الأساسي خلال المرحلة الماضية على المياه الجوفية لتلبية احتياجات السكان''· وقال: ''تزداد الحاجة للإدارة المتكاملة لتلك الموارد المائية في ظل ندرة الموارد المتاحة، سواء فيما يتعلق بجانب العرض والطلب''· وأكد وزير البيئة ضرورة ''تقليص الفجوة بين العرض والطلب وزيادة كفاءة وفاعلية استخدام هذه الموارد في دولة الإمارات وكل المنطقة العربية''· وأوضح الكندي أن الامارات أنشأت أكثر من 115 سدا وحاجزا على الأودية للاستفادة من مياه السيول لتغذية المخزون الجوفي، حيث تختزن ما يقارب 120 140 مليون متر مكعب من المياه سنويا· وقال الدكتور محمد أحمد بن فهد رئيس اللجنة العليا لجائزة زايد الدولية للبيئة إن دول منطقة الخليج تعتمد أساسا على تحلية مياه البحر لسد احتياجاتها المائية، إلا أنها تبذل جهودا لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها لأغراض الري للحدائق العامة والمتنزهات والمسطحات الخضراء· وأكد أن العالم يواجه مشكلة حقيقية بشأن ندرة مصادر المياه وبشكل خاص في منطقة الخليج· وحذر بن فهد مما اعتبره ''خطورة تفاقم المشكلة التي تستدعي المواجهة بالتخطيط السليم وحشد الطاقات والإمكانيات ونشر الوعي بأهمية المحافظة على الموارد المائية وتنميتها''· وقال رئيس اللجنة العليا لجائزة زايد الدولية للبيئة ''إن الأمطار الغزيرة التي ملأت السدود وجددت المخزون الجوفي لا تضمن لنا استمرار توفر المياه·''، لافتا إلى أنها ''شحيحة وغير منتظمة·'' وأوضح أن استراتيجية دولة الإمارات للمياه في 2008 تبدأ من الترشيد وتنتهي بإيجاد مصادر مستدامة، ضمن خطة تنفيذ ''البرنامج الهيدرولوجي الدولي'' في المنطقة العربية في المرحلة السابعة، التي تبدأ من عام 2008 وحتى ·2013 وأوضح أن البرنامج الدولي يرتكز على تحقيق إدارة متكاملة للمصادر المائية العربية وتعظم استخدامها على نحو مستدام· وجاء في كلمة الدكتورة مشكان العور- مديرة مركز البحوث والدراسات بأكاديمية شرطة دبي- الأمين العام لجائزة زايد الدولية للبيئة إنه لا يوجد شك في أن النقص الفادح في المياه يعود للتغيرات المناخية التي تسبب الجفاف والتصحر وتلوث المياه العذبة وتملحها· وأضافت أن الندوة تسعى نحو تحقيق إدارة متكاملة للموارد المائية واستدامة التنمية من منظور أمني بناء على أن شح المياه قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية أو نزاعات إقليمية تهدد الأمن الوطني والقومي· وتناولت محاور ندوة ''الأمن المائي'' التي نظمتها جائزة زايد الدولية للبيئة بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات التابع لأكاديمية شرطة دبي، مفهوم الأمن المائي من واقع مصادر وتوقعات مستقبل المياه في الوطن العربي، ومصادر المياه في دولة الإمارات والمياه في الجزيرة العربية والشام