أحمد سعيد، أ ف ب (طهران، واشنطن) - استنكرت الولايات المتحدة، مساء أمس الأول، رفض إيران إبرام اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على نهج منظم لتفتيش منشآت البرنامج النووي الإيراني ومجمع «بارشين» العسكري الضخم قُرب طهران، بعد انتهاء الجولة الثانية من مفاوضات الجانبين بالفشل مساء الخميس الماضي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند لصحفيين في واشنطن «نحن بالتأكيد نشعر بخيبة أمل كبيرة لأن إيران أضاعت مرة أخرى فرصة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأضافت «لقد كانت هناك فرصة أمام إيران كي تقدم للمجتمع الدولي الشفافية التي نسعى إليها جميعاً من أجل تبديد مخاوفنا بشأن برنامج إيران النووي».
في المقابل، اتهم قائد القوات البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان، الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض هيمنتها على العالم أجمع، واستهداف منطقة الشرق الأوسط خاصة.
وقال لصحفيين في طهران أمس «إن أميركا رأت نفسها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق القوة الكبرى الوحيدة في العالم، ومن أجل أن تثبت ذلك خططت لبعض الخطوات، بما فيها تقديم تعريف النظام العالمي الجديد ومشروع حرب النجوم». وأضاف «لكنها تواجه اليوم العديد من القوى الجديدة التي تمثلت في الدين الإسلامي والوحدة بين الشيعة والسنة التي مهدت للثورات الإسلامية، وأوروبا الموحدة، والتقارب بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية الذي يعتبر خطراً بالنسبة للأميركيين».
وتابع «إن الأميركيين توصلوا إلى هذه النتيجة، لذلك حاولوا السيطرة على موارد الطاقة في العالم التي يوجد 60% منها في منطقة الشرق الأوسط». واستطرد قائلاً كانوا يبحثون عن ذريعة للهجوم على الشرق الأوسط، فخططوا لأحداث 11 سبتمبر (عام 2001)، ووجهوا أصابع الاتهام إلى الدول الإسلامية، ونفذوا في هذا الإطار عمليات استباقية وغزوا أفغانستان في البداية ثم العراق، وكان هدفهم التالي الهجوم على إيران، إلا أن القيادة والوحدة بين الشعب الإيراني، حالت دون تحقيق هدفهم، لذلك وجهوا هجماتهم إلى الدولة الداعمة للمقاومة، أي سوريا».
وفي هذا السياق، رأي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، أن الهدف من نشر حلف شمال الأطلسي «الناتو» بقيادة الولايات المتحدة بطاريات صواريخ «باتريوت» المضادة للصواريخ في تركيا قُرب الحدود مع سوريا، يكمن في دعم إسرائيل في مواجهة الصواريخ الإيرانية، في حال اعتدائها على إيران. وقال لصحفيين في طهران «لقد أكدت تركيا أنها لن تشارك في أي عمليات عسكرية ضد إيران، ولن تسمح باستخدام أجوائها لتوجيه ضربة لها، لكننا نرى أن دول الناتو تتحكم في بطاريات باتريوت».
عدد اليوم
