الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان أول سنة زواج بين طرائف المطبخ واختبار «شطارة» الزوجات

رمضان أول سنة زواج بين طرائف المطبخ واختبار «شطارة» الزوجات
8 أغسطس 2011 23:09
تنتظر شما السائق ليحمل الأكل ساخنا إليها من بيت أهلها عند اقتراب وقت الإفطار، وتقضي يومها في ترتيب البيت والإشراف عليه، لكن المطبخ بالنسبة إليها غريب، يصعب التعاطي معه أو حتى الإشراف عليه، تزوجت قبل الشهر الكريم بشهرين فقط، وقضت هذه المدة في السفر والزيارات العائلية، وفي رمضان قرر زوجها الصيام في بيته والقيام بولائم وعزائم أسوة بأهله ومعارفه، لكن شما لم يسبق لها أن تعرفت على المطبخ أوتفاصيله، نظرا لقيام والدتها عنها بهذا الدور خلال الفترة التي سبقت زواجها. تأسيس بيت جديد هو كل ما تطمح له كل فتاة، والعناية بهذا الركن والاهتمام به يختلف من سيدة لأخرى، فهناك من ترى أن بيتها الجديد هو مملكتها الخاصة، يمنح لها مساحة كبيرة من الإبداع، ويحقق لها الاستقلالية في تسيير أمورها كيفما تريد وبالطريقة التي تراها مناسبة دون تدخل أي طرف، كما يشكل البيت الجديد اختبارا للفتاة في الزواج، ومحكا حقيقيا في قدرتها على إدارته الإدارة الصحيحة، وكل زوج ينتظر من زوجته أن تمارس دورها الحقيقي وما أوكلته لها الطبيعة الأنثوية، من وضع لمسات إبداعية في زوايا البيت، وفي ترتيب المائدة والإشراف على كل كبيرة وصغيرة فيه من استقبال ضيوف من أهلها أو من أهل الزوج، وغيرها من التفاصيل الصغيرة التي تقيم الزوجة وتزيد من تقديرها في عين زوجها والمحيطين بها. أمي تطبخ ويكاد يكون الشهر الكريم هو المحك الحقيقي للزوجات في أول سنة زواج، فكل سيدة تحمل معها ذكريات أول رمضان وتحتفظ بما حدث لها في أول صيام في بيتها، خاصة وأن التركيز غالبا ما يكون على الأكل وما تقدمه سيدة البيت كل يوم من أطباق. تقول نادية علي موظفة متزوجة حديثا عن صيامها أول سنة في بيت زوجها وطريقة استقبال ضيوفها: لم يسبق لي أن دخلت المطبخ بشكل جدي عندما كنت في بيت أهلي، وكانت والدتي أطال الله في عمرها تقوم بكل ما يلزم لتجهيز الأكل واستقبال الضيوف، بينما تفرغت للدراسة فقط، وعندما تزوجت تغير الأمر وشعرت بضرورة تعلم أشياء ولو بسيطة في المطبخ، وتضيف نادية: بالنسبة لي المطبخ وأوانيه فهي غريبة علي، لهذا أكتفي ولليوم باقتناء الدلات والفناجين والصحون، بينما تفاصيل القدور ومعرفة كل نوع منها ولما يصلح فإن ذلك لازال غائبا بالنسبة لي فهناك أنواع منها لا أعرف استعمالاتها. وتوضح نادية على أنها اكتفت في أول سنة صيام بالمرور على بيت والدتها بعد انتهاء دوامها لتأخذ ما جهزته لها من مأكولات للإفطار والسحور، وتوضح أن بيتها كان شبه فارغ من المؤونة، إلى ذلك تضيف: وأذكر مرة أن أكثر من 12 شخصا من عائلة زوجي جاءوا لزيارتنا وباتوا عندنا، فكنت أرتعش، ويظهر الارتباك علي، إلى درجة أنهم لاحظوا ذلك، فعاشت معي والدتي حالة طوارئ، بحيث كانت تجهز الأكل على دفعات وترسله إلي، وتضيف نادية: كان بيتنا للنوم فقط، أما الأكل والشرب فهو من عند والدتي، ولازلت على هذا الحال إلى اليوم. مواقف وطرائف في حين تقول نعيمة محمد “ربة بيت” وتتحدث عن طرائف ما حدث لها في رمضان أول سنة زواج: كان سني صغيرا حينما تزوجت، لم أكن على دراية كبيرة بالمطبخ، خاصة أن كل التركيز يكون على الأطباق وأنواعها المختلفة، وزوجي من الرجال الذين يحبون الأكل، فكان يأتي لي بكل أصناف اللحوم، والدجاج، الذي يجب غسله بشكل جيد، والأسماك، فمرات كنت أبكي من كثرة العمل في المطبخ، وعدم درايتي بما أقوم به، فكنت أرمي بالأكل في القمامة، عندما يحترق أو يلتصق بالجدر، أو يكون الأكل به زيادة ملح، نتيجة عدم تقديري لمقدار التوابل والبهارات. وتضيف نعيمة: من بين الطرائف التي أذكرها إلى اليوم هو أن زوجي اشترى لي فرنا جديدا، ويحتوي الفرن على شواية، ومُنار بالكهرباء، وذات يوم أخبرني أننا سنستقبل ضيوفا في البيت، فاقترحت تجهيز الدجاج المشوي في الفرن، نظفته غسلته وقمت بتتبيله، وصففته في السيخ، وشغّلت الكهرباء، بينما أغفلت تشغيل الغاز، وظلت الدجاجات تدور، وتدور لمدة أربع ساعات وأكثر، وكل مرة أطل عليها أجدها لم يحمر لونها، وبعد تلك الفترة فتحت الفرن لأجدها نشفت تماما من الماء وباردة ولازالت نيئة، وتضيف نعيمة: لم استطع إخبار زوجي بما حصل، وأسرعت بتجهيز هذه الدجاجات في القدر وعلى نار عالية جدا، وعندما جاء الضيوف استقبلتهم بالحلويات والمشروبات إلى أن تم تجهيز الأكل، لكن الارتباك كان واضحا علي كثيرا من خلال تصرفاتي، وفي طريقة استقبالهم، ولم تخف نعيمة استياء زوجها منها في كثير من الأحيان حين كان يقارن بين ما تجهزه من أكل وبين أكل والدته التي دوما يشيد بطبخها ولذته. اختبار لأن أول سنة زواج تعد اختبارا لمهارات الزوجات الجدد وقدرتهن على إدارة البيت، فإن الصوم في بيت الزوج يعتبر اختبارا حقيقيا لبعض السيدات، خاصة في وقت “العزومات، في هذا الإطار تقول رشا توفيق موظفة متزوجة حديثا: لم تكن لي دراية بالمطبخ، قبل الزواج، حيث كانت تتكفل والدتي بكل شيء وتجهز كل ما نحب من أصناف وأنواع المأكولات المختلفة، وبعد انتقالي من بلدي للعمل هنا في الإمارات، استمريت على نفس الحال، كنت أقضي وقتي في العمل خلال شهر رمضان، وبعد الدوام أنام، وعندما يقترب موعد الإفطار أبحث عن مطعم قريب أتناول فيه فطوري، ولكن بعد الزواج، شعرت بضرورة تعليم أبجديات الطبخ، وتضيف رشا: كنت على تواصل دائم مع والدتي لتعلم وصفات بعض الأكلات التي يحبها زوجي، فتعلمت المنسف، والمسخن، والمقلوبة، وبمقاربتي لطرق هذه الوجبات شعرت بحبي الدفين للمطبخ، وتلقيت تشجيعا من زوجي مما زاد اعتزازي بنفسي، واستمريت أبحث في اتجاه إرضاء ذوقه، ورغم الصعوبات الكبيرة في البداية، حيث الحروق التي يسببها الزيت، والفرن، وعدم ضبط بعض الأكلات بنسبة مطلقة، وغيرها من الأمور غير المتوقعة.. تضيف رشا: استفدت من طريقة تنفيذ الوجبات بشكل انفرادي، بحيث كنت أجهز مقدار وجبتين في اليوم، وهذا ساعدني في تجهيز كمية كبيرة في رمضان، رغم الصعوبات في إدارة وقت العمل في تجهيز هذه الوجبات، بحيث استمر العمل في تجهيزها ذات مرة من الثانية عشرة ظهرا وحتى آذان المغرب، عندما استقبلت ضيوفا في بيتي ولأول مرة بعدد كبير. ورطة حقيقية وتتحدث رشا عن أول “عزومة” تتكون من 10 أشخاص من أهل زوجها في بيتها في رمضان الحالي، وتقول: كانت أول مرة أستقبل ضيوفا بهذا العدد، وقد شعرت بالخوف، إلى درجة أنني كنت أحلم بهذه العزيمة وكيف ستتم؟ وما الذي سأقدمه، وفي اليوم الموالي قمت بجدولة ما سأقوم به، بحيث جهزت لائحة بالمشتريات وتسوقت قبل العزومة بيوم، وفي نفس اليوم سطرت ما سأجهزه من أكل. وتشير رشا إلى أن التركيز في شهر رمضان يكون على مائدة الطعام خلال العزومات، خاصة بالنسبة لحديثي الزواج فإن التركيز يكون على الزوجة الجديدة وما ستظهره من مهارات منزلية في استقبال الضيوف.. إلى ذلك تضيف رشا: كان هذا اليوم محكا حقيقيا بالنسبة لي، فهي أول مرة ومنذ زواجي نستقبل 10 أشخاص في يوم واحد، وهم من أهل زوجي، فكنت أحسب كل خطواتي في تجهيز ما أجيده حتى أتجاوز هذه الورطة، كانت الصعوبة الكبيرة في طريقة ضبط الوقت، وكيفية إدارته ليكفيني في تجهيز كل الأكلات، بحيث جهزت أنواعا كثيرة منها المقلوبة، والدجاج المشوي في الفرن، وشوربة العدس، وورق العنب، والسلطات، والعصائر، والسمبوسة، وأنواع أخرى من الحلويات... وتعبر رشا عن سعادتها بقدرتها على تقديم كل هذه الوجبات في آن واحد، وقامت بذلك بنجاح. وتشير رشا أنها شعرت بسعادة كبيرة وهي ترقب الضيوف يستمتعون بما تقدم لهم من أكل طيب. وتضيف: فعلا شعرت بسعادة عندما أثنى الجميع على ما أنجزته، وأقول إن الغربة ساعدتني على تسيير أموري بشكل جيد، حيث أعادت صياغة شخصيتي وأضافت إلى الشيء الكثير، إذ أصبحت سيدة بيت، وأحببت المطبخ بشكل كبير، فأقول إن كل سيدة تمتلك هذه المهارات، وباقترابها من المطبخ قد تكتشف حبها لهذا المكان الذي يتطلب الكثير من الإبداع، ومن خلاله ستسعد زوجها وأولادها وأهلها ونفسها بالدرجة الأولى، كما أقول إن الأكل نَفَس، كلما أحببنا المطبخ واستمتعنا به، كلما كان الأكل طيبا ولذيدا وصحيا. طقوس عائلية وإذا كان شهر رمضان شهر المشاعر والشعائر الذي يحقق السعادة الروحية والنفسية للمسلمين، فإنه يجعل البعض الآخر يستحضر الذكريات في كل يوم من حياته، خاصة لمن فارق أهله حديثا، في هذا السياق تقول حليمة سعد: مثل هذه المناسبات تشعرني بالألم يعتصر قلبي، حيث ابتعدت عن أهلي، وتضيف: بعد زواجي استقبلت رمضان بعيدا عن أهلي، فرمضان الأول لم يكن الأجمل لأنه حمل ما يشبه الصدمة لتغيير طقوس عائلية، امتدت سنوات في حياتي، حيث كان بيت والدتي هو البيت الكبير، فكنا نجتمع أول يوم رمضان، لنفطر جميعا، وتأتي كل أخواتي المتزوجات، وإخواني المتزوجين وأولادهم، وكل منهم يحمل ما لذ وطاب من مأكولات، فأول يوم رمضان في عائلتي هو احتفالية كبيرة في البيت الكبير. وتوضح حليمة أن دورها كان محوريا في بيت أهلها، بحيث كانت تستقبل الضيوف والأولاد، وكانت تستطيع تجهيز أصناف وأشكال من الأكل تفوق احتياج 20 شخصا دفعة واحدة، إلى ذلك تقول حليمة: بعد زواج كل أخوتي كنت أستمتع بتجهيز الطعام، كما كنت أستمتع بتجهيز أطباق يحبها الصغار، وأستمتع فيه بالدعوات وضحكات الصغار وتواصل الأجيال والترحم على الأموات والدعاء للأحياء وتبادل الأخبار ومشاريع التواصل والتقارب بين أفراد العائلة، وقد ضاقت بهم طرقات المنزل وسلالمه وردهاته، وهذه الطقوس تتكرر بشكل تلقائي خلال شهر رمضان وفي ليلة القدر، بالإضافة لاستقبال الضيوف بشكل يومي في هذا الشهر الكريم، هذا الأمر كان يسعدني كثيرا جدا، حتى جاء يوم وانسلخت عن هذا كله، وانتقلت للعيش في بيت زوجي. افتقدت حلاوة رمضان تضيف حليمة سعد: حمل زواجي في بدايته جملة كبيرة من التغييرات، من منزل جديد، وعائلة جديدة، وأسرة جديدة، وأيضاً ضيوف جدد يجب أن تتحدث أمامهم بلباقة وكياسة، والأهم محاولة التكيف مع كم التغييرات، وكل هذا منعني من معايشة الجمال في التجربة الجديدة، لم أشعر بحلاوة رمضان في بيت الزوجية، لم أستطع التعايش مع هذا المكان الجديد، وطاردتني الذكريات ومنعتني من الاستمتاع في بيت زوجي، لم تكن مشكلة مطبخ وتجهيز أكل، بقدر ما كانت صدمة التغيير التي حالت
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©