الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصدقة» دليل إيمان يدفع البلاء عن صاحبها

«الصدقة» دليل إيمان يدفع البلاء عن صاحبها
5 أغسطس 2013 20:54
إن المتأمل لفضائل الصدقة المتعددة، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، يدرك مدى عظم فضلها وأهميتها القصوى مقارنة بغيرها من الأعمال الصالحة. فالصدقة في الشهر الفضيل تتضاعف فيها الحسنات ويمحو الله بها السيئات والذنوب، حيث يجتمع ثواب الصدقة مع الصيام، لذلك أمر الله سبحانه وتعالى بالإنفاق في وجوه البر فيه، اقتداءً بالرسول الكريم، الذي كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان. يتسابق الكثير من المسلمين في الشهر الفضيل إلى فعل الخير بكل أنواعه، لكن أكثر ما يقبل الجميع على القيام به هي «الصدقة»، لما فيها من أجر عظيم وثواب جزيل، ولذلك سئل النبي «صلى الله عليه وسلم»، أي الصدقة أفضل؟ فقال: «صدقة في رمضان»، وفي هذا حث على الإكثار من الصدقة فيه، وتحريض على مزيد الإنفاق في أيامه ولياليه على البائسين المعوزين. فعل الخير يقول أحد مندوبي الهلال الأحمر المتواجد دائماً في أحد المراكز التجارية، والذي له إلمام كبير بتبرعات الكثير من الناس، إن المسلمين طوال العام يقومون بأوجه التبرع في الأعمال الخيرية كافة من خلال شراء الكثير من الكوبونات المخصصة للصدقة، سواء لبناء مسجد أو لكسوة العيد أو إفطار الصائم أو كفالة يتيم أو حفر الآبار، تلك الكوبونات التي تتوافر في الكثير من المراكز التجارية لدى موظفي الجهات الخيرية الذين يستقبلون المتصدقين بوجه حسن وابتسامة خير. ويذكر المندوب أن أهم أنواع الكوبونات التي يتم تسويقها في الكثير من المراكز التجارية، هي المير الرمضاني وإفطار الصائم، وكفارة اليمين، والمساعدات المحلية والمساجد وغيرها الكثير، مشيراً إلى أن الجميع يتسابق لفعل الخير حتى الصغار يشاركون في ذلك من خلال إقبالهم على شراء تلك الكوبونات، التي يجدون فيها أن الصدقات والخير في رمضان لا غنى عنهما، فالصدقات لها فضل وثواب عظيم والقيام بها خلال شهر رمضان جزاؤه الثواب الكبير والأجر المضاعف. من جهته لا يتوقف فيصل عبدالله، «موظف حكومي»، طوال شهر رمضان الكريم عن الصدقة من خلال شراء الكثير من كوبونات التصدق التي توفرها هيئة الهلال الأحمر، عند المندوبين المتواجدين في الكثير من المراكز التجارية، إيماناً منه بأن الصدقة في هذه الأيام المباركة لها فضل وأجر كبير، فهي تطفئ غضب الله سبحانه، وتمحو الخطيئة، وتذهب نارها، كما أنها وقاية من النار، كما أن الصدقة دواء للأمراض البدنية كما ورد في قوله صلي الله عليه وسلم «داووا مرضاكم بالصدقة». وصاحب الصدقة يبارك الله له في ماله، وكذلك تدعو الملائكة للمتصدق بأن يبارك الله له في ماله، وفي ذلك يقول صلي الله عليه وسلم ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً». مظهر إسلامي وتأكيداً على قيمة الصدقة في رمضان لما لها من أجر يقوم خالد الطنيجي (28 سنة) باصطحاب ابنه الكبير (12سنة)، ويجعله يشتري مجموعة من كوبونات التصدق من مصروفه الخاص الشهري، والذي يقتطع جزءاً منه للصدقات. ويقول الطنيجي: «التصدق في رمضان فرصة للصغار والكبار من أجل الحصول على الأجر وخدمة الآخرين لكسب رضا الله سبحانه وتعالى، وما نقدمه من عمل بسيط لكنه في المقابل قد يرسم الفرحة على شفاه الكثير من المحتاجين والفقراء الذين هم بحاجة إلى الكثير من المأكل والملبس والمشرب». ويورد الطنيجي، أن التصدق في رمضان يعتبر مظهراً إسلامياً يجب المحافظة عليه في ظل حالة التفكك الاجتماعي التي تسود الدول الغربية، والتي بدأت تتسرب بشكل جزئي إلى كثير من المجتمعات الأخرى، لذلك فإن رمضان كما هو موسم لتحصيل الحسنات والتقرب إلى الله عز وجل بالنسبة للكبار، يجب أن يكون مرتكزًا لتربية الأبناء وتوجيههم توجيهًا إسلامياً صحيحاً، ولذلك نحن نحرص في رمضان على أن يكون للأطفال دور كبير في عمل الخير. ومن الصور الأخرى للصدقات التي تزداد في شهر الخير، على حد قول الطنيجي، تفطير العائلات المحتاجة مباشرة، وآخرين يقدمون صدقاتهم عن طريق جمعيات خيرية سواء أكانت تلك المساعدات مادية أو عينية، رغبة في الوصول للفئات التي تستحق العون. أما الثلاثينية رباب أحمد، تحرص على التصدق في رمضان لأنها ترى أن «الأجر في الشهر الكريم مضاعف»، غير أن ما يحيرها أنها لا تعرف أين تنفق صدقتها على وجه التحديد، وإلى أي جهة ترسلها، معتقدة أن هناك جهات محتاجة أكثر من غيرها، وكي تتجاوز الأمر، تسأل أحمد المقربين منها عن المحتاجين، ليتسنى لها إيصال صدقتها إليهم بشكل مباشر. دفع البلاء بدوره يبين الدكتور سيف الجابري مدير إدارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية في دبي، أن الصدقة في رمضان مضاعفة وأجرها عظيم وفضلها كبير، ومن المفاتيح السرية التي تدفع البلاء عن المتصدق، وهي من أعظم الطهورات التي تطهر المسلم، لذلك نجد أهل الخير يتسابقون في رمضان إلى دفع الصدقات. كما أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة، كذلك من فضل الصدقة أنها دليلٌ على صدق العبد وإيمانه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم «والصدقة برهان»، بالإضافة إلى أنها مطهرة للمال لمن يعمل في التجارة والبيع والشراء، وتخلصه من الذنوب التي يكتسبها من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة والمنكرات وتطهره. فوائد الصدقة ? يجود الله تعالى في شهر رمضان على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. ? الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة. ? أن الصيام، والصدقة أبلغ وأعظم في تكفير الخطايا، واتقاء جهنم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم «الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار». ? زيادة التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع الإسلامي الغني منهم. ? تزكية لنفس الغني من الشح والبخل ونجاة من العذاب، كما فيها نقاء لنفس الفقير من الحقد على الغني؛ لأنه يعلم أن له حقاً في ماله. التكافل والتراحم ? الصدقات، «تجوز» للمحتاجين من الناس ولغير المحتاجين، إذ يمكن دفعها للأقارب من باب صلة للرحم، أو للأصحاب والأصدقاء على سبيل التواد والتواصل، أو للجيران وزملاء العمل، حتى وإن كانوا أغنياء، لأن الصدقات «ليس المقصود» منها فقط تقديم المساعدة لمن يحتاج المساعدة، وإنما يقصد منها إبراز معنى التكافل والتراحم بين المجتمع الواحد، بغض النظر عن مدى حاجة أفراده، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم «عدّ إنفاق الرجل على أولاده من قبيل الصدقة، وإعانة الزوجة لزوجها من قبيل الصدقة أيضاً».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©