وصل وزير الخارجية الصيني يانج جيتشي إلى الخرطوم أمس في زيارة وصفت بالـ “مهمة” يبحث خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشتركة والمصالح الاقتصادية بين الدولتين وذلك في إطار جولة تشمل جنوب السودان في أول زيارة لها عقب إعلانها دولة مستقلة في يوليو الماضي.
ومن المقرر أن يلتقي الوزير الصيني في مستهل زيارته الرئيس السوداني عمر البشير و نظيره علي كرتي إلى جانب عدد من المسؤولين السودانيين خاصة في القطاع الاقتصادي. وقد رحبت وزارة الخارجية السودانية بزيارة الوزير الصيني. وقال المتحدث باسم الخارجية العبيد احمد مروح إن الوزير الصيني والذي يرافقه وفد عالي المستوى سيجري مباحثات مع مسؤولين في الخرطوم تتناول مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويري مراقبون أن الزيارة ستأخذ طابعا اقتصاديا أكثر من كونه سياسيا مشيرين إلى أن الوزير يصطحب معه عددا من المسؤولين بمؤسسات اقتصادية بالقطاعين العام والخاص .وأكد المراقبون أن النفط والتنقيب عنه سيستحوذ على المساحة الأوفر من المباحثات التي يجريها الوزير والوفد المرافق له في دولتي السودان وجنوب السودان.
و تأتي زيارة المسؤول الصيني في وقت يشتد الجدل حول النفط بين السودان وجنوب السودان وهو القطاع الذي تعد الصين اكبر مستثمر فيه بالدولتين.
وأكد مصدر مسؤول بالخارجية السودانية لـ”الاتحاد” أن الزيارة وثيقة الصلة بزيارة قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى الصين مؤخرا تحقق خلالها الكثير من المكاسب والدعم خاصة على المستوى الاقتصادي حيث تلقت البلاد مئات الملايين من الدولارات كمنحة من الصين بمناسبة زيارته.
وقال المصدر إن وزير الخارجية علي كرتي قد مهد لهذه الزيارة بقوله إن البلدين على وشك أن يحققا ما يصبوان إليه من علاقة استراتيجية مشيدا بالعلاقات الراسخة بين البلدين والتي ستدخل عهدا جديدا بعد انفصال الجنوب. وأشار إلى أن التزام البشير بتقديم كافة التسهيلات وتذليل العقبات أمام الشركات الصينية قد حفزها عشرات الشركات على إعلان رغبتها في الاستثمار بالبلاد.وقال المصدر إن الخرطوم تعول كثيرا على الزيارة في أن تترجم اتفاقيات وقعت بين الجانبين تهدف إلى تكثيف الاستثمارات الصينية في السودان خاصة في مجال النفط والتنقيب عنه.
وأشار المصدر إلى أن الوزير يصطحب معه خلال الزيارة عددا من المسؤولين في مؤسسات اقتصادية بالقطاعين الخاص والعام مشيرا إلى أن الصين أكدت أنها ستواصل دعمها للسودان وتبحث عن مجالات جديدة لاستثمار في القطاع الزراعي .وفي الإطار أكدت شركة(سي ان بي سي) المتخصصة في مجال النفط أنها تستعد حاليا لرفع سقف استثماراتها في السودان.
وأكدت الشركة إمكانية زيادة إنتاج البلاد النفطي في مربعي 2 و4 بمناطق هجليج وبليلة في جنوب كردفان وتلقت الشركة التي تعد اكبر مستثمر في النفط السوداني تطمينات من الحكومة باستمرار العقود المبرمة وتأمين عامليها وأنشطتها.
ويغادر الوزير الصيني السودان إلى جنوب السودان في أول زيارته له للدولة الوليدة في افريقيا .يذكر أن الصين كانت من أوائل الدول التي بادرت بالاعتراف بدولة جنوب السودان ، وأعلنت عن إقامة علاقات دبلوماسية مع جنوب السودان عشية احتفالات باستقلالها مطلع يوليو الماضي. وكان الوزير الصيني اختتم في وقت سابق أمس زيارة خاصة لمدينة الأقصر المصرية ، استمرت يومين .
عدد اليوم
