الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاستغناء عن الخادمة ينمي روح التعاون الأسري والحضانات و «البارت تايم» حلول بديلة

الاستغناء عن الخادمة ينمي روح التعاون الأسري والحضانات و «البارت تايم» حلول بديلة
4 نوفمبر 2010 20:31
كثير من السيدات، لا سيما العاملات، تجد أن وجود الخادمة في المنزل ضروري جداً، رغم مساوئه العديدة، باعتبار أنها، أي الخادمة، شرّ لا بد منه، فهي تقوم بالاعتناء بالمنزل والأولاد أثناء فترة غياب الأم والأب وبالمقابل فهي تتسبب في حدوث الكثير من المشكلات والخلافات بين أفراد الأسرة خاصة لصاحبة البيت. يحتل موضوع الخادمات، أولويات الأحاديث بين النساء أو بين الأزواج يومياً، بما تسببه من صداع وأرق يومي للأسرة كافة، فالخادمة تصبح الشريك المنافس للزوجة في المنزل، تشاركها الحكم في هذه المملكة التي من المفروض أنها مملكة الزوجة وحدها، كما تشاركها في كلّ شيء حتى أبسط الأشياء. اعتماد كلّي تقول إنجي زهران، موظفة في بنك: “أصبحت عزيزة (الخادمة) جزءاً لا يتجزأ من حياتنا الأسرية، فبعد مرور 6 أعوام على وجودها في منزلنا، أصبحت أعتمد عليها اعتماداً كليّاً حتى في مسألة الطبخ، ذلك أنني لا أتمكن من إنجاز مهامي في العمل وأعمالي المنزلية في الوقت ذاته، إذ إن دوامي ينتهي في وقت متأخر من اليوم، في السادسة أو السابعة مساءً، وعندما أصل للمنزل أكون منهكة، لا أستطيع عمل أي شيء سوى الجلوس مع الأولاد وتدريسهم، فما بالك بالأعمال المنزلية، لذلك فإنني لا أستغني عن خادمتي “عزيزة”، وهي تدرك ذلك بالفعل، وتشعر بأهمية وجودها في المنزل فأصبحت تعاملني وكأنها شريكتي وليست خادمتي”. وتتابع: “تناقشني وتجادلني أثناء الحديث، وتفرض رأيها حين تريد، كما أنها تطلب مني كلّ ما تريده حتى لو لم يكن ذلك من ضمن حقوقها عليّ كموظفة أو خادمة، وإذا ما اشتريت شيئاً أعجبها تطلب مني مثله دون خجل، وأنا أفعل لها ذلك؛ لأنني أقدر قيمتها ومجهودها فلولاها لما تمكنت من القيام بمسؤولياتي المنزلية على الوجه الصحيح”. وإذا كان هذا الواقع يدفع زهران للتمسك بخادمتها، فهو نفسه الذي دعا صديقتها شيماء عادل إلى الاستغناء عن وجود الخادمة في المنزل، تقول عادل: “مللت مسألة الاعتماد على الخادمة بينما أنا ما زلت في الثلاثين من عمري، فقد وصل حدّ الاعتماد على الخادمة في المنزل 100% لدرجة أنني ما عدت أتذكّر ماذا يوجد في المنزل وأين وضعته، إلى ذلك فقد صارت ابنتي صبية، تبلغ من العمر 12 عاماً ومع ذلك، فهي تجلس في مكانها وتطلب كأس الماء من الخادمة، وكذلك الحال بالنسبة لأخيها الأصغر”. إعادة تنظيم تقول عادل: “لم أستطع الاستمرار في الخطأ، فرغم إيجابيات وجود الخادمة في المنزل، وهي القيام بأعمال المنزل أثناء وجودي في العمل، إلا أنني لم أعد أشعر بقيمة وجودي أو أهميتي فيه كربة منزل، فقد حاولت الخادمة أن تستولي على جميع مهامي حتى أنها باتت تفعل كلّ شيء دون الرجوع إليّ أو أخذ الإذن مني، فضلاً عن أنها أدخلت عادات وتربية مخالفة لعاداتنا ولما أريد أن أربي أبنائي عليه، فعلى سبيل المثال أدمن أطفالي على مشاهدة المسلسلات والأفلام المدبلجة سواء التركية أو الأجنبية علماً بأنها لا تناسب سنهم، وكان من الصعب أن أضبط هذه المسألة أثناء غيابي عن المنزل، ولهذا ولأسباب أخرى كثيرة فقد قررت الاستغناء عن الخادمة وبدء حياتي الأسرية من جديد، بالاعتماد على نفسي وبالتعاون مع عائلتي”. وتضيف: “تناقشت في المسألة مع زوجي، ووافق، وبعد أن أنهت الخادمة سنوات عملها وسافرت، قررنا أنه لن تدخل خادمة هذا المنزل إلا إذا كانت تعمل بنظام الساعات، وصحيح أن البداية كانت صعبة، حيث كانت جميع الأعباء المنزلية، فضلاً عن أعباء العمل ملقاة على كاهلي، لكنني شيئاً فشيئاً استطعت الوقوف على قدميّ وتنظيم حياتي من جديد دون خادمات”. روح التعاون حول رحلة الاستغناء عن الخادمة، تقول عادل: “في البداية، قمت بجرد المنزل وتنظيف الأشياء كما يحلو لي، وقد هالني ما رأيت فبعض الأشياء وكأنها لم تنظف منذ زمن، وبعض الأدوات المنزلية تعرضت للكسر، ثم بدأت التنظيف والترتيب على مزاجي، كما طلبت من ابنتي أن تقوم بالمساعدة وبالفعل، فقد بدأت بالاعتماد عليها في بعض المهمات البسيطة مثل ترتيب غرفتها وجلي الأواني، أما طفلي الصغير فقد تعلم أن يرتب ألعابه بعد أن ينتهي من اللعب بها، وأن يساعدنا في نقل أدوات الطعام إلى طاولة السفرة، ومن خلال التعاون بين أفراد الأسرة استطعنا أن نجتاز الفترة الانتقالية، والآن أشعر بالراحة والطمأنينة أكثر دون وجود الخادمة، فلا مشكلات بين الأولاد كما كان يحدث في السابق، ولا شكاوى على أحد، وإذا غبت عن المنزل مع الأولاد أكون مطمئنة أكثر ولا أحد يتسبب لي بالإزعاج”. وتتابع: “اتفقت مع إحدى الخادمات التي تعمل وفق نظام الساعات حالياً، وهي تأتي إلى منزلي مرتين في الأسبوع، تمكث ساعتين في كلّ مرة، تقوم خلالها بمساعدتي في أعمال المنزل مثل التنظيف، أما الترتيب وغسل الملابس والعناية بالأولاد فأتولى أمورها بنفسي، ويساعدني زوجي في بعض الأحيان خاصة في موضوع تدريس الأولاد، ما جعلنا ننعم بحياة أسرية أفضل يسودها التعاون والمسؤولية” حلول بديلة تقول الاستشارية الأسرية إنعام المنصوري، إن “تجربة الاستغناء عن الخادمة خطوة جيدة جداً، لما لها من فوائد أسرية أهمها تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى أفراد الأسرة والتعاون فيما بينهم، بالإضافة إلى الاعتماد على النفس، وعدم إدخال سلوكيات وقيم مخالفة لقيمنا عن طريق الخادمات، فضلاً عن سلبيات أخرى كثيرة يصعب حصرها”. هنالك العديد من السيدات، تقول المنصوري، اللواتي لا يعرفن شيئاً عن أولادهن أو عن منازلهن، وذلك بسبب إعطاء جميع الصلاحيات والمهام المنزلية للخادمات، علماً بأن العمل خارج المنزل لا يسقط عنهن أعباء العمل فيه أو ينفي عنهن المسؤولية تجاهه، ولذلك على المرأة أن تضع منزلها وأولادها على قائمة أولوياتها، وذلك من أجل مصلحة الأسرة والمجتمع معاً. وتضيف المنصوري أن هناك العديد من الحلول البديلة التي يمكن أن تستعين بها السيدات، خاصة العاملات، من أجل مساعدتهن في أداء بعض أعباء المنزل والأطفال، مثل إنشاء حضانات للأطفال في أماكن العمل، وكذلك إيجاد مكاتب معترف بها من قبل الدولة للعمل الإضافي أي نظام العمل بالساعات والذي يوفر خادمات من الجنسيات كافة في أي وقت تطلبه المرأة. سلبيات الخدم تشير أنعام المنصوري، استشارية أسرية، إلى أن هنالك سلبيات كثيرة لوجود الخدم في المنازل لا يتسع المجال دائماً للحديث عنها، ومن بينها العلاقات المحرمة التي تنشأ بين الخادمات مع أفراد من خارج المنزل في غياب أهله، وجرائم التحرش الجنسي من قبل الخدم بالأطفال، فضلاً عن الجرائم التي ترتكبها بعض الخادمات في حق أهل المنزل وأبسطها، وأكثرها خطورة، جرائم العنف ضد الأطفال، والعنف ضد ربات البيوت والتي تصل أحياناً إلى حدّ القتل، وقد شهدت الدولة مؤخراً العديد من الجرائم التي ارتكبتها خادمات بحق مخدوميهن، وبعض هذه الجرائم تم تصويرها بواسطة أشرطة الفيديو وعرضت على شاشات التلفزيون لتفتح ملف الخادمات وجدوى استخدامهن من جديد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©