الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مفتي مصر يدعو إلى مواكبة التطور ومراجعة مناهج التعليم

29 سبتمبر 2006 01:52
جميل رفيع : تحت رعاية معالي الدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم وبالتعاون مع وزارة التربية أقامت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف مساء أمس بالمجمع الثقافي في أبوظبي الندوة الرمضانية الثانية تحت عنوان ''دور الأجيال في الحفاظ على المكتسبات الوطنية وتنميتها'' وقد شارك في الندوة كل من سماحة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية، وسماحة الدكتور عبد الفتاح البزم مفتي دمشق، وأدارها الدكتور محمد مطر الكعبي، مدير التخطيط والمتابعة بالهيئة، وقدم للندوة بكلمة أبرز فيها ما أنجزته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها إلى اليوم من منجزات على مختلف الصعد، فكيف ينبغي المحافظة على ما أنجزه المؤسسون الرواد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''رحمه الله'' وإخوانه من الحكام الأوائل ''رحمهم الله'' وما ينجزه اليوم شعب الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' حضر الندوة حشد من القيادات التربوية والمدرسين والمدرسات وعدد من المهتمين في المجال التربوي في القطاعين الحكومي والخاص· مكانة المعلم وقد بدأ سماحة مفتي دمشق الندوة متوجها بالشكر الى صاحب السمو رئيس الدولة على استضافته لهذه الكوكبة من العلماء جرياً على سنن والده المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وشكر الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على حسن تنظيمها لهذا البرنامج الرمضاني، ثم توقف على مكانة المعلم المربي في الإسلام، ذاكراً جانباً من سيرة المعلم الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم في العهدين الملكي والمدني وكيف استطاع أن ينتقل بالأمة من الأمية إلى أرقى ذرا الحضارة والمدنية، مؤكداً أن الحكمة المتوارثة لدينا تقول: إن الأدب مع الخلق هي مقدمة للأدب مع الخالق وفي أخلاقنا الإسلامية نجد ما يدعونا لأن نتعلم العلم، لا لأجل المغانم الشخصية والمادية بل لحمل رسالتنا وأخلاق نبينا تحقيقاً لمفهوم الإحسان في الإيمان كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم: ''أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك''· وبمثل هذه المبادئ يمكن أن نشحن في أبنائنا حب الوطن، والاستقامة، والصدق، فدور المدرس في الصف ليس تفريغ العلوم والمعارف والفنون في أوعية الأبناء وأدمغتهم فحسب وإنما هو مرب كذلك فينبغي أن يوجه لقلوبهم ما يضمن حماية هذه العلوم والفنون وتحدث عن ضرورة ترابط المدارس الثلاث وتسلسل أدوارها: المدرسة الأولى ''البيت'' والمدرسة الثانية ''التربية والتعليم'' والمدرسة الأكبر ''المجتمع''، وكل مدرسة يجب أن تحمل أمانتها وتؤديها بإخلاص· حب الوطن بعد ذلك تحدث مفتي مصر فأخذ عنوان الندوة وراح يؤصله، ولأن حب الوطن لكل مواطن والانتماء إليه مطلوب ومرغوب فقد ركز معنى الانتماء، وأن للإنسان عادة انتماءات كثيرة·· انتماء للقبيلة وانتماء للوطن وانتماء للأمة، وانتماء للقضية، وهذا لا يعني تضارباً في الانتماءات بل هي دوائر متداخلة لا تتناقض بشرط أن لا تتحول إلى عرقية أو عصبية ممقوتة وقد رأينا النبي صلى الله عليه وسلم لا ينكر انتماءه لقريش ولا لمكة، ولا يخفي حبه لأهل مكة وذلك في عدد من مواقفه يوم فتح مكة، فكان يوم الفتح يوماً في الحب ودروساً في الانتماء ثم عرج على حيرة شبابنا أمام تحديات العصر، هذه الحيرة قد جرت بعضهم للتطرف وللعنف، وللتفكير وللتنفير، وذلك بسبب كثرة التيارات والأحزاب أمام الشباب، وكان الأولى أن يعتصموا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأن يقتدوا به في حبه لدينه ولأهله ولمجتمعه ولوطنه لئلا يقول الناس إن محمداً يقتل أهله أو أصحابه، وقال سماحته: إن الأمر في غاية الوضوح ولكن الحيرة هي صرفتهم عن ذلك، فوقعوا في المحظور وهو قوله صلى الله عليه وسلم ''من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها فهو في النار'' والحفاظ على المكتسبات أمر مطلوب منذ العصور الإسلامية الأولى، فقد أبدع المسلمون في العلوم والفنون والعمارة والزراعة، وكلما دخلوا بلاداً حافظوا على خصائصها ومكتسباتها وحضارتها فلم يستعرضوا ولم يغتصبوا ولم يدمروا، وما تزال آثار ذلك الإرشاد الحضاري العالمي شاهدة ماثلة في بلداننا إلى اليوم· وختم كلامه بالحديث عن العملية التربوية في بلدان المسلمين داعياً إلى مواكبة التطور السريع والحراك المستمر والمراجعة المستمرة لمناهج التعليم وأن من سبقنا من علماء القرون كانوا كذلك واستشهد بكتاب الفروق للقرافي الذي راعى قضية تطور المناهج واعتبار المقاصد والمآلات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©