الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سوق دبي السينمائي» يعمل على إبراز السينما المحلية والعربية

«سوق دبي السينمائي» يعمل على إبراز السينما المحلية والعربية
19 يناير 2013 23:55
إبراهيم الملا (الشارقة) ـ يعد «سوق دبي السينمائي» من المنصات المهمة في الإمارات والشرق الأوسط لدعم المشاريع السينمائية الإماراتية والعربية في المنطقة والترويج لها في المجالين الإقليمي والدولي، وتهدف هذه البيئة التنظيمية والتسويقية التي انطلقت مع بدايات قيام مهرجان دبي السينمائي إلى إثارة النقاشات الثقافية والنقدية بين الخبراء السينمائيين وبين الشباب المقبلين على عالم الأفلام من جانبها الإنتاجي وليس الاستهلاكي فقط، كما يسعى سوق دبي السينمائي ـ وهو جهة غير رسمية تابعة لحكومة دبي ـ إلى احتضان السيناريوهات والنصوص السينمائية والأفكار الجديدة والخلاقة التي يمكن أن تشكل نواة لفيلم متماسك وناضج على المستويين الموضوعي والفني، ويعمل سوق دبي السينمائي أيضا على تحفيز المواهب الشابة، ومتابعة دورة حياة الفيلم منذ كتابة السيناريو مرورا بالمراحل التنفيذية، ووصولا إلى التوزيع وعمليات ما بعد الإنتاج، خصوصا وأن معظم المبدعين الشبان المتحمسين لمشاريعهم السينمائية يجهلون أسرارا وآليات وضوابط وسياسات سوق السينما، وما تتطلبه هذه الخطوات المتسلسلة من تكاليف وجهود تنظيمية حتى تصل إلى المهرجانات المتخصصة وإلى الصالات العامة التي يمكن أن تحقق عوائد مادية ومعنوية مرضية لصانعي الأفلام. فكرة المشروع وللتعرف أكثر على فكرة المشروع، وتفاصيل هذه المبادرة السينمائية المهمة في المنطقة التقت «الاتحاد» بسامر حسين المرزوقي مدير سوق دبي السينمائي الذي أشار بداية إلى أن فكرة هذه المبادرة السينمائية انطلقت قبل ست سنوات تحت شعار أو عنوان عام هو : «من السيناريو إلى الشاشة»، من أجل دعم السينما المحلية والخليجية والعربية، وخصوصا الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة التي تحتاج ــ كما أوضح المرزوقي ــ إلى صناديق تمويل وإلى متابعات إجرائية متكاملة وتكتسي بالصبغة الاحترافية حتى يستطيع الفيلم أن يحقق حضورا دوليا وجماهيريا يتناسب مع قيمته الفنية والجمالية ومتلائما أيضا مع الجهود الكبيرة التي بذلت لتنفيذه. وفي سؤال حول البرامج التي يحتضنها سوق دبي السينمائي لترجمة أهدافه السينمائية ونقلها إلى أرض الواقع، أشار المرزوقي إلى أن هذه البرامج تشمل عدة مبادرات تعمل بشكل مستقل ولكنها في النهاية ــ وكما نوّه ــ تسعى لتحقيق الهدف العام وهو وصول الفيلم إلى الشاشة بعد الانتهاء من كافة الخطوات التي ساهمت في خروج الفيلم إلى النور واكتماله. البرامج واستعرض المرزوقي عددا من هذه البرامج والمبادرات مثل برنامج (مبادلة) الذي يركّز على دعم الفكرة الأولية أو المبدئية لقصة وموضوع الفيلم، من خلال الشراكة والتعاون مع جهات سينمائية عربية وأوروبية معروفة وإقامة ورش عمل متخصصة ومتعلقة بكيفية تحويل الفكرة أو القصة إلى سيناريو متماسك وقياسي وقابل للتنفيذ تقنيا وسينمائيا. وأضاف المرزوقي قائلاً «لقد قمنا في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي وبالتعاون مع شركات كبرى بتنظيم مسابقة لسيناريوهات الأفلام الروائية الطويلة على مستوى دول الخليج، ويمنح الفائز بالمسابقة ما يوازي (مائة ألف درهم) وهو الأمر الذي يمكن أن يوفر فرصا عديدة لتطوير السيناريو ودعم مشروع الفيلم ماديا وتنظيميا كي يحقق وجوده في المهرجانات والمناسبات السينمائية القادمة». ومن البرنامج الأخرى التي يحتضنها سوق دبي السينمائي أشار المرزوقي إلى أن برنامج «تقاطعات» يعد من المبادرات المشجعة لأنه برنامج يقام في شهري مايو وديسمبر في مختبر الأفلام بمدينة تورينو الإيطالية، ويوفد البرنامج عددا من السينمائيين المحليين والعرب الذين يملكون أفكارا سينمائية طموحة كي يشاركوا في الدورات التي يقيمها هذا المختبر السينمائي المهم ــ كما قال المرزوقي ــ من أجل تطوير هذه الأفكار وتتبع مراحلها المتسلسلة حتى تصل للنضج البنائي والموضوعي المطلوب، قبل الشروع في تحويل الفكرة إلى الصيغة السينمائية حسب الشروط المتعارف عليها في هذا الحقل الفني المستقل والمستفيد في ذات الوقت من الفنون الأخرى. واستطرد المرزوقي قائلا «والأفكار السينمائية التي يتم الاتفاق عليها في مختبر تورينو السينمائي الإيطالي يتم عرضها على المنتجين المشاركين في سوق دبي أثناء إقامة مهرجان دبي السينمائي من أجل التعرف على جوانب وحيثيات الفكرة، وعقد الاتفاقات المطلوبة لإنتاجها سينمائيا أو المشاركة الجزئية في تغطية تكاليفها المادية». وعن الإجراءات التطبيقية الأخرى الخاصة بمرحلة ما بعد السيناريو، أوضح المرزوقي إلى أن هناك برنامجا ثالثا خاص بهذه المرحلة وهو برنامج «تواصل» الذي يحتضن السيناريوهات النهائية والجاهزة وبحد أقصى خمسة عشر سيناريو وخلق بيئة ربط أو تواصل مثالية بين المخرجين الشباب وبين المنتجين للتباحث والنقاش حول سبل وآليات الدعم وما يليها من عمليات لاحقة مثل التوزيع والتسويق والترويج. واستعرض المرزوقي عددا من الأفلام المحلية والخليجية البارزة التي أفرزها هذا البرنامج ومنها فيلم «دار الحي» للمخرج الإماراتي الشاب علي مصطفى، وفيلم «وجدة» للسعودية هيفاء المنصور، والذي حظي بإشادة نقدية وحضور لافت في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي. وأكد المرزوقي أن سوق دبي السينمائي خلال السنوات الست الفائتة استطاع أن يدعم الأفلام المحلية والعربية الطويلة، وساهم في رفد المشهد السينمائي في المنطقة بمائة وسبعين فيلما، وهو رقم يدلل ويؤشر ــ كما أوضح المرزوقي ــ على أهمية هذا البرنامج ودوره الحيوي في ولادة وظهور أفلام عربية مستقلة ومتميزة فنيا، واستطاع أغلبها أن يحوز جوائز عديدة في المهرجانات العربية والإقليمية وكذلك الدولية ، وتمنى المرزوقي في ختام اللقاء أن يبادر السينمائيون الشباب في الإمارات إلى طرح مشاريعهم وأفكارهم الإبداعية والمبتكرة، وأن يتعرفوا على الخطوات الإنتاجية الصحيحة والمتسلسلة قبل أن يخوضوا المغامرة السينمائية الصعبة والشائكة والتي تحتاج لوعي ومنهج وإجراءات دقيقة ومنهكة ومتشعبة من أجل أن يحقق هؤلاء السينمائيون الموهوبون حلمهم المنتظر وبأقل التنازلات الممكنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©