إعداد ـ مكاوي الخليفة:
شهدت منافسات الدوري الأوروبية وبطولات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشقيها بروز عدد من النجوم الشابة وعلى وجه الخصوص بطولة دوري أبطال أوروبا لموسم 2006/·2007 واختارت مجلة ''وورلد سوكر'' في عددها لشهر أكتوبر المقبل ستة من النجوم الذين اعتبرتهم الأفضل حتى الآن في البطولة· وضمت القائمة كلا من جيريمي تولالان من ليون الفرنسي، ومدافع الانتر الجديد والمنتخب الإيطالي فابيو غروسو الذي حقق مع الأزوري الفوز ببطولة كأس العالم الأخيرة 2006 في ألمانيا، والنرويجي بريدي هانجلاند لاعب فريق كوبنهاجن الدنماركي الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل بإطاحته فريق أجاكس أمستردام، وباناجيوتيس لاجوس من فريق أيك أثينا اليوناني، والمكسيكي كارلوس سالسيدو المدافع الأيسر لفريق ايندهوفن الهولندي، بالإضافة إلى مهاجم العين الأسبق وهامبورج الحالي الإيفواري أبو بكر سانجو الذي انتقل إلى ناديه الألماني الجديد في الصيف الماضي من فريق كايزرسلاوتن· ووصفت المجلة سانجو بأنه موهبة جديدة تفجرت في البوندسليجا في الموسم الماضي حيث أحرز 10 أهداف مع فريقه كايزرسلاوتن وجهز سبعة أهداف أخرى لزملائه المهاجمين في أول موسم له في الدوري الألماني· إلا أن ذلك كله لم يكن كافيا للحيلولة من دون هبوط الفريق إلى دوري المظاليم· إلا أن سانجو كان محط أنظار الأندية التي كانت تراقبه وترصده عن كثب وسرعان ما اختطفه هامبورج في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 2,7 مليون جنيه إسترليني· وأضافت المجلة أن قوة سانجو الحقيقية تكمن في قوته وقدراته الجوية والهوائية وإجادته تنفيذ الضربات الرأسية ببراعة فائقة، كما أنه يتميز أيضا بالمراوغة وأنه من المستحيل إيقافه حينما يستحوذ على الكرة ويكون في قمة نشاطه وأدائه بفضل تحكمه الجيد وقوته البدنية الهائلة، كما أنه يتمتع بالقدرة على الاحتفاظ لأطول فترة ممكنة بالكرة لحين وصول الدعم من زملائه في الفريق· ومضت المجلة إلى القول إن سانجو البالغ من العمر 23 عاماً أطلق عليه لقب ''يورغن'' في طفولته بسبب عشقه لمهاجم ألمانيا الأسبق ومدربها السابق في نهائيات كأس العالم 2006 يورغن كلينسمان الذي يعتبره مثله الأعلى·
أما إذاعة ''دويتش فيلي'' الألمانية فقد قالت في موقعها على الإنترنت إنه قد يقول البعض إن سانجو لم يصل بعد إلى مستوى شهرة ونجومية وشعبية مهاجم فيرديه بريمن والمنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه الذي فاز بلقب هداف بطولة كأس العالم الأخيرة برصيد خمسة أهداف، أومهاجم بايرن ميونيخ الهولندي روي ماكاي إلا أن الفتى العاجي الأسمر بطوله الفارع وقوته البدنية الهائلة سرعان ما فرض نفسه كأحد أخطر المهاجمين في البوندسليجا بفضل أدائه القوي ومهاراته في المراوغة والاختراق والتهديف وإجادة الضربات الرأسية والكرات العالية· وأضافت أن سانجو نجح في تصدر قائمة هدافي فريقه الجديد برصيد ثلاثة أهداف دورية في أول ثلاث مباريات منذ انطلاقة الموسم، وعلى الرغم من البداية المخيبة للآمال لفريقه وخروجه المبكر من بطولة كأس ألمانيا ونتائجه المتواضعة في بطولة الدوري وتعادله في ثلاث مباريات متتالية، إلا أن أهداف سانجو كانت بمثابة طوق النجاة للفريق من الغرق في أزمة مبكرة قد تهدده بشبح الهبوط إلى دوري المظاليم· كما أنه واصل أيضا الأداء المتميز مع فريقه هامبورج في بطولة دوري الأبطال الأوروبي·
تألق أفريقي في أوروبا
ويجيء تألق سانجو في إطار موجة التألق للنجوم الأفارقة في بطولات الدوري الأوروبية هذا الموسم بدءاً بالمالي مامادو ديارا مع ريال مدريد الذي انتقل إليه مؤخرا من نادي ليون الفرنسي مقابل 24 مليون يورو وقدم مستوى أداء متميز وقاده للفوز على ريال بيتيس في مباراته الدورية الأخيرة بإحرازه هدف الفوز الوحيد من ضربة رأسية رائعة· كما برز بشكل ملفت النيجيري المخضرم نوانكو كانو البالغ من العمر 33 عاما الذي استعاد خطورته التهديفية مع فريقه الجديد بورتسموث الذي يعتبر مفاجأة الموسم تحت قيادة المدرب الخبير هاري ريدناب وكان يحتل الصدارة حتى الأسبوع الخامس من الموسم الجديد للدوري الممتاز الإنجليزي قبل هزيمته الأسبوع الماضي من بولتون بهدف يتيم مما أطاحه إلى المركز الثالث· وهناك أيضاً مواطنه العاجي ديدييه دروجبا الذي ظل يواصل تألقه مع تشيلسي من عام لآخر والذي يتصدر الآن بطولة الدوري الممتاز الإنجليزي في أسبوعها السادس وفي طريقه لإحراز اللقب للموسم الثالث على التوالي·
السيرة الذاتية
ولد أبو بكر سانجو في مدينة ديمبوكرو بساحل العاج في 17 ديسمبر 1982 والتحق في بداية مشواره الكروي بنادي سيروكو المحلي في سن الخامسة عشرة في عام 1997 وأمضى معه عامين قبل أن ينتقل إلى نادي الترجي التونسي في عام 1999 حيث لعب لثلاثة أعوام ظهر فيها بمستوى جيد لفت إليه الأنظار، وشد بعدها الرحال إلى دولة الإمارات العربية في صفوف نادي العين· وكان انتقاله إلى العين نقطة تحول مهمة في حياته حيث تفجرت مواهبه كهداف لا يشق له غبار وخلال الفترة من 2002 إلى 2005 أحرز معه 43 هدفا في 54 مباراة وساهم في فوزه بعدة بطولات من بينها بطولة الدوري والسوبر بالإضافة إلى الفوز بأول بطولة لدوري أبطال آسيا في نسختها الجديدة في موسم 2002/،2003 وكان العين بوابة عبوره للنجومية والشهرة العالمية حيث لفت بأدائه المتميز أنظار الأندية الأوروبية التي تهافتت للفوز بتوقيعه فانتقل إلى نادي كايزرسلاوتن الألماني في صيف 2005 حيث أمضى موسما كاملا تألق فيه وأحرز هدفا في أول مباراة دورية له في البوندسليجا أمام فريق دويسبيرج ثم رفع رصيده إلى 10 أهداف في 24 مباراة إلا أن الفريق على الرغم من ذلك هبط إلى دوري الدرجة الثانية· انتقل بعدها سانجو إلى هامبورج في الصيف الماضي مقابل 3,8 مليون يورو حيث يلعب الآن· وأثار انتقاله إلى هامبورج الكثير من الجدل وشكك البعض في مقدرته على اللعب في فريق في قامة ومكانة هامبورج لكن سانجو أخرس ألسنة منتقديه وقدم مستوى أداء رفيعا تميز بالقوة في الكرات العالية والتهديف بالرأس وكلتا القدمين وتوالت الأهداف تباعا بمعدل هدف في كل مباراة وأصبح معشوق جماهير فريق الشمال· كما أطلق عليه لقب ''يورغن'' تيمنا بمهاجم ألمانيا الأسطورة الأسبق ومدربها السابق في نهائيات كأس العالم 2006 يورجن كلينسمان للتشابه الكبير في طريقة أدائهما والطول وقوة الاختراق والذي كان مثله الأعلى في طفولته· ونقل راديو ''دويتش فيلا'' الألماني في موقعه على الانترنت عن مدرب فريق هامبورج توماس دول قوله في تصريح للموقع الالكتروني للاتحاد الألماني لكرة القدم بأن سانجو يتميز بالقوة في الأداء والمسؤولية والجدية·
بيد أن حظوظ سانجو مع منتخب الأفيال الإيفوارية لم تكن على مستوى الأندية حيث لم يشارك سوى ثلاث مرات فقط مع المنتخب ولم يوفق في إحراز أي هدف كما لم يتم اختياره ضمن التشكيلة التي شاركت في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا وخرجت من الدور الأول بعد أن قدمت عروضا نالت الإعجاب والتقدير ولكنها لم تكن محظوظة حيث وقعت في مجموعة ''الموت'' التي ضمت كلا من منتخبات الأرجنتين وهولندا وصربيا والجبل الأسود· وقالت مجلة ''وورلد سوكر'' إن عدم اختيار سانجو لا يعزى لضعف مستواه أو قلة خبرته ولكن بسبب وفرة وكثرة النجوم الذين لهم باع طويل وتاريخ مشرف في بطولات الدوري الأوروبية والمباريات الدولية مع أنديتهم والمنتخب خاصة في خط الهجوم الذي يضم ديدييه دروجبا، وأرونا دينداني، وكوني باكاري، وعبد القادر كيتا وكوني أرونا· إلا أن إذاعة ''دويتش فيلي'' تقول في موقعها بأنه إذا واصل سانجو السير على مستوى الأداء المتميز والثابت الذي ظل يقدمه مع فريقه هذا الموسم في البوندسليجا ودوري الأبطال الأوروبي فإن ذلك بلا شك سيزيد من فرص انضمامه لمنتخب الأفيال واللعب أساسياً وبانتظام وتشكيل ثنائي هجومي خطير مع دروجبا في المستقبل·
عدد اليوم
