الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"العالم يغني".. على مسرح "اللوفر أبوظبي"

"العالم يغني".. على مسرح "اللوفر أبوظبي"
10 نوفمبر 2018 00:14

فاطمة عطفة (أبوظبي)

محبو الفنون والموسيقى على موعد مع أسبوع الاحتفالات بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح متحف «اللوفر أبوظبي»، المصحوبة بعدد من الجلسات الثقافية والمعارض الفنية التي انطلقت، الثلاثاء الماضي، مع افتتاح معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية» الذي يقتفي أثر التراث الثقافي والأثري للمملكة العربية السعودية بشكل خاص، والجزيرة العربية بشكل عام. بدأت هذه الأمسيات الفنية والموسيقية مساء أمس الأول الخميس، لتختتم مساء اليوم بمشاركة عدة فرق فنية وتراثية جاءت من عدة دول، قدمت أجمل العروض الغنائية الراقصة في ساحة مسرح «البلازا» باللوفر.

تنوع ثقافي وحضاري
جمع العرض الفني ما بين الموسيقى والأداء والرسم، بمشاركة فنانين من شبه الجزيرة العربية، وأفريقا، ومنطقة البحر المتوسط، والهند وإندونيسيا والصين، حيث قدمت كل فرقة نماذج فنية من تراث بلادها، بينما كانت زخرفة الخط العربي التي أبدعها الفنان التونسي «كوم» تعكس أشكالا وتموجات جمالية في خلفية المسرح، على نبرات الألحان الصوتية وكأنها كرة من الحروف تغلف المسرح.
وقد عبّرت هذه الأمسية الغنائية التراثية عن روح المشاركة والحوار وانسجامها القائم بين الشعوب، بما يتماشى مع التنوع الثقافي والحضاري بمتحف اللوفر، الذي شهد لوحات من الغناء والرقص والموشحات الشعرية، شارك فيها أكثر من 80 فناناً، حيث قدمت كل فرقة ألواناً من التراث الغنائي العريق لبلادها، وتمثلت في السعودية، العراق، مصر، المغرب العربي، إندونيسيا، الصين، الهند، إثيوبيا، وفرقة العيالة من الإمارات.

«يا أهل دار زايد»
في بداية الأمسية، صعدت جميع الفرق المشاركة إلى المسرح، وأخذت كل فرقة المكان المحدد لها، ثم تقدم الفنان السعودي فيصل اللبان مع فرقته ليغني بصوته الجهوري للعاصمة أبوظبي، قال فيها: «سلام عليكم يا أهل دار زايد، نحن اليوم زوارك...»، ثم تابعت الفرقة السعودية أداءها بتقديم عدة مقطوعات غنائية تراثية، خاصة بفنون الجزيرة العربية. ثم تلتها الفنانة العراقية فريدة محمد علي، يرافقها كل من العازف محمد حسين كمر على آلة الجوزة، وعبد اللطيف العبيدي على آلة الكمان، حيث قدمت الفنانة فريدة عدة مقطوعات غنائية، إضافة إلى مشاركتها مع الفنان فيصل اللبان في أداء أغنية «دويتو».
ومن المغرب العربي، قدمت فرقة رحوم البقالي مزيجاً فنياً من التراث المغربي والموشح الأندلسي، وتضم الفرقة مجموعة من الشابات المغربيات يستخدمن الطبول اليدوية والدفوف. ومن الغناء التراثي في صعيد مصر أيضاً قدمت فرقة رمضان علي يوسف وصلة من أغانيها، والفنان يوسف معروف بأنه المغني الرئيسي لفرقة «موسيقيو النيل»، وقدم قصائد ومقطوعات من ملحمة السيرة الهلالية، ورافقه في الأداء رمضان محمد على الربابة.
وإلى جانب ذلك، شاركت في الحفل أيضاً فرقة «راتو جارو» من إندونيسيا، وهي مؤلفة من مجموعة من الفنانات اللواتي قدمن بأيديهن حركات فنية تراثية، كأنها مأخوذة من حركة أمواج البحر، مع إنشاد قصائد بالعربية والأتشيهية. ومن الهند قدم غوار خان مانغانيار مقطوعات من الفلكلور الموسيقي المنتشرة بالمناطق الصحراوية لإقليم السند الباكستاني، كما عزفت الفرقة الصينية مقطوعات فلكلورية على آلة «البيبا» الوترية الصينية، وهي الآلة الأكثر شعبية في عزف ألوان الموسيقى الكلاسيكية بالصين، بينما ازدان المسرح مع الفن الإثيوبي بإطلالة الفنانة «زوديتو يوهانس» حيث قدمت عرضاً راقصاً جميلاً يطلق عليه الفن «الأزماري»، وهو من ألوان الترفيه التراثي الإثيوبي، الذي يمزج بين الغناء وإلقاء القصائد ورواية الملاحم والقصص.

فرقة العيالة
واُختتمت الأمسية مع فرقة العيالة الإماراتية التي قدمت عرضاً مميزاً من الفنون الشعبية الإماراتية وتراثها العريق، تضمنت إلقاء قصائد مع الانحناء على إيقاع الطبول، وشارك فيها حوالي 30 فناناً ومؤدياً. وفي لقاء مبارك العتيبة، مؤسس فرقة العيالة التي شاركت بتقديم لوحات فنية جميلة من عروضها الشعبية والتراثية، على مدى ثلاثة أيام، قال: إننا نشعر بالفخر والسعادة لمشاركتنا بمثل هذه الفعاليات الفنية المتنوعة مع فرق من دول عربية وعالمية، والخاصة بمناسبة الذكرى الأولى لافتتاح «اللوفر»، وأشار العتيبة إلى أن المشاركين من أعضاء الفرقة يتقنون فن «العيالة»، موضحا أنهم قدموا عرضاً لفن «الأهالة»، وهي من الفنون البحرية في أبوظبي.

«ينبعاوي» سعودي
ومن السعودية، قال فيصل اللبان رئيس فرقة الفنون الشعبية: متحف «اللوفر أبوظبي» أبهرني، بروعة وجمال موقعه وتصميمه، وبما يحويه من قطع فنية نادرة ونفيسة، وأضاف اللبان أنه قدم من فن «الينبعاوي»، وهذا ينسب لمنطقة ينبع في المملكة، وهذا الفن يعتمد على الإيقاع المصري، مبينا أن ألوان الفنون في السعودية عديدة ومتنوعة، تصل إلى أكثر من 120 لوناً شعبياً، منها «الخبيتي، السامري، الجنوبي، الزلفة، الدوسري، والدانة، والصهبة»، وكل هذه الإيقاعات الشعبية ترتبط بمنطقة بعينها. كما عبر الفنان المصري رمضان محمد عن سروره ومشاركته بالحفل قائلاً: متحف اللوفر أبوظبي من أجمل المتاحف العالمية، والعاصمة أبوظبي تتمتع بجمال وسحر العمارة والحداثة، ونحن سعداء جدا لأننا في دولة الإمارات بلد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
ومن جانبها، عبرت الفنانة العراقية فريدة محمد عن فرحتها، بزيارتها للإمارات للمرة الثانية، حيث قدمت من قبل حفلاً فنياً في «حديقة أم الإمارات»، وهي اليوم تسعد بوجودها في اللوفر أبوظبي، واعتبرت أن مشاركتها في هذا المتحف العالمي يمثل تكريماً لها، لما يضمه من تحف وكنوز عالمية. وأضافت قائلة: هذا المتحف أدهشني بكل ما فيه من تصميم وموقع وحدائق وتنظيم، مما يشير إلى مكانة الإمارات، وما وصلت له من نهضة وازدهار لتضاهي أكبر دول العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©