الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

حماد الخاطري: 5 أعوام لوضع «معجم موارد المياه القديمة في أبوظبي»

حماد الخاطري: 5 أعوام لوضع «معجم موارد المياه القديمة في أبوظبي»
6 يناير 2016 00:06
أشرف جمعة (أبوظبي) حماد الخاطري باحث إماراتي فتنه الشعر النبطي القديم، فاشتغل على إصدار عدد من الكتب التوثيقية التي تحلى فيها بروح الباحث المجد الذي يتجول في بادية الإمارات المترامية الأطراف حتى أصدر كتابه البارز «أعذب الألفاظ من ذاكرة الحفاظ» بأجزائه الثلاثة عام 2002، وتعلق كثيراً بجميع مادة ثرية في كتاب حمل عنوان «معجم موارد المياه القديمة في أبوظبي»، الذي صدر عن دار الكتب التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة، واستند فيه الباحث إلى الذين عاصروا الماضي من كبار السن، وهو ما أعطى للكتاب جانباً توثقياً لمصادر المياه في أبوظبي، إذ كان يفكر دائماً كيف كان المجتمع البدوي يتحرك عبر المسافات الشاسعة، دون وجود أنهار ومصادر للمياه. الخاطري باحث في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وهو ما أثرى طبيعة تجوله الميداني حتى قدم هذا الكتاب المثير الذي يقدم فيه حقائق تروى للمرة الأولى، إذ إن بعض الآبار ترجع إلى أكثر من 500 عام. رحلة البحث حول رحلة الباحث الإماراتي حماد الخاطري الميدانية في جمع مادة كتاب «معجم موارد المياه القديمة في أبوظبي» يقول: بدأت في البحث عن مصادر المياه القديمة ومواقعها وأسمائها في نهاية عام 2010 حيث شرعت بعد إنجار كتابي عن الأنساب في تعزيز المعلومات وتوثيقها عن هذا الموضوع الذي يهتم بتاريخ موارد المياه القديمة. مياه جوفية وبخصوص الآبار التي حفرها سكان أبوظبي في الماضي ومدى كفايتها لهم ولري حيواناتهم وزراعة محاصيلهم، يذكر الخاطري أن بعض كبار السن الذي عاصروا تلك الفترة من حياة البداوة التي سبقت عصر البناء والتطور العمراني مثل خليفة بن سلطان بن سبيع المنصوري والشاعر محمد بلويع الخييلي أخبراه بأن راكب المطية كان يسير من منطقة العين إلى اليوا ولا يحمل ماء لانتشار الآبار والموارد، وهذا يعني أن المياه كانت تكفي المجتمع وحيواناته، إضافة إلى زراعة النخيل وخاصة في منطقة الغربية والختم والعين. وهذا يعني وفرة المياه الجوفية آنذاك. أسباب الحياة وبالنسبة للنتائج التي توصل إليها في هذا الكتاب وعدد السنوات التي أرخ خلالها لمصادر المياه القديمة في أبوظبي، يوضح الخاطري أنه بدأ عام 2010 ولكن البحث غير المباشر في موضوع موارد المياه بالذات كان يسير بخط متواز مع بداية جمع القصائد في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مشيراً إلى أن أهم النتائج التي حققها خلال هذا العمل، تتمثل في أن الإنسان في الامارات وفي بادية أبوظبي تحديداً صاحب إرادة إذ استطاع من خلالها أن ينتصر على الصعاب، ويوفر لمجتمعه أسباب الحياة التي يمثل الماء فيها كل شيء. أمانة علمية وعن المصاعب التي واجهها أثناء هذا البحث، يؤكد الخاطري أن أي عمل جاد لا يخلو من المصاعب، لكن النتائج التي توصل إليها أنسته كل شيء لافتاً إلى أن أبرزها تمثل في تباعد مساكن كبار السن الذين أمد الله في أعمارهم عن بعضهم بعضاً إذ كان يذهب إلى السلع أو غياثي ولا يجد الشخص المطلوب، مما كان يضطرنه إلى العودة مرات عديدة كي يحقق هدفه. ويبين أنه أحدهم كان يذكر له معلومة خاصة عن المسافات بين الموارد ويأتي آخر بضعفها أو بأقل من نصفها، مثل أن يقول أحدهم هذه الموارد تبعد عن بعضها نحو 15 كيلومتر ويقول الآخر إنها تبعد من 3 إلى 4 كيلو مترات مما يلزمه بزيارات عديد من المناطق ومقابلة أكثر من فرد لتدارك هذا التناقض في المعلومات، فضلاً عنه أحياناً كان يظل في البادية من ثلاثة إلى أربعة أيام في الرحلة الواحدة لا يعود فيها إلى داره من أجل الأمانة العلمية وتحرى الدقة. المواشي والزراعة ويؤكد الخاطري أنه لا يزال قسم من الآبار القديمة موجوداً بالقرب من بعض البساتين والمزراع بعد أن توفرات التقنيات الحديثة لرفع الماء، وبعض هذه الآبار أتى عليه الزمن وكان السبب الأبرز في هذا أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد وفر الماء وأمر بإيصاله إلى مناطق البادية، وهو بذلك قد أعطى للحياة زخماً متدفقاً لكي تنهض الزراعة وتربى المواشي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©