الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مغاربة يجددون العهد مع الشاطئ في الصيف

مغاربة يجددون العهد مع الشاطئ في الصيف
24 أغسطس 2014 20:10
لا يزال الشاطئ المكان المفضل لقضاء إجازة الصيف لدى الأسر المغربية، ورغم إغراء المناطق الجبلية والصحراوية وجمال المدن الداخلية لم يستطع أي مكان أن يزحزح الشاطئ عن مكانته كوجهة أولى في “إجازة المصيف” في المغرب. تقليد أصيل ساعد جمال الشواطئ وتجهيز أعداد كبيرة منها على طول وجهة المغرب البحرية، التي تقدر بـ 3500 كلم على المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، في ترسيخ مكانة الشاطئ كوجهة أولى ورئيسة في المغرب. وتتعدد أسباب تفضيل المغاربة الشاطئ من أجل قضاء عطلة الصيف، وتقول أم كلثوم الشيابي (موظفة) إن “الشواطئ المغربية تشهد إقبالا كبيرا في الصيف لتفضيل المغاربة قضاء إجازتهم الصيفية في الشواطئ بدل الجبل”. وتضيف أن هذا تقليد أصيل في المغرب حيث كانت العوائل المغربية تفضل الاصطياف بعيدا عن الأماكن المزدحمة، وتتكبد مشقة السفر إلى الشواطئ النائية على مشارف المدن حرصا على الاصطياف في أماكن محتشمة. وتوضح الشيابي أنها تزور الشاطئ بحثا عن الاستجمام والراحة ولهو الأطفال، مشيرة إلى أن إجازة الشاطئ أصبحت مريحة ومسلية أكثر، ولم تعد متعبة كما في الماضي بفضل التجهيزات التي تضعها الفنادق والمقاهي، وتوفير خيارات كثيرة داخل الشواطئ المجهزة بالألعاب والزلاجات والكراسي والمظلات. ولعل التجهيزات التي وفرتها الشواطئ تشكل عاملا رئيسا في تزايد الإقبال على الشاطئ، فلم يعد من الضروري حمل الأمتعة والكراسي والمظلات والمؤونة إلى الشاطئ فكل شيء متوافر، كما يقول رضوان المحجوبي (معلم)، الذي يرى أن الاهتمام بالشواطئ وارتفاع الاستثمارات التجارية فيها أسهم في عودة المصطافين إليها. ويقول إن إجازة المصيف تشكل جزءا أساسيا من حياة المغاربة فخلالها يتخلصون من عناء وشقاء العام، ويجددون حيويتهم ونشاطهم، مطالبا بالاهتمام بالشاطئ أكثر وتوفير الخدمات التي يحتاجها رواده خاصة ما يتعلق بخصوصية الأسر وخدمات تثقيفية للشباب مثل مسابقات المعارف والمطالعة. نشاط اقتصادي تحقق إجازة الشاطئ نشاطا اقتصاديا وعوائد استثمارية عالية، فالإقبال على الشاطئ ورواج المبيعات المرتبطة بالتخييم يشكل مصدر عمل لمئات الآلاف من الشباب ويدعم الكثير من الصناعات والأنشطة والخدمات. في هذا الإطار، يقول مراد فهامي، مالك مقهى على شاطئ عين الذياب بالدار البيضاء، إن وجود المصطافين يعني أن مقاهي وفنادق الشاطئ تعمل بكامل طاقتها، بينما غيابهم يكبدنا خسائر كبيرة”. ويضيف أنهم ينتظرون فترة الصيف لتحقيق أرباح عام كامل رغم تذمر بعض الزبائن من ارتفاع أسعارهم، مشيرا إلى أن الركود الذي يعانون منه طوال العام يفرض عليهم رفع الأسعار لتحقيق أرباح مرضية. ويطالب مراد بدعم أصحاب مشاريع الشاطئ ليتمكنوا من خفض الأسعار والمحافظة على الزبائن طوال العام، ويقول “الجميع يعرف أننا لا نحقق أرباحا في باقي الفصول باستثناء الإجازات في الربيع وحين يكون الجو مناسبا، وفي فترة الصيف أي في أربعة أشهر نحاول تعويض خسارتنا، لكن هذه الانتعاشة الاقتصادية تكون دائما على حساب الزبون، لذلك نحن نطالب بإلغاء الضرائب عن مشاريع الشاطئ في فترة الركود”. ويستغل باعة متجولون وسماسرة وأطفال الإقبال الكثير على الشاطئ لكسب المال فبعضهم يبيع الفواكه الصيفية والأكلات الجاهزة والملابس، ومنهم من يفضل العمل في سمسرة الشقق المفروشة وحراسة السيارات، وآخرون يجوبون الشواطئ لبيع القهوة والشاي والسكاكر والمعلبات وملابس ولوازم السباحة. ويوفر شاطئ البحر فرص عمل كثيرة لهواة رسم البورتريهات والوشامين وبائعي التذكارات والشمسيات والكراسي، وحتى رعاية الأطفال وتعليمهم السباحة ما يمكن الآباء من الاسترخاء على رمال الشاطئ والاستمتاع بأشعة الشمس. أمنية ذات أبعاد تطمح مريم اليافعي في المستقبل إلى أن تكون طبيبة متخصصة في أمراض المخ والأعصاب وهذه الأمنية لها جذور عميقة بداخلها إذ إن أحد أخوالها مصاب بالتوحد لذا فإنها تحلم أن تحصل على شهادة في الطب حتى تستطيع أن تعالجه بنفسها. وتلفت إلى أنها على الرغم من أن هذه الأمنية أساسية في حياتها إلا أنها حين تحققها فإنها لن تتخلى عن كتابة القصة القصيرة وإلقاء الشعر. تعدد المواهب تذكر مريم اليافعي أنها أحبت التصوير الفوتوغرافي لذا اشترت لها والدتها كاميرا ومن أجل أن تمارس هوايتها في الأماكن التي تتمتع بطبيعة صافية، وهو ما جعلها تشارك في العديد من المسابقات والتي حصلت بالفعل منها على جوائز في ميدان التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى أنها برعت في عمل المجسمات، ما أهلها للمشاركة في بعض الفعاليات التي تبرز من خلالها موهبتها في عمل المجسمات، ومن ثم الفوز. لا للمستحيل شكرت آية جردانه، من الجامعة الأردنية، كل الذين قدموا لهم هذه الفرصة الذهبية للحضور إلى دبي والتعرف عن قرب وملامسة الواقع المتطور الذي تعيشه هذه المدينة الساحرة، موضحة «سعدت بالأيام التي قضيتها هنا، وتعرفت على الكثير من المعالم الحضارية والبرامج والفعاليات التي تقام في دبي، وكيفية إدارتها وتجهيزها، وسر نجاحها وهو ما يؤكد أن القيادة الإماراتية لا تعرف المستحيل». ظاهرة جديدة من الظواهر الجديدة على الشواطئ المغربية السباحة بالملابس العادية، حيث تقلصت نسبة المايوهات على الشواطئ المغربية واقتصر استعمال المايوه أثناء السباحة على الطفلات الصغيرات والفتيات المراهقات، بينما تفضل النساء السباحة بملابسهن العادية أو ارتداء سروال وقميص حرصا على الحشمة وخوفا من تحرش الشباب بهن على الشاطئ في ظل عدم وجود شواطئ خاصة بالنساء. وتسجل حوادث التحرش بالنساء أرقاما مرتفعة في الصيف لاسيما على الشواطئ حيث تتعرض المصطافات لتصرفات وتعليقات مسيئة، وقد أسهم اختفاء المايوه المثير في الحد من التحرش والتجاوزات التي تحد على الشواطئ، إضافة إلى أنه سمح للنساء ممن كن يرفضن السباحة خوفا من التحرش بهن، بالاستمتاع بالبحر والمشاركة بالأنشطة الصيفية والقيام بالأنشطة الرياضية رفقة أطفالهن. إلى ذلك، تقول فاطمة الطاهري إن ارتفاع نسبة النساء اللاتي ينزلن للبحر بملابسهن أصبح مألوفا على الشواطئ المغربية، بينما اقتصر ارتداء ملابس البحر على السائحات والفتيات الصغيرات، مضيفة أن أغلب المصطافات يفضلن السباحة بملابسهن حرصا على الحشمة وللتمتع بحرية الحركة والسباحة من دون خوف من تحرشات وتعليقات الآخرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©