الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العريش».. استراحة الجيوش ومدينة الطيور

«العريش».. استراحة الجيوش ومدينة الطيور
24 أغسطس 2014 20:10
حمدي أبوجليل (القاهرة) مدينة العريش تقع على البحر المتوسط أقصى شمال شبه جزيرة سيناء بوابة مصر الشرقية، وهي من أهم الموانئ والمدن المصرية القديمة، وفي بداية تأسيسها كانت استراحة للجيوش الغازية والفاتحة، واعتبرها الفراعنة طريقهم الحربي الكبير “طريق حورس”، وخلال الفتح العربي لمصر احتلت العريش أهمية خاصة غير أنها ظلت على حالها كمحطة مؤقتة لراحة الجيوش، وربما لذلك أطلق عليها البدو سكانها الأوائل اسم العريش أي المكان المعرش لراحة الجيوش والقوافل المارة بالصحراء. محميات المدينة لم تعرف العريش كمدينة بالمعنى الدقيق للكلمة إلا في بداية العهد العثماني في مصر، فقد رممها السلطان العثماني سليمان القانوني، وأعاد بناء قلعتها القديمة، ونظراً لأهميتها الاستراتيجية في إمبراطوريته المترامية خصص لها فرقة عسكرية دائمة يرجع إليها العديد من أسر وعائلات العريش الحالية، الذين اختلطوا بالبدو القادمين من الصحراء، وصنعوا بل ميزوا تركيبتها الاجتماعية. والعريش مدينة جميلة، وتتسع للكثير من المناطق المدهشة التي يسعى إليها عشاق الحياة والسياحة البرية، ومنها محمية “الزارنيق” التي تبلغ مساحتها 250 كم مربع بالجزء الشرقي لبحيرة البردويل، وتقع على مسافة 35 كم غرب مدينة العريش و120كم من قناة السويس. وتعتبر الزرانيق موقعا سياحيا خلابا ببحيرتها وجزرها الرملية والحاجز الرقيق الذي يفصلها عن البحر المتوسط، وهي تتصل ببوغازى الزرانيق وأبوصلاح، وقد تم إدراجها مؤخرا محمية طبيعية ضمن قائمة “رامسار العالمية”، وهي تستقبل كل عام نحو 270 نوعا من الطيور المهاجرة من أوروبا واسيا في مواسم هجراتها نحو أفريقيا، ومن هذه الطيور، الشرشير والبجع الأبيض والبشاروش والبلشون والطيور الخواضة والنوارس والخطافات والسمان والابالق، كما تعيش 7 أنواع من الطيور المقيمة أقامة دائمة منها المكاء والنكات وأبو الرؤوس السكندري والخطاف الصغير. وتنتشر في مياه بحيرة الزارنيق الأسماك والكائنات البحرية الدقيقة وحشائش البحر، وينمو على رمالها نحو 155 نوعا من النباتات والأعشاب الرعوية والطبيعية وتعيش فى نطاق المحمية كائنات برية من بينها 19 نوعا من الثدييات “كاليربوع والقنافد وثعلب الفنك وقط الرمال” و24 نوعاً من الزواحف منها سحلية الرمال والسقنقور والدفان وقاضي الجبل والحرباء والورل والحية القرعاء، بالإضافة إلى السلحفاة البرية المصرية، كما تعد المحمية أهم المواقع لتكاثر السلحفاة البرمائية بنوعيها الخضراء وكبيرة الرأس. معالم مميزة من المعالم المميزة التي يحرص زوار العريش على زيارتها سوق الخميس، ويقع بجوار آثار قلعة العريش والجامع العباسي، وهو من أقدم الأسواق بشبه جزيرة سيناء، وتعرض فيه كل قبائل وعشائر وعائلات العريش منتجاتها اليدوية ومحاصيلها الزراعية منذ أيام المقايضة، وفي سوق الخميس أجنحة للمشغولات اليدوية والملابس الجاهزة والخضراوات والفاكهة والمواشي والطيور وأدوات الصيد وغيرها، وهناك أسواق أخرى مثل سوق الثلاثاء بالشيخ زويد، وسوق مركز بئر العبد، وتجتذب الأزياء البدوية المطرزة يدويا، والتي تشتهر بها العريش، أعدادا كبيرة من الزبائن، خصوصا من زوارها الأجانب. وتعتبر المرأة البدوية من الملامح أو الشعارات المميزة للعريش، وهي تشتهر بإتقان فن تطريز الملابس بالفطرة ومن دون دراسة منذ الصغر حيث تبدأ في تطريز فستان زفافها وملابس عرسها، وهي في سن التاسعة، وكذلك تطريز القنعة، وهو غطاء للرأس ترتديه معظم البدويات، ويدل عادة على القبيلة التي تنتمي إليها الفتاة، حيث إن لكل قبيلة وحدات زخرفية خاصة بها تميز فتياتها عن فتيات القبائل الأخرى. ملامح حديثة يعتبر “المتحف” من أهم الملامح المعمارية الحديثة في العريش، وهو مقام على مساحة 16 ألف متر مربع منها 1600 فقط مساحة المباني والقاعات والباقي مساحات خضراء، وهو مصمم لاستيعاب نحو ستة آلاف قطعة أثرية من مختلف العصور، ويضم الآثار المصرية المستعادة من إسرائيل، إضافة إلى آثار تعود إلى العصور الفرعونية واليونانية والإمبراطورية الرومانية، وبه مجموعة تماثيل ضخمة وآثار الحمامات اليونانية والرومانية التي كانت موجودة بسيناء، إضافة إلى مقتنيات المتحف الإسلامي مثل ستارة الكعبة المشرفة ودكة المبلغ، ومنظر عام من الجرافيك لطريق عمرو بن العاص أثناء فتح مصر عبر سيناء، ومنظر آخر لطريق الحج القديم، إضافة إلى الأيقونة التي يقال إنها الأصلية الوحيدة في العالم للعائلة المقدسة، وشريط يوضح هروبها إلى مصر عبر سيناء، كما يضم المتحف مجموعة الفخاريات والأواني والقطع الأثرية الممثلة لجميع العصور التاريخية إضافة إلى مختلف العملات لجميع العصور التاريخية من الماس والذهب والفضة والبرونز وسبائك من الفضة والبرونز، كما يحتوي أيضا على مناظر للقلاع التاريخية القديمة الموجودة بسيناء على طول الطريق الحربي القديم وطريقي العائلة المقدسة والفتح الإسلامي وكذا طريق الحج القديم. ومن المعالم المهمة لمدينة العريش حديقة الحيوان التي تبلغ مساحتها نحو 12 فدانا، وتستضيف الحيوانات والزواحف والطيور التي تعيش في البيئة السيناوية مثل الضبع والثعلب الأحمر وثعلب الرمال والواوي أبوالشوك والذئب وغيرها، ومن الزواحف الورل والضب والحرباء والسحالي الحية المقرنة الطريشة، ومن الطيور القطا والغراب والصقور والقنبرة والهدهد واليمامة. أمنية ذات أبعاد تطمح مريم اليافعي في المستقبل إلى أن تكون طبيبة متخصصة في أمراض المخ والأعصاب وهذه الأمنية لها جذور عميقة بداخلها إذ إن أحد أخوالها مصاب بالتوحد لذا فإنها تحلم أن تحصل على شهادة في الطب حتى تستطيع أن تعالجه بنفسها. وتلفت إلى أنها على الرغم من أن هذه الأمنية أساسية في حياتها إلا أنها حين تحققها فإنها لن تتخلى عن كتابة القصة القصيرة وإلقاء الشعر. تعدد المواهب تذكر مريم اليافعي أنها أحبت التصوير الفوتوغرافي لذا اشترت لها والدتها كاميرا ومن أجل أن تمارس هوايتها في الأماكن التي تتمتع بطبيعة صافية، وهو ما جعلها تشارك في العديد من المسابقات والتي حصلت بالفعل منها على جوائز في ميدان التصوير الفوتوغرافي، بالإضافة إلى أنها برعت في عمل المجسمات، ما أهلها للمشاركة في بعض الفعاليات التي تبرز من خلالها موهبتها في عمل المجسمات، ومن ثم الفوز. لا للمستحيل شكرت آية جردانه، من الجامعة الأردنية، كل الذين قدموا لهم هذه الفرصة الذهبية للحضور إلى دبي والتعرف عن قرب وملامسة الواقع المتطور الذي تعيشه هذه المدينة الساحرة، موضحة «سعدت بالأيام التي قضيتها هنا، وتعرفت على الكثير من المعالم الحضارية والبرامج والفعاليات التي تقام في دبي، وكيفية إدارتها وتجهيزها، وسر نجاحها وهو ما يؤكد أن القيادة الإماراتية لا تعرف المستحيل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©