الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشاعر صادقة

7 أغسطس 2011 22:15
مشاعر تتدفق في القلب تتمازج مع إحساس صادق تجاه الوطن، وذلك أن حبه أمر جبلت عليه الفطرة السليمة، ولا يخالف في ذلك إلا من انتكست فطرته أو أصبح قلبه بلا إحساس ومشاعر. وعلى قدر الحب يكون العمل على الحفاظ عليه بناءً وتقدماً، وما هذا الحب بمعزل عن الشريعة الغراء أو نافلة من القول لا غنى عنها في الدين الإسلامي، ففي كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيء الكثير من ذلك. - فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وُعك أبو بكرٍ وبلالٌ. قالت: فدخلتُ عليهما، فقلتُ: يا أبت، كيف تجدك؟ يا بلاَلُ، كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحُمَّى يقول: كلُ امرئ مُصَبَّحٌ في أهلـه والموتُ أدنى من شِرَاك نعله وكان بلالٌ إذا أقلع عنه الحُمَّى يرفع عقيرته، ويقول: ألا ليتَ شِعري هل اْبيتنَّ ليلةً بوادٍ وحولى إِذْخـــرٌ وجَليـــل وهل أرِدَنْ يوما ميــاه مَجَنــــَّة وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفِيل قالت عائشة: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتُه، فقال: “اللهمَّ حببْ إلينا المدينة كحبّنا مكةَ أو أشد، وصحّحْها، وبارك لنا في صاعها ومُدِّها، وانقل حمَّاها فاجعلها، بالجُحفة. (البخاري). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة حين خرج منها: “ما أطيبك من بلد، وأحبّك إلي! ولولا أن قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرك” (الترمذي) إن حب الوطن فطرة إنسانية، ولم تزل الشعوب على اختلاف عقائدها وميول أجناسها متفقة على هذه الفضيلة، متجاوبة المشاعر مع هذه الفطرة. وقال ابن الزبير: ليس الناس بشيء من أقسامهم (أي ما قسمه الله لهم من الأرزاق والحظوظ) أقنع منهم بأوطانهم. وقيل: من علامة الرشد أن تكون النفس لبلدها تواقة وإلى مسقط رأسها مشتاقة. وقال بعضهم: وكُنا ألِفْناها ولم تَكُ مَأْلَفاً وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن كما تُؤْلَفُ الأرضُ التي لم يَطِبْ بها هواءٌ ولا ماءٌ ولكنها وطن قال بعض الحكماء: إن من علامة وفاء المرء وحسن دوام عهده، حنينه إلى إخوانه وشوقه إلى أوطانه، وإن من علامة الرشد أن تكون النفس إلى مولدها مشتاقة، وإلى مسقط رأسها تواقة وقال آخر: عمر الله الأبدان، بحب الأوطان. ويبقى السؤال لنا جميعاً، هل أقمنا هذا الحب في واقعنا العملي أم أنها كلمات نترنم بها ونتفاخر بها والمصالح الشخصية مقدمة على تقدم الوطن والحفاظ على مدخراته. وهل قمنا بغرس قيم المواطنة الصالحة كل منا في مجاله وموقعه؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©