الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رجال الدين : المصريون لن ينسوا دور الأشقاء في الإمارات

رجال الدين : المصريون لن ينسوا دور الأشقاء في الإمارات
4 أغسطس 2015 08:24
*خالص الشكر والتقدير للقيادة الإماراتية الحكيمة التي أثبتت عملياً حرصها على الوحدة العربية *الإنجاز الكبير بداية لم شمل الأمة والتضامن العربي سر تخطي الصعاب وتحدي المستحيل أحمد مراد وحسام وهب الله (القاهرة) يومان ويتم افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة التي نجح المصريون بمعاونة إماراتية صادقة إتمامها في الوقت المحدد لها سلفاً رغم قصر المدة. ومن المنتظر أن يشارك في حضور الحفل الأسطوري الكبير لافتتاح القناة نخبة من علماء الدين وقادة المؤسسة الدينية في مصر، على رأسهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس هيئة كبار العلماء، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، وعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف.. «الاتحاد» ترصد من خلال التحقيق التالي رؤية العلماء لدلالة قدرة المصريين على حفر القناة الجديدة في ذلك الوقت القياسي ورؤيتهم للدور الإماراتي الداعم لمصر في تلك المرحلة المفصلية التي تمر بها. إنجاز تاريخي أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، أن نجاح المصريين ومن خلفهم الدول العربية الداعمة لهم، وعلى رأسها الإمارات في إنجاز هذا المشروع يؤكد أن عصر التلاحم العربي بدأ من جديد وسيعيد العرب تلاحمهم ووحدتهم القوية، شاء من شاء وأبى من أبى. ويؤكد النجاح الباهر في إتمام المشروع في موعده المحدد أن عصر المشروعات الكبرى قد انطلق، وأن مصر لن تعود إلى الوراء، فعجلة البناء والإصلاح قد دارت، ولن يستطيع أحد إيقافها.. وأضاف: إتمام مشروع قناة السويس الجديدة إشارة واضحة للعالم كله بشكل عام وللأمة العربية المسلمة بشكل خاص أن التضامن العربي الحقيقي يجعل من الأمة العربية مجتمعة رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في المحافل الدولية السياسية، أو التكتلات الاقتصادية، أو الشركات عابرة القارات ومتعددة الجنسيات، أو في مجال الفكر والثقافة والإنتاج الإعلامي، فالأمة العربية عندما تكون متكاملة متضامنة يمكن أن تشكل كيانًا سياسيًّا واقتصاديًّا كبيرًا بما تملك من إمكانات وميزات تنطلق بها إلى مصاف الأمم المتقدمة الراقية، لتستعيد تاريخها المجيد وحضارتها التي سادت العالم، ومن هنا فلا بد أن تفخر الأمة بهذا المشروع الضخم بصفته مشروعاً اقتصادياً متجدداً، والاقتصاد هو الركيزة التي تُبنَى عليها الأوطان، وعندما تكون مصرية قوية اقتصادياً، وعندما تكون الإمارات بهذا التأثير الدولي الفعال، فإن ذلك يعني قوة للعرب والمسلمين جميعًا. وأضاف : لا بد أن نعمل على صيانة تلك المشروعات والبناء عليها، وأن نعي حجم التحديات التي تحيط بنا في الداخل والخارج، وأن نكون على قدر المسؤولية وعلى استعداد للتضحيات، وأن نقدم المصلحة العامة على أي مصلحة شخصية أو حزبية أو فئوية خاصة، كما أن ذلك يتطلب منا جميعًا الإيمان بحق الأمة، وأن مصلحتها جزء من صلب ديننا وعقيدتنا وعلى مستوى مصر فلا بد أن ندرك أن مصر هي القلب النابض للعروبة والسلام، وهي درع الأمة وسيفها وصمام أمانها. ووجه جمعة التحية لدولة الإمارات قيادة وشعباً على دورها الداعم لمصر طيلة الفترة الماضية قائلاً: تحية إعزاز وتقدير للأشقاء في الإمارات الذين بدا واضحاً في هذا المشروع دورهم المحوري ووقوفهم الدائم مع مصر، حيث عكسوا في كل تصرفاتهم وقراراتهم قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». زمن قياسي وبدوره، وصف د. شوقي علام مفتي مصر مشروع قناة السويس الجديدة بأنه إنجاز عظيم تحقق في زمن قياسي، الأمر الذي يعكس عزيمة الشعب المصري القوية وقدرته على تخطي الصعاب، مؤكداً أن القناة الجديدة لا تخدم المصالح المصرية فحسب، وإنما تخدم مصالح الأمة العربية بأكملها. وأكد أن افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة بمثابة حدث تاريخي سوف تتوقف أمامه كتب التاريخ لتسجل بطولات وإنجازات المصريين الذين وقفوا خلف قائدهم وجيشهم، وأرادوا أن ينجزوا مشروعاً قومياً يمثل نقلة حضارية تاريخية لمصر بإذن الله، حيث إن من شأن هذا المشروع أن ينقل مصر إلى آفاق المستقبل والتقدم في شتى المجالات. وتابع: منذ اللحظة الأولى لتدشين مشروع قناة السويس، حرصت غالبية المؤسسات المصرية على دعم المشروع ومساندته، وخرجت دار الإفتاء المصرية في ذلك الوقت ببيان رسمي لتحث جميع فئات الشعب المصري على المشاركة بقوة في جميع المشروعات القومية التي تشهدها مصر، وعلى وجه الخصوص مشروع قناة السويس الجديدة ، الذي سيسهم في دعم الاقتصاد المصري. وقد أكدت دار الإفتاء أيضاً على أن شراء المصريين لشهادات الاستثمار لتمويل مشروع قناة السويس الجديدة «جائز» شرعاً، واعتبرت المشاركة في دعم مشروع قناة السويس الجديدة واجب وطني من أجل مستقبل هذا البلد العظيم ومستقبل الأجيال المقبلة. دعم العلماء ويقول الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إن الأزهر وكل مؤسساته العلمية أعلن منذ اللحظة الأولى ثقته الكاملة في قدرة مصر وأبنائها ومن ورائهم الشعوب الشقيقة المحبة لهم في إتمام المشروع الكبير، وهذا ما جعل علماء الأزهر يتوافدون بشكل دوري على مقر المشروع لدعم العاملين فيه ورفع معنوياتهم، وتأكيد أن هذا المشروع ليس مشروعاً لمصر فقط، ولكنه مشروع للأمة كلها؛ لأن قوة مصر من قوة الأمة وقوة الأمة من قوة مصر فمشروع قناة السويس هو مشروع جيل وشعب ووطن وأمة بكاملها وإتمامه بهذا الشكل المبهر يعزز من إرادة وعزيمة وتصميم وجهد شعب مصر الذي يمتلك حضارة عظيمة. وأضاف : ونحن في الأزهر سبق، وأكدنا محورية الدور الإماراتي في دعم المصريين ونؤكد من جديد أننا لن ننسى أبداً دور الأشقاء في الإمارات الذين تسببوا بمساعدتهم لنا في رفع معنوياتنا إلى السماء وجعلونا نثق في قدراتنا وإمكانياتنا وهو ما مكننا من إتمام المشروع لنرفع رؤوسنا عالية ونقول للعالم أهلاً بكم في المنطقة العربية أهلاً بكم في قناة السويس المصرية العربية التي دفع أجدادنا دمائهم ثمنا لحفرها في القرن التاسع عشر واليوم العرب كلهم شاركوا في حفر شرانها الجديد وبلا شك، فإن الدعم الذي قدمته لنا الدول العربية يؤكد أن الأمة العربية ازداد وعيها السياسي والثقافي والتعليمي، وأن الشعوب العربية أصبحت تدرك تماماً أنه لا بديل عن الوحدة واللحمة العربية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وأضاف عفيفي أن المصريين لن ينسوا أبداً المقولة التي ترددت على لسان القيادة الإماراتية الرشيدة: «أننا لن نترك مصر والمصريين حتى يعبرون أزماتهم كاملة ويقفون على طريق استعادة مصر لقوتها في شتى المجالات»، فمن المؤكد أن من يقول ذلك هو قائد حكيم يتطلع لرفعة الأمة كلها وليس بلاده، فحسب فكل التقدير والعرفان بالجميل نقدمه للقيادة الإماراتية الرشيدة وشعبها الكريم الذي وقف بجوار مصر، ولم ينساها في محنتها ليأتي اليوم الذي تبدأ فيه مصر في استعادة عافيتها بهذا المشروع العملاق. وفي السياق ذاته، أعرب د. علي جمعة، مفتي مصر السابق، عن فخره واعتزازه بقدرة المصريين على إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة في عام واحد فقط، مشددا على أهمية مشروع قناة السويس لمصر والمنطقة العربية، حيث يساهم وبفعالية في تقوية الاقتصاد المصري، وذلك في إطار في منظومة تنهض بالمجتمع وتعزز أسباب التكافل والتعاون فيه. وأضاف: لقد أمرنا الله تعالى بالإتقان دينا ودنيا وأمرنا بالعلم والعمل على أعلى المستويات لتحقيق نتائج مرضية لتحقيق المصلحة العامة والخاصة لأفراد الأمة الإسلامية، وهو ما أكد عليه الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم ـ عندما قال: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، وهذا الأمر ترسخ بشكل واقعي في مشروع قناة السويس الجديدة. وشدد د. علي جمعة على أهمية المساندة التي وجدتها مصر من الدول العربية وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في سبيل إنجاز هذا المشروع العملاق، مؤكداً أن المصريين لن ينسوا أبداً الدور الداعم والمساند الذي تجده مصر من دولة الإمارات الشقيقة في مختلف المناسبات والأحداث الكبيرة التي تشهدها مصر. دروس مستفادة ومن جانبه، يرى د. أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر أن إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة بهذه الكفاءة العالية وفي وقت قياسي ليس بالأمر الغريب على المصريين، فقد سبق أن فعلوا ذلك في أكثر من مشروع قومي عملاق مثل قناة السويس القديمة والسد العالي. ووجه د. عمر هاشم رسالة شكر إلى القوات المسلحة المصرية التي بذلت مجهوداً جباراً في تنفيذا هذا المشروع العظيم من خلال الهيئة الهندسية للجيش المصري، مؤكداً أن قناة السويس الجديدة في حد ذاتها رسالة للعالم كله مفادها أن الشعب المصري ومن خلفه قواته المسلحة قادر على تخطي الصعاب، وإذا كان يخوض حرباً ضد خفافيش الظلام وقوى الإرهاب فإنه في الوقت نفسه يخوض حرباً من أجل البناء والتنمية. شيخ الأزهر: دليل التلاحم العربي يقول شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إن نجاح المصريين بمساعدة أشقائهم العرب، وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة في إتمام مشروع القناة في مدة قصيرة للغاية يعد إنجازاً غير مسبوق، يؤكد أن العرب حين يتضامنون فإنهم قادرون على تخطي الصعاب وإنجاز المستحيل ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن بدء مشروع القناة الجديدة، وكل عربي مخلص لعروبته ودينه يؤيد المصريين، وهو ما كان له صدى بالغ رفع من معنوياتنا، وجعلنا نتخطى الصعاب وننجز مشروعاً هو في حد ذاته دليل جديد على قوة وإرادة وصمود الشعب المصري ومن ورائه الشعوب العربية كلها. وقال الطيب، إن أحداً لا يستطيع في هذا السياق إغفال الدور الكبير الذي لعبته دولة الإمارات حكومة رشيدة وشعباً كريماً وشركات فرغت نفسها لدعم مصر في مشروعها الكبير لهذا، فنحن نتوجه بخالص الشكر والتقدير للقيادة الإماراتية الحكيمة، ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد وأشقائه الكرام الذين أثبتوا عملياً مدى حرصهم على الوحدة العربية من خلال إسهاماتهم الكبيرة في دعم مشروع قناة السويس الجديدة، وبلا شك فإن الدعم الكبير الذي وجهته القيادة الرشيدة في دولة الإمارات يؤكد كرم تلك الدولة الشقيقة حكومة وشعباً، وعمق العلاقة بين مصر والإمارات في ظل القيادة السياسية الحكيمة للدولتين، كما يكشف عن التقدير الكامل من جانب الإمارات للوحدة العربية، وأن تلك القيادة تولي أهمية كبرى نحو العمل العربي المشترك، وتنزله المحل والمستوى الذي ينبغي أن يكون فيه، وعليه وهو ما يحقق المقاصد الإسلامية الصحيحة. وأضاف شيخ الأزهر أن هذا الإنجاز الكبير لا بد أن يكون بداية عملية للم شمل الأمة العربية، بحيث نعطي للعالم كله دلالة واضحة على عظمة الحضارة الإسلامية، وقدرة العرب على الإنجاز، واستعادة أمجاد حضارتهم التي ساهمت في صنع الحضارة الإنسانية، ونستطيع أن نقول إن هذا التلاحم الذي تمخض عنه مشروع كبير بحجم قناة السويس الجديدة يذكرنا بعهود الأجداد والأمجاد في التاريخ الإسلامي العريق، ونوضح للعالم أن حضارتنا بعكس حضارات كثيرة ليست قائمة على الحسابات المادية فحسب، وإنما هي حضارة قائمة على صيانة العهود والقيم المستمدة من الدين الإسلامي دين السماحة والرحمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©