الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثلاثة خطاطين ينسجون جماليات الآيات القرآنية والأبيات الشعرية

ثلاثة خطاطين ينسجون جماليات الآيات القرآنية والأبيات الشعرية
7 أغسطس 2011 00:43
تبرز أعمال الخطاطة الاماراتية نرجس نور الدين موهبة كما تشير حروفياتها إلى جرأتها في كسر الهندسية والقواعد الصارمة ضمن تلك الحدود التي تشير إلى معرفتها بفن الخط العربي وأسراره، إذا جاز التوصيف، على الرغم من حداثة سنها، إذ لا تضيق نرجس نور الدين ذرعا بتلك القواعد لكنها تحاول الاستفادة من التجارب الكبيرة في الفن الذي درسته أو تتلمذت على يديها أن تجد معالجتها الخاصة في فن بدأ وظيفيا وتزيينيا بمعنى ما، لترقى بعملها إلى مصاف العمل الفني مكتمل الشروط والأدوات. ويمكن قراءة ما تقدمه هذه الفنانة من خلال ما قدمته من اعمال في مساهمتها الاخيرة مع الخطاطين حسام أحمد من مصر وخالد حافظ النفيسي من الباكستان في معرضهم المشترك الذي عنون بـ “ آيات” والذي أقيم في دبي الاسبوع الماضي ويستمر حتى نهاية رمضان الجاري. واشتمل على سبعة عشر عملا حروفيا اتخذت من الآيات القرآنية وأبيات شعرية كلاسيكية ومأثور القول أيضا للاشتغال الفني عليها، لكنها بدت في الوقت نفسه ذات توجّه روحاني بالأساس على الرغم من مسعى الفنانين الثلاثة إلى ابتكار أشكال حروفية خاصة بكل واحد منهم تمنح الناظر إليها بأنها تمثل جهد كل فنان في خلق بصمة فنية خاصة به في هذا الفن المتطلب الذي يحتاج إلى الموهبة بقدر ما يحتاج إتقانه إلى العلم خاصة لجهة قوانينه الهندسية مع أن البعض من أعمال المعرض تخرج من الأطر الكلاسيكية للمدارس المعروفة في فن الخط العربي نحو اللوحة المعاصرة المسندية كما هي معهودة في أي معرض من المعارض. أما الخطاط المعروف حسام أحمد فيشعر الناظر إلى أعماله بالمعرض بتلك الانسيابية والرشاقة في التعامل مع الحرف إلى حدّ يشعر معه المرء بأن القواعد الهندسية، الخاصة ببناء الحرف بوصفه الوحدة الأساسية للعمل الحروفي العربي، ليست سوى “عجينة” تتشكل وفقا لمخيلة الخطاط – الفنان وليس لإرادته فحسب. وربما كان هذا الأمر نتاج الخبرة الواسعة والإصغاء العميق لصوت الفن ولنداءاته الخفية. لكن الخطاط حسام أحمد في الوقت ذاته يعيش زمنه الذي يعيش فيه لكنْ وفقا لزمنه الخاص وإحساسه بإيقاعه الذاتي والفريد لجهة أن لا أحد بوسعه أن يتقاسمه معه. تلك الانسيابية أيضا تتوفر عليها أعمال خالد حافظ نفيسي، إنما بمزاج مختلف، ولعل ما يوحي بذلك هو اللونان الأبيض والأسود إذ ينقسمان بحدة كما حدة الليل والنهار وفقا لترميز ما ودون إفراط في التأويل. الأسود للخط والحرف والشكل الذي غالبا ما يتخذ شكل الطير فكأنما هو الهدهد وفي مرة أخرى كأنما هو الطاووس لكنه دائما قادم من هناك من آسيا البعيدة والأقرب إلى فن الخط العربي وروحه من سواها بثقافته الأصيلة ونزوعه الروحاني بكل محمولاته الثقافية بأبعادها الإنسانية أيضا. ويمكن اعتبار الأبيض خلفية العمل حتى لكأن الشكل أو العمل الحروفي ذاته يكاد يؤول إليه أو يتلاشى فيه، وبمعنى ما فهو مركز العمل لكن ليس المركز السنتيمتري الذي يتم اشتغال العمل وفقا له حيث هو القاعدة التي تعادل نقطة التلاشي في الفن المنظوري الحديث. ونجد في الشكل أيضا، ثمة رشاقة فيه، فلا يشعر المرء أنه بإزاء صورة ساكنة أو تجسيدية. بإزاء طير يمشي الهوينى أو طائر آخر يكاد يطير. لكن حقيقة ما يشعر به الناظر إلى أعمال نفيسي هو أن أعماله إذ تتصل بالتفاصيل الصغيرة للتأويل “الإسلامي، ربما بالمعنى الصوفي وربما لا” للون والشكل في أرقى تجريداتهما تصير صعبة على القراءة لكن قريبة من الإحساس.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©